سياسة عربية

أسيرات فلسطينيات يشكرن المقاومة ويكشفن عن معاناتهن في سجون الاحتلال (شاهد)

أفرج الاحتلال عن عشرات الأسيرات مقابل 3 أسيرات إسرائيليات
أفرج الاحتلال عن عشرات الأسيرات مقابل 3 أسيرات إسرائيليات
كشف أسيرات فلسطينيات تحررن بموجب صفقة التبادل، الأحد، عن أشكال من المعاناة والقمع الذي تتعرض له الأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

حنان معلواني

Image1_120252010847919315933.jpg

وهي تبكي، أعربت الأسيرة الفلسطينية المحررة حنان معلواني (24 عاما) عن حزنها للإفراج عنها مع أخريات من سجون الاحتلال الإسرائيلي بينما تركن خلفهن أسيرات ما زلن خلف القضبان.

وليلة الأحد/ الاثنين، أفرجت "إسرائيل" عن 69 أسيرة و21 أسيرا كلهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس المحتلة، مقابل إطلاق حركة حماس سراح  أسيرات "مدنيات" إسرائيليات.

وقبعت حنان في السجون منذ أن اعتقلتها "إسرائيل" في 2 أيلول/ سبتمبر الماضي من منزلها بمدينة نابلس شمال الضفة، وحولتها للاعتقال الإداري دون توجيه تهمة.

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول عقب الإفراج عنها، بدت حنان مندهشة للغاية من الجموع التي استقبلت الأسيرات المحررات في بلدة بيتونيا غربي رام الله.

اظهار أخبار متعلقة


وقالت: "الشعور لا تقدر على وصفه، شعور الحرية جميل للغاية".

وأضافت: "كنت لا أرى في السجن سوى الزنزانة، اليوم أنا مستغربة جدا من هذه الجموع التي تستقبلنا، شعوري لا يوصف".

محاولة إذلال
وبينما تبكي خلال لقاء عائلتها، أضافت: "كان اليوم صعبا للغاية، تم تعقيد كل شيء (من قبل السلطات الإسرائيلية)".

وأوضحت أنه "حتى اللحظة الأخيرة لم نُبلغ بالإفراج، أُحضر طعام الفطور ومن ثم الغداء وأُخبرنا (أنه) لا يوجد أي إفراجات، وعصرا تم نقلنا من سجن الدامون إلى عوفر (غربي رام الله)، تركنا خلفنا أسيرات".

وقبل الإفراج عن الـ69 أسيرة، كانت توجد 84 أسيرة في سجن الدامون، بينهن أربع من غزة، وفق منظمات فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى.

حنان أكدت أن "السجن كان عبارة عن مصاعب ومحاولة إذلال ولا يمكن وصف ما عشناه، أنا متعبة للغاية، ولكن قد الحمل وتحملناه".

ياسمين أبو سرور: "إسرائيل" تلاعبت بأعصابنا

Image1_120252010943479331444.jpg

تقول أبو سرور (27 عاما) إن الاحتلال الإسرائيلي تلاعب بأعصابهن حتى الساعات الأخيرة.

وأضافت: "منذ أسبوع انقطعت عنا الأخبار، ولا نعلم ما يجري في الخارج، حتى صباح اليوم (الأحد) لم نكن متأكدين من أن هذا هو يوم الحرية".

واعتقلت أبو سرور وهي من مخيم الدهيشة بمحافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، عدة مرات كان آخرها في 26 كانون الأول/ ديسمبر 2023، حيث تم تحويلها آنذاك للاعتقال الإداري (دون تهمة).

وعن لحظة الحرية، تقول أبو سرور إن شعورها "لا يمكن أن يوصف الحمد لله، وشكرا لكل من ساهم في الصفقة".

وتعرضت أبو سرور كغيرها من الأسيرات لتهديدات أطلقتها المخابرات الإسرائيلية بالاعتقال مجددا في حال تم إظهار أي ملامح للاحتفالات.

وعن الأوضاع داخل السجون، تقول أبو سرور إنها "صعبة للغاية"، حيث يعاني الأسرى من التجويع المستمر والتنكيل والإهمال الطبي من إدارة السجون.

وأعربت عن أمنياتها بالإفراج عن باقي الأسرى والأسيرات من داخل السجون، متمنية الفرج القريب لأهل قطاع غزة.

أمل شجاعية: تفتيش عارٍ وبرد قارس

Image1_1202520101136311013311.jpg

بعد 7 شهور قاسية قضتها خلف قضبان السجون الإسرائيلية، تتنفس الأسيرة الفلسطينية المٌفرج عنها أمل شجاعية هواء الحرية مجددا وسط تخوفات من إعادة الاعتقال.

خرجت شجاعية (22 عاما) وهي طالبة جامعية، من داخل السجون محمّلة بذكريات قاسية عن معاناة الاعتقال في ظل حالة التنكيل التي تتعرض لها الأسيرات من قبل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية.

وفي شهادتها، تقول شجاعية من بلدة دير جرير شرقي رام الله وسط الضفة الغربية: "يوميا نتعرض للقمع والتنكيل وسحب الأغراض والممتلكات".

وأوضحت أن "الأسيرات يعشن أوضاعا إنسانية صعبة للغاية حيث البرد القارس ينهش أجسادهن، وذلك وسط نقص الغذاء والدواء".

وفي انتهاك صارخ للخصوصية، تتعرض الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون لتفتيش عارٍ واقتحامات يومية لغرفهن وأقسامهن، كما تقول شجاعية.

وأضافت: "لا يوجد في السجن أي خصوصية للفتاة، من بداية الاعتقال يكون هناك تفتيش عارٍ، واقتحامات يومية للقسم وتفتيش عار أيضا".

وتابعت: "الموضوع ليس صعبا فحسب بل هو انتهاك لخصوصية الأسيرات ويسبب لهن الأذى".

وأشارت إلى أنهن تعرضن لمعاملة سيئة من إدارة مصلحة السجون على مدار اليوم (الأحد)، تعرضن خلاله "للسحل وبعض الأسيرات تمت مصادرة أغراضهن الشخصية، وتنزيل الرؤوس وتفتيش بشكل صعب".

ورغم تلك المعاناة، إلا أن شجاعية تعيش فرحة عودتها لأحضان عائلتها، قائلة: "أنا اليوم بين أهلي وأحبتي وسعادة لا توصف. ربنا يرحم شهداءنا".

وفي ختام حديثها وجهت شجاعية رسالة لأهل قطاع غزة قائلة: "كل كلمات الشكر والامتنان لا تكفي في التعبير عن تضحياتهم".

رغد عمرو: المقاومة قدمت هدايا للإسرائيليات ونحن تم جرنا من شعورنا

Image1_1202520101245300099932.jpg

كشفت الأسيرة الفلسطينية المحررة رغد عمرو (23 عاما) عن تنكيل وضرب وإهانات، بينها جر الأسيرات من شعورهن، في الساعات الأخيرة قبيل الإفراج عنهن من سجون "إسرائيل" ليلة الأحد/ الاثنين.

وقضت رغد 5 شهور في السجون الإسرائيلية، بعدما اعتُقلت من بلدتها دورا جنوبي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، وكان اعتقالها إداريا، أي دون توجيه تهمة.

وقالت رغد: "صباح اليوم (أمس الأحد) دخل مدير السجن وقال لا يوجد أي إفراجات خلال الـ14 يوما".

وأضافت: "وعند الظهر دخل نائبه بأسلوب همجي وتعامل سيئ، وبدأ يقول: لا تجربوني مرة أخرى، ممنوع ارتداء أي ملابس شرعية، وبدأت عمليات التفتيش والضرب والإهانات، والتحقيق لساعات".

وتابعت: "انتقلنا بعدها في باصات النقل، والتي استمرت 4 ساعات، وهي عبارة عن قفص حديدي، وهو أسوأ من السجن (الدامون)".

و"تم تشغيل المكيفات الباردة علينا، (ثم) وصلنا سجن عوفر، وفتحت أبواب الباصات ووجدنا سجانات يمسكن الأسيرات من شعورهن، وسط صراخ ومُنعنا من رفع الرأس"، أضافت رغد.

وأفادت بأن "القوات الإسرائيلية زجت بالأسيرات في ساحة من الحجارة والحصى، تُركنا فيها لساعات".

وأردفت: "وتم تشغل شاشة كبيرة وعُرضت علينا فيديوهات تهديد وأخرى تشويه للمقاومة، بعد ذلك تم جلب مجموعة من الأسرى الأطفال كانوا بحالة مزرية للغاية".

واستطردت: "تعرضنا للضرب والإهانة، ثم نُقلنا إلى كرفانات وهناك أيضا تعرضنا للتهديد والوعيد، ومن ثم رجعت نفس القصة تفتيش شبه عار وضرب وإهانات".

اظهار أخبار متعلقة


لكن رغد أكدت أن "كل هذا العذاب فداء لشعبنا ولغزة، ونسأل الله أن يكتب لنا الأجر".

وقارنت رغد بين ما عاشته الأسيرات في السجون الإسرائيلية ومشاهد معاملة الفصائل الفلسطينية في غزة للأسيرات الإسرائيليات.

وقالت: "قالوا لي إن المقاومة قدمت للأسيرات هدايا، بينما نحن تم جرنا من شعورنا وبعضنا من حجابها وغيره الكثير".

هديل شطارة: ثمن الحرية سُدّد بدماء أهل غزة

Image1_1202520101343324425129.jpg

عقب الإفراج عنها من السجون الإسرائيلية، عبّرت الأسيرة المحررة هديل شطارة عن مشاعر مختلطة بين الفرح بالحرية والألم إزاء الثمن الباهظ الذي دفعه أهالي قطاع غزة لأجل ذلك من دمائهم ومنازلهم.

وقالت شطارة (33 عاما)، وهي أكاديمية في جامعة بيرزيت القريبة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية: "ثمن الحرية كان غاليا جدا، سدد بدماء أهل غزة وبدمار منازلهم".

واعتقلت شطارة من بلدة "المزرعة الشرقية" شرقي رام الله، في 1 تموز/ يوليو الماضي فيما صدر بحقها قرار بالاعتقال الإداري (دون تهمة).

وأضافت: "اليوم الفرحة منقوصة أولا وضع أهلنا في غزة، ولكن نحن على ثقة أن غزة قادرة على أن تنهض، وستعود أقوى من قبل ويرجع لها أهلها ويتم إعادة بناء ما دمره الاحتلال".

واستكملت: "غزة ستعمر بأهلها وناسها ونحن على ثقة بأن غزة ولاّدة وراح ترجع قوية وترفع رأسها".

وعن الأوضاع داخل السجون الإسرائيلية، تقول شطارة إنها "صعبة وسيئة للغاية حيث سُحِب كل شيء من الغرف، خرجنا لا نمتلك سوى ملابسنا".

وتشير إلى أن أوضاع الأسيرات والأسرى متشابهة فهم محرومون من كل شيء داخل السجون، مستدركة: "لكن ذلك لم يزدنا إلا قوة وتحديا وثباتا".

وتتمنى شطارة الحرية لكل فئات الأسرى خاصة الرجال وذلك لما يعانونه من مصاعب كبيرة داخل السجن.

وختمت بتوجيه رسالة للعالم قائلة: "حريتنا كانت بأثمان كبيرة، ونحن شعب مستعد لدفع هذه الأثمان، ولا ننتظر من يحررنا. نحن نحرر أنفسنا بأنفسنا، ولكن ننتظر من العالم موقفا عادلا تجاه قضيتنا ليس أكثر".

وبدعم أمريكي، ارتكبت "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم، حتى الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.

اظهار أخبار متعلقة


وخلال حرب الإبادة على غزة، اعتقلت "إسرائيل" آلاف الفلسطينيين من القطاع، بينهم نساء وعاملون بالمجال الصحي، وتعرض الكثير منهم لتعذيب وإهمال طبي وتجويع، ما أدى لوفاة عدد منهم، وفق منظمات حقوقية ووسائل إعلام.
 
وجاء الإفراج عن الأسرى التسعين ضمن مرحلة أولى من اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس بدأت صباح الأحد بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية.

التعليقات (0)

خبر عاجل