سياسة عربية

لجنة أممية تتهم الاحتلال بارتكاب إبادة جماعية مع بدء خطة احتلال غزة

الأمم المتحدة تطالب بوضع حد "للمذبحة" إثر توسيع إسرائيل عمليتها البرية في غزة - جيتي
الأمم المتحدة تطالب بوضع حد "للمذبحة" إثر توسيع إسرائيل عمليتها البرية في غزة - جيتي

نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله:" نتوقع أن نرى ما بين 2000 و3000 مسلح من حماس يخوضون المعارك في مدينة غزة"، وجاءت هذه التصريحات خلال إحاطة إعلامية في الوقت الذي تنتقل فيه إسرائيل إلى "المرحلة الرئيسية" من احتلالها المخطط له لأكبر مدينة في القطاع.


وبرر المسؤول الإسرائيلي حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال بزعم أن مدينة غزة تُعد مركزا لحماس حتى قبل هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأن الجنود وعناصر الاحتياط الإسرائيليين "متواجدون على الأرض ضمن فرقتين عسكريتين ومن المقرر أن تنضم إليهما فرقة ثالثة "في الأيام المقبلة، وأضاف المسؤول أن "أهدافنا تظل دون تغيير، وهي إعادة الرهائن وتفكيك حماس".

اظهار أخبار متعلقة


والثلاثاء، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قوله إن: "إسرائيل بدأت عملية قوية في غزة تمهيداً لإطلاق (مرحلة حاسمة) من الحرب في القطاع"، في السياق، قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن قوات الجيش انتقلت "الليلة الماضية، الى المرحلة الأساسية من خطة السيطرة على المدينة"، مضيفاً "وسّعت قيادة المنطقة الجنوبية العملية البرية في المعقل الأساسي لحماس في غزة، وهو مدينة غزة".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على منصة "إكس" إن مدينة غزة "تحترق" مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي "يضرب البنى التحتية بقبضة من حديد، ويقاتل الجنود لتهيئة الظروف أمام إطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس.


ومنذ الفجر، تتعرض مدينة غزة لقصف إسرائيلي عنيف، بحسب الوكالة الفرنسية، غداة زيارة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو للأراضي الفلسطينية المحتلة، وإعلانه دعماً كاملاً لإسرائيل لتحقيق أهدافها في قطاع غزة، مهددا قبل توجّهه إلى قطر بأن حركة حماس أمامها "مهلة قصيرة جداً".


بدوره، قال الاتحاد الأوروبي إن توسيع العملية الإسرائيلية في مدينة غزة سيسبب مزيداً من الدمار والموت، فيما وصف وزير الخارجية البريطاني العملية الإسرائيلية بـ"المتهورة والمروعة", أما الأمم المتحدة فقد طالبت بوضع حد "للمذبحة" إثر توسيع إسرائيل عمليتها البرية في مدينة غزة.

واتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إسرائيل بارتكاب أربعة من أصل خمسة أفعال تُشكل جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب، وقالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلّة، في تقرير نُشر الثلاثاء، إن هناك "أسساً معقولة" للاستنتاج بأن إسرائيل نفّذت أفعالاً تشمل: قتل المدنيين، وإلحاق أذى جسدي ونفسي جسيم، وفرض ظروف معيشية مدمرة، ومنع الولادات داخل الجماعة، وهو ما يُطابق تعريف الإبادة الجماعية بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948.

واستند التقرير إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار، من بينهم الرئيس إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، معتبراً أنهم "حرّضوا على الإبادة الجماعية"، كما اعتبر أن نمط السلوك العسكري في غزة يُظهر "نية متعمدة لتدمير الجماعة المستهدفة جزئياً أو كلياً.

وقالت رئيسة اللجنة، نافي بيلاي، في تصريحات لبي بي سي إن استخدام نتنياهو عبارات مثل "الانتقام العظيم" و"المدينة الشريرة" في إشارة إلى غزة، يُظهر استهدافاً جماعياً للمدنيين، مؤكدة أن اللجنة استغرقت عامين في جمع الأدلة والتحقق من الوقائع، وأن الاستنتاجات مبنية على "الوقائع فقط"، مشددة على أنه لا يمكن تطبيق تعريف الإبادة إلا إذا كانت الأفعال قد نُفذت "بنية واضحة للتدمير.

كما أشارت إلى أن اللجنة تعتبر أفعال القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين "منسوبة إلى إسرائيل"، وبالتالي فإن الدولة تتحمل المسؤولية عن ارتكاب الإبادة، والفشل في منعها أو معاقبة مرتكبيها.

اظهار أخبار متعلقة


وأظهرت لقطات موجة نزوح كبيرة للفلسطينيين بأمتعتهم جنوباً على طريق ساحلي قرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، عقب أوامر إجلاء جديدة أصدرتها إسرائيل لسكان مدينة القطاع.


ويأتي هذا التصعيد في وقت تنظر فيه محكمة العدل الدولية بدعوى قدمتها جنوب أفريقيا تتهم إسرائيل أيضاً بارتكاب إبادة جماعية في غزة، ودعت اللجنة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية في "منع ومعاقبة جريمة الإبادة"، محذرة من أن التقاعس قد يجعلها متواطئة.
التعليقات (0)

خبر عاجل