عرف نظام عائلة الأسد في سوريا، بقبضته
الأمنية القاسية، والاعتماد على دائرة ضيقة من القيادات المعروفة بأنها شديدة الولاء،
سواء في حكم حافظ الأسد أو ابنه المخلوع بشار الأسد، ولم يخل تاريخ هذا الحكم
الطويل من
التصفيات الداخلية.
وتكررت الاتهامات للنظام السوري بالتخلص من
شخصيات في مستويات قيادية عالية، بسبب الشك في ولائها أو الخوف من تنامي نفوذها
وتهديدها رأس النظام وعائلته الحاكمة.
ورغم أن تلك الاتهامات قيدت كحوادث انتحار أو
تحميل مسؤوليتها للمعارضة السورية في حكم بشار الأسد، إلا أن شهادات قدمتها شخصيات منشقة،
خلال السنوات الماضية، كشفت أن النظام متورط فيها لإقفال ملفات وإخفاء الشهود
عليها.
ونستعرض في التقرير التالي أبرز الشخصيات
التي اختفت عن المشهد بسوريا بحوادث مثيرة للريبة:
غازي كنعان
وزير الداخلية السوري الأسبق، ومسؤول
التحقيقات إبان مجزرة حماة في ثمانينيات القرن الماضي ورئيس ما يعرف بجهاز الأمن
والاستطلاع في لبنان، خلال فترة الوصاية السورية على لبنان والتي حمل فيها لقب
حاكم لبنان الفعلي بسبب سطوته على القرار هناك.
اكتشفت جثة كنعان داخل مكتبة، بوزارة
الداخلية، في أكتوبر 2005، وقال النظام إنه أقدم على الانتحار، بواسطة طلق ناري في
الرأس، وهو ما أثار الشكوك بشأن هذه الرواية، والاعتقاد بأنه جرت تصفيته، في ظل
اعتباره الصندوق الأسود لقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري،
والحديث عن نيته مغادرة سوريا بما يملك من معلومات.
آصف شوكت
صهر بشار الأسد، زوج
شقيقته بشرى، مدير جهاز الاستخبارات العسكرية، وأحد أهم أركان نظام بشار الأسد
وتثبيته في الحكم، رفع إلى رتبة عماد في تموز/ يوليو 2009 وأصبح نائبا لرئيس الأركان
كما أنه تم تعيينه نائبا لوزير الدفاع.
كان آصف شوكت أحد
أعضاء خلية الأزمة التي شكلها رئيس
النظام السوري المخلوع بشار الأسد، بعد اندلاع
الاحتجاجات الواسعة في سوريا، عام 2011، والتي كانت مسؤولة عن القرارات الأمنية
والعسكرية في البلاد في ظل حالة الطوارئ.
تعرضت الخلية لتفجير
غامض في مقر جهاز الأمن القومي، والذي يعد من أكثر الأماكن تحصينا وحماية أمنية في
العاصمة السورية دمشق، في تموز/ يوليو 2012، وقتل على إثره مع قيادات أخرى كبيرة.
اتهم النظام المعارضة
بالوقوف وراء التفجير، لكن تقارير عديدة اتهمت النظام بالتخلص من بعض رموزه إثر معلومات عن احتمالية إطاحتهم بالأسد لنزع فتيل الاحتجاجات على حكمه.
داود راجحة
وزير الدفاع السوري، يحمل رتبة عماد، عين في
منصبه خلفا لعلي حبيب، الذي خرج من الخدمة مع بدايات الثورة في سوريا.
بقي في منصبه رغم التعديل الحكومي لحكومة
عادل سفر، واستمر مع رياض حجاب الذي انشق لاحقا عن النظام.
قتل راجحة الذي يعد أول وزير دفاع من
الديانة المسيحية يتسلم هذا المنصب، في تفجير خلية الأزمة، والذي تحوم الشكوك
بوقوف النظام خلفه.
حسن تركماني
أحد أبرز القادة العسكريين للنظام السوري في
تاريخه، كان يشغل منصب معاون نائب رئيس الجمهورية للشؤون السياسية، والقيادة
القطرية لحزب البعث، ونائب القائد الأعلى للجيش ووزيرا للدفاع ما بين 2004 و2009.
ومع انطلاق الثورة
السورية في مارس/ آذار 2011 فإنه تولى رئاسة خلية الأزمة التي كلفت بالقضاء على
الاحتجاجات الواسعة ضد نظام حكم بشار الأسد.
قتل في تفجير خلية
الأزمة في أشد الأماكن تحصينا بجهاز الأمن القومي في العاصمة دمشق عام 2012.
هشام بختيار
أحد أبرز الشخصيات
الأمنية في النظام السوري، كان رئيس مكتب الأمن القومي في حزب البعث الحاكم سابقا
بسوريا، وعضو اللجنة المركزية والقيادة القطرية للحزب، ومديرا لجهاز المخابرات
السورية المعروف بأمن الدولة.
كان يشغل منصب رئيس
مكتب الأمن القومي في حزب البعث السوري الحاكم. وكان عضوا في اللجنة المركزية
والقيادة القطرية للحزب. كما أنه شغل منصب مدير إدارة المخابرات العامة.
عين بختيار عضوا في
خلية الأزمة، التي تولت التعامل مع الثورة السورية التي اندلعت في البلاد عام
2011، وتعرض لإصابة في التفجير الذي وقع أثناء اجتماع الخلية عام 2012.
كشف الطبيب الذي عالجه
في مستشفى الشامي في العاصمة دمشق، بعد حدوث التفجير في مقابلة تلفزيونية عقب سقوط
الأسد، أنه أجرى عملية لبختيار، وكانت إصابته عبارة عن شظية في البطن وصلت إلى
الأمعاء، ولم تكن تهدد حياته بالمطلق، لكنه بعد مغادرته المستشفى أعلن مقتله،
مرجحا ما أشير إلى التخلص منه.
رستم غزالة
أحد أبرز الشخصيات
الأمنية في النظام السوري، ويحمل رتبة لواء، وكان الحاكم الأمني السوري للبنان،
حتى الانسحاب السوري من هناك عام 2005.
عقب تفجير خلية
الأزمة، اختير رئيسا لشعبة الأمن السياسي، وشارك جهازه في عمليات قمع واسعة
للتظاهرات والتخلص من المعارضين بسبب نفوذ وسطوة جهازه.
أقيل من جهاز الأمن
السياسي، بعد تصاعد الحديث عن خلافات حادة مع مدير المخابرات الجوية رفيق شحادة،
واتهام الأخير باحتجاز غزالة عبر مرافقيه والانهيال عليه بالضرب وتعرضه لإصابات
بالغة أدت إلى وفاته بعد أيام.
كشف أحد مرافقيه بعد
سقوط نظام الأسد، عن تخلص النظام منه، بعد استدعائه لأحد المقرات، وتعرضه للضرب
المبرح، ونقله إلى المستشفى وإهمال علاجه ليفارق الحياة، بسبب كثرة انتقاداته
لبشار الأسد في أيامه الأخيرة.