سياسة عربية

توتر أمني جنوب ليبيا بعد سيطرة "حفتر" على معسكر للرئاسي.. هل تتجدد الحرب؟

قوات تتبع صدام حفتر سيطرت على المعسكر- حسابه عبر فيسبوك
قوات تتبع صدام حفتر سيطرت على المعسكر- حسابه عبر فيسبوك
يشهد الجنوب الليبي حالة من التوترات الأمنية منذ فترة وسط حالة تكتم وصمت من كل الأطراف العسكرية والسياسية شرقا وغربا.

وكانت آخر هذه التوترات قيام القوات التابعة لقائد القيادة العامة، خليفة حفتر بالهجوم على معسكر يتبع رئاسة أركان المجلس الرئاسي الليبي والسيطرة عليه والاستيلاء على المعدات والذخائر هناك وطرد قادة المعسكر.

"سيطرة واتهامات وصمت"

وبعد مناوشات بين قوات حفتر وأخرى تابعة للرئاسي الليبي، سيطرت الأولى على معسكر "تيندي" بمنطقة سبها العسكرية التابعة للمجلس الرئاسي في مدينة أوباري (جنوب غرب ليبيا) والذي يترأسه الفريق، علي كنة، دون معرفة أسباب هذه الخطوة المفاجئة.

وجاءت الأحداث بعد اتهامات من قبل قادة في قوات حفتر للفريق كنة وقواته بأنهم يخططون لإحداث فوضى في المنطقة الجنوبية والهجوم على معسكرات تابعة لقوات حفتر، لذا اتخذ خطوة استباقية لمنع هذه الفوضى والسيطرة على المعسكر، وفق كلامهم.

اظهار أخبار متعلقة



في المقابل، التزم المجلس الرئاسي، الذي يعد رئيسه وفق اتفاق جنيف هو القائد الأعلى للجيش الليبي، الصمت ولم يعلق على الأحداث ولم يرد على اتصالات الصحفيين وكأن الأمر لا يعنيه رغم أهمية المعسكر الذي سيطر عليه حفتر وأنه أقوى التمركزات في جنوب ليبيا.

وذكرت منصات إعلامية محلية أن الخطوة جاءت عبر اقتحام قوات تابعة لرئاسة أركان القوات البرية التي يترأسها، صدام نجل خليفة حفتر للمعسكر، ما يعتبر خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الأطراف العسكرية في ليبيا.

"حرب جديدة"

وبعد هذه الأحداث تسربت رسالة خطية من رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح موجهة إلى مجلس الأمن الدولي، والاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، بشأن تصاعد وتيرة التهديد والوعيد، التي يطلقها الخصوم السياسيون، وتخوفه من خرق اتفاق إطلاق النار، الذي رعته الأمم المتحدة عام 2020، ووقوع حرب جديدة في ليبيا.

وبعد ردود فعل غاضبة ومتسارعة تجاه هذه الرسالة، خرج المكتب الإعلامي التابع لعقيلة صالح لنفي الأمر ووصفه للرئاسة أنها "غير صحيحة"، لكن مصادر عسكرية أكدت لـ"عربي21" أن الرسالة حقيقية لكن عقيلة صالح تراجع عنها بعد ردود الفعل الغاضبة التي اتهمته بالاستقواء بالخارج.

"استقالة الزادمة"

ومن الأحداث الكبرى في جنوب ليبيا هي الاستقالة المفاجئة لقائد اللواء 128 بقوات حفتر اللواء، حسن الزادمة، بعد ورود أنباء عن خلافات بينه وبين صدام حفتر ورفضه للتدخل الروسي في البلاد.

وكشفت وكالة "نوفا" الإيطالية أن استقالة الزادمة، وهو شخصية عسكرية مؤثرة لعبت دورا أساسيا في تعزيز نفوذ حفتر في الجنوب، تعود إلى خلافات بينه وبين صدام حفتر، حول النفوذ والسياسة في المنطقة، بسبب اتصالات الزادمة الخارجية، ومطالبته بمزيد من الاستقلالية.

اظهار أخبار متعلقة



وأشارت الوكالة إلى أن الزادمة، وهو شقيق نائب رئيس الحكومة التابعة للبرلمان الليبي، اشتكى عدة مرات مما أسماه "معاملة مهينة" تعرض لها أفراد من قواته على يد مرتزقة "الفاغنر" الروس المتواجدين في قاعدة القرضابية الجوية.

وتأتي هذه الأحداث وسط حالة ترقب من قبل قوات حفتر لتداعيات وارتدادات ما حدث في سوريا ووسط تقارير عن وصول قوات روسية ومعدات بالفعل إلى شرق ليبيا، وأن الجنرال الليبي "حفتر" يشعر بالتخوف من ملاقاته نفس مصير "بشار الأسد".

والسؤال: هل تتسبب أحداث الجنوب في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار؟ وهل تدخل البلاد في حرب جديدة؟

"تداعيات أحداث سوريا"

تعليقا على هذه التطورات وإمكانية انهيار الاتفاق بين القوات العسكرية شرقا وغربا، قال الكاتب الليبي والمستشار السياسي السابق لحفتر، محمد بويصير إن "الاجتياح الذي تم في سوريا مرشح للانتقال إلى ليبيا، فقد استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية تأمين كتائب من جبهة النصرة من جنسيات مختلفة لخدمة غرضها في طرد الروس من الشرق الأوسط وأفريقيا مثلما فعلت من قبل في أفغانستان، تحت تسمية استكمال الربيع العربي وكأن الأوزبكي والشيشاني والأوكراني جزء من الثوار العرب".

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن "حفتر وبتوجيهات من موسكو يقوم الآن بترتيب الساحة العسكرية، خاصة وأن وصول كتائب من سوريا أمر لم يعد سرا"، وفق معلوماته.

وبخصوص استغاثة "عقيلة صالح"، والتي نفاها مكتبه، قال بويصير: "أعتقد أن عقيلة أرسل هذه الاستغاثة بالفعل، وهي ليست بعيدة عن زيارة الوفد المصري برئاسة مدير المخابرات المصرية اللواء رشاد الذي عقد اجتماعات طويلة في الشرق الليبي، كون مصر أيضا تشعر بالضيق من إمكانية وصول القاعدة إلى حدودها الغربية"، بحسب تقديراته.
التعليقات (0)

خبر عاجل