حقائق وأرقام.. لماذا يريد ترامب السيطرة على "غرينلاند" وما رأي سكانها؟
لندن- عربي2109-Jan-2502:49 PM
0
شارك
تبلغ مساحة غرينلاند حوالي 2.16 مليون كيلومتر مربع، مما يجعلها أكبر جزيرة على وجه الأرض- جيتي
أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب مرارا عن تطلعه إلى السيطرة على غرينلاند وقناة بنما، كما دعا لضم كندا إلى الولايات المتحدة.
وخلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء، رفض ترامب استبعاد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية للسيطرة على قناة بنما وغرينلاند، واقترح تحويل كندا إلى ولاية أمريكية.
وفي وقت سابق، قال ترامب إن السيطرة على غرينلاند "ضرورة مطلقة" للولايات المتحدة، الأمر الذي أثار موجة من ردود الأفعال الدولية على تصريحاته.
اظهار أخبار متعلقة
هذا الاهتمام الأمريكي بغرينلاند ليس جديدًا، ولكنه عاد إلى الواجهة بشكل كبير في عام 2019 عندما أبدى ترامب خلال ولايته الأولى رغبته في شراء الجزيرة من الدنمارك، وهو ما أثار جدلًا عالميًا.
لماذا يريد ترامب غرينلاند؟ تُعتبر الجزيرة نقطة استراتيجية في المنطقة القطبية الشمالية، ويجعلها هذا الموقع مهمة للغاية من الناحية العسكرية؛ فهي تُعد بوابة إلى القطب الشمالي، حيث تتزايد المنافسة بين الدول الكبرى مثل روسيا والصين والولايات المتحدة.
تمتلك الولايات المتحدة بالفعل قاعدة عسكرية كبيرة في غرينلاند تُعرف باسم قاعدة ثول الجوية (Thule Air Base)، وهي تُستخدم لرصد الصواريخ وتوفير أنظمة إنذار مبكر.
السيطرة على غرينلاند بالكامل ستمنح الولايات المتحدة نفوذًا أكبر في المنطقة القطبية الشمالية، نظرا لأن أقصر طريق من أوروبا إلى أمريكا الشمالية يمر عبر الجزيرة.
ولا يمكن إغفال الموارد الطبيعية والثروات المعدنية التي تحتوي عليها الجزيرة، وربما تكون سببا بارزا لرغبة ترامب في السيطرة عليها، خاصة مع الاعتقاد أن غرينلاند تحتوي على احتياطيات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي، ما يجعلها جذابة من الناحية الاقتصادية.
ما تعرف عن غرينلاند؟ غرينلاند هي جزيرة كبيرة تقع في شمال المحيط الأطلسي، تُعتبر أكبر جزيرة في العالم من حيث المساحة، وتمتاز بجغرافيتها الفريدة، حيث تغطيها طبقة جليدية ضخمة تجعلها واحدة من أكثر الأماكن تميزًا على الكوكب.
تقع غرينلاند بين شمال المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، وهي قريبة من القطب الشمالي وتُعتبر جزءًا من قارة أمريكا الشمالية.
تبلغ مساحة غرينلاند حوالي 2.16 مليون كيلومتر مربع، مما يجعلها أكبر جزيرة على وجه الأرض، ويغطي الجليد فيها أكثر من 80% من مساحتها.
من يحكم غرينلاند؟ هي إقليم ذاتي الحكم تابع لمملكة الدنمارك منذ نحو 600 عام، وحصلت غرينلاند على الحكم الذاتي في عام 1979، فيما تم توسيع سلطاتها في عام 2009، ورغم ذلك، لا تزال الدنمارك مسؤولة عن الدفاع والسياسة الخارجية.
اظهار أخبار متعلقة
كم عدد سكانها ومن هم؟ يبلغ عدد سكان غرينلاند حوالي 56,000 نسمة (2023)، مما يجعلها واحدة من أقل المناطق كثافة سكانية في العالم.
يعيش فيها شعب الإنويت (الإسكيمو)، الذين يُعتبرون السكان الأصليين للجزيرة، وتُستخدم اللغة الدنماركية على نطاق واسع أيضًا، خاصة في الشؤون الرسمية والتعليم، أما اللغة الرسمية فهي الغرينلاندية (اللغة الإنويتية).
ما هي أبرز ثرواتها ونشطاها الاقتصادي؟ يعتمد الاقتصاد في غرينلاند بشكل كبير على الصيد البحري، خاصة صيد الأسماك مثل الروبيان وسمك القد. لكنها تحتوي على ثروات معدنية هائلة، بما في ذلك اليورانيوم، الذهب، والألماس، وهذا ما يرجح سعي ترامب للسيطرة عليها، ومع ذلك، فإن استغلال هذه الموارد محدود بسبب الظروف البيئية والمناخية الصعبة.
ما موقف الدنمارك من تصريحات ترامب؟ قالت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن هذا الأسبوع إنها لا تستطيع أن تتخيل أن الولايات المتحدة، الحليف الوثيق لحلف شمال الأطلسي، ستلجأ إلى التدخل العسكري في غرينلاند.
وأضافت أن الأمر متروك لشعب غرينلاند ليقرر ما يريد.
تصريحات ترامب أثارت أيضا روسيا، حيث سارع الكرملين، الخميس، إلى القول إن "القطب الشمالي منطقة لمصالحنا الوطنية. نتابع عن كثب التطور اللافت الذي يبقى لحسن الحظ حتى الآن عند مستوى التصريحات".
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن روسيا تدعم السلام والاستقرار في منطقة القطب الشمالي وتعتبرها ضمن نطاق مصالحها الوطنية والاستراتيجية، قائلا: "نحن موجودون في منطقة القطب الشمالي، وسنستمر في التواجد هناك".
كما رفضت فرنسا وألمانيا تصريحات ترامب التي أعرب فيها عن رغبته بضم غرينلاند وكندا، إذ أكدت باريس أنها لن تسمح بأي اعتداء على الحدود الأوروبية، وقالت برلين إنه لا يجوز تغيير الحدود بالقوة.
اظهار أخبار متعلقة
ماذا يريد شعب غرينلاند؟ هيئة البث العامة في غرينلاند قامت باستطلاع آراء السكان حول عرض الرئيس الأمريكي المنتخب لشراء الإقليم الدنماركي المستقل، وفق موقع "سي إن إن".
وفي حين وصف بعض الذين تم استجوابهم اهتمام ترامب بأنه "خطير" و"مقلق"، قال آخرون إنهم قد "يثقون أكثر في ترامب" و"يختارون الولايات المتحدة".
لكن الأهم أن الاستطلاع كشف رغبة كبيرة لدى شريحة واسعة من سكان الجزيرة في الاستقلال الكامل عن الدنمارك، وهو ما يفسر تصريحات وزير خارجية الدنمارك لارس لوكي راسموسن في مؤتمر صحفي الأربعاء، حين قال إن قضية الاستقلال يجب أن ينظر إليها بشكل منفصل عن تعليقات ترامب.
وقال راسموسن: "إننا ندرك تماما أن غرينلاند لديها طموحاتها الخاصة. وإذا تحققت هذه الطموحات، فسوف تصبح غرينلاند مستقلة، وإن لم يكن لديها طموح في أن تصبح "دولة فيدرالية في الولايات المتحدة".
وتسعى حكومة الجزيرة بقيادة رئيس الوزراء ميوت إيجيدي إلى الاستقلال في نهاية المطاف.