قال حكمت سلمان الهجري، الزعيم الروحي للدروز، إحدى الأقليات في
سوريا، إن جميع شرائح المجتمع السوري يسعون إلى إقامة دولة موحدة يشعر فيها الجميع بأنهم مواطنون من الدرجة الأولى.
جاء ذلك في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية، حيث تطرق الهجري إلى التطورات في سوريا عقب الإطاحة بنظام
الأسد، واستغلال النظام البائد لورقة الأقليات.
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح الهجري أن "الأقليات لم تعرف مثل هذا الانقسام الطائفي إلا بعد ظهور نظام الأسد الذي أساء استخدام مفهوم الأقلية لضمان وجوده واستمراريته".
وأضاف أن السوريين كانوا تاريخياً في وئام بغض النظر عن هوياتهم واختلاف طوائفهم وأعراقهم وأديانهم.
وقال الهجري إن "سوريا خرجت من فترة استعمارية دامت 60 عاماً، وقرار الشعب السوري بالوحدة والإطاحة بنظام الطاغية بشار الأسد كان صحيحاً".
وأكد الهجري أن نظام الأسد كان "يتغذى على بث الفتنة بين الناس، وأن الشعب شعر بالبهجة واستعاد كرامته بإسقاطه".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع: "بسبب عدم الاستقرار الإقليمي الذي نشره النظام المخلوع، لم يواجه السوريون فقط مشاكل وصعوبات، بل أيضًا الدول المجاورة مثل تركيا".
وعن الإدارة السورية الجديدة، قال الهجري: "الإدارة التي سيتم تشكيلها في نهاية الفترة الانتقالية الحساسة، يجب ألّا تكون هيكليتها قائمة على أساس طائفي أو عرقي أو تفوق مجموعة ما، لأن هذا سيسبب مشاكل لسوريا ولكل دولة في المنطقة".
ولفت إلى أن الطائفة الدرزية تطالب بإقامة دولة مدنية وديمقراطية وإعداد دستور يحفظ حقوق وكرامة جميع السوريين مع مراعاة تنوع المجتمع.
كما طالب الهجري دول المنطقة والأمم المتحدة بتقديم الدعم للسوريين من أجل إقامة دولة مدنية تخدم الشعب السوري بأكمله.
وتطرق إلى احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان وتوسع نطاق هذا الاحتلال عقب سقوط نظام بشار الأسد قائلا: "السوريون يريدون الاستقرار في أرضهم وفي المنطقة".
وتابع: "مسألة ترسيم الحدود بين الدول ينبغي أن تترك للأمم المتحدة. في هذه المرحلة، المسألة الأهم بالنسبة لنا هي إقامة دولة مدنية تتمتع بالشرعية الدبلوماسية لضمان رسم الحدود بشكل صحيح".
اظهار أخبار متعلقة
وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق، لينتهي 61 عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد
الشرع تكليف محمد البشير برئاسة الحكومة، التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.