هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، قرية
العراقيب في
النقب للمرة الـ232، بحماية من قوات الاحتلال والوحدات التابعة لها، في محاولة جديدة لإجبار السكان على ترك أرضهم.
وتعد هذه المرة العاشرة التي يتم فيها هدم الخيام والمساكن التي تأوي أهالي القرية منذ بداية العام الحالي، بعد أن هدمتها سلطات الاحتلال 11 مرة في عام 2023، و15 مرة في عام 2022، و14 مرة في عام 2021، في مسعى مستمر لتهجيرهم من أراضيهم.
كانت المرة الأولى لهدم القرية في 27 تموز/ يوليو 2010، فيما جرى الهدم الأخير في 13 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي.
ورغم هذه المحاولات، يصر أهالي العراقيب على البقاء، ويعيدون نصب خيامهم المصنوعة من الخشب والنايلون لحمايتهم من الظروف الجوية القاسية في الصيف والشتاء، فضلاً عن تصديهم لمخططات الاحتلال لاقتلاعهم.
ويلاحق الاحتلال أهالي القرية باستخدام عدة أساليب، تشمل اعتقال الشيخ صياح الطوري وعدد من أفراد عائلته، بالإضافة إلى الناشط سليم الطوري وآخرين، بتهم البناء غير المرخص و"الاستيلاء على أراضي الدولة". كما فرض الاحتلال غرامات مالية باهظة وواصلت ممارسات التضييق والملاحقات.
ورغم كل هذه الضغوط، ترفض دولة الاحتلال الإسرائيلي الاعتراف بحق ملكية الأهالي للأرض، وتستمر في محاولات دفعهم للهجرة القسرية، عبر هدم قريتهم وتجريف المحاصيل الزراعية، ومنعهم من الوصول إلى المراعي وتربية المواشي.
ونتعيش في القرية 22 أسرة، تتكون من حوالي 86 فردًا، يعتمدون على تربية المواشي والزراعة الصحراوية.
وقد تمكن السكان في السبعينيات من إثبات حقهم في ملكية 1250 دونمًا من الأرض، وفقًا لقوانين إسرائيلية، من بين آلاف الدونمات التي تمتد على أراضيهم.
اقتحامات واعتقالات
أصيب خمسة مواطنين
فلسطينيين، بينهم طفل، بالرصاص الإثنين، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم الجلزون شمال
رام الله، فيما اعتقلت اثنين آخرين.
وأفادت مصادر أمنية بأن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم وأطلقت الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، بالإضافة إلى قنابل الغاز السام باتجاه المواطنين ومنازلهم.
وأسفرت الاعتداءات عن إصابة خمسة أشخاص بالرصاص، من بينهم طفل أصيب بشظايا، فيما اعتقلت الشابين مالك حطاب (18 عامًا) ومعتز الرمحي (29 عامًا) بعد مداهمة منزليهما وتفتيشهما.
من جانبها، أكدت جمعية الهلال الأحمر أن طواقمها نقلت أربع إصابات بالرصاص الحي من المخيم، ثلاثة منها في الأطراف السفلية وواحدة في الوجه، بالإضافة إلى طفل يبلغ من العمر 16 عامًا مصابًا بشظايا رصاص حي.
وتعرض المواطن يوسف حطاب للاعتداء بالضرب من قبل قوات الاحتلال، دون أن تتوفر معلومات عن حالته الصحية.
وفي قرية بدرس غرب رام الله، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة استمرت لساعات، تخللها اقتحام عشرات المنازل وتحويل أحدها إلى مركز تحقيق وتنكيل بالشبان المعتقلين.
وعرف من المعتقلين في بدرس الشاب بهاء محمد عوض. ورافق الحملة تعزيزات عسكرية شملت قوات مشاة وآليات لزيادة عمليات الاقتحام والتحقيق.
تأتي هذه الاعتداءات بعد أسبوع من اكتشاف أجهزة أمن السلطة لصاروخ جاهز للإطلاق في بدرس، حيث تم تفكيكه وإبلاغ قوات الاحتلال، مما أدى إلى تصعيد الاقتحامات والتحقيقات في البلدة.
انتهاك حرمة المساجد
كما نفذ مستوطنون فجر الاثنين، اعتداءات على مسجد في رام الله، في حين شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق بالضفة الغربية.
واعتدى مستوطنون على مسجد في قرية برقا شرق مدينة رام الله، أثناء أداء المواطنين لصلاة الفجر. وقالت مصادر محلية إن المستوطنين حاولوا الاعتداء على المصلين في مسجد النور، وقاموا بتكسير سيارة كانت مركونة أمام المسجد.
يذكر أن المستوطنين ارتكبوا في وقت سابق العديد من الجرائم بحق المساجد في الضفة الغربية، بما في ذلك عمليات حرق وتخريب وتدنيس وكتابة شعارات عنصرية.
وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال فجر الاثنين ثلاثة مواطنين من المدينة ومنطقة عسكر البلد.
وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت نابلس، ودهمت أحد المباني في منطقة رفيديا ومنزل الأسير عبد الله أبو صافي في شرق المدينة، حيث فتشت المنزل وعبثت بمحتوياته قبل أن تعتقل شقيقه يوسف. كما دهمت قوات الاحتلال منزلين في منطقة عسكر البلد واعتقلت الشقيقين أمين وأمير البحري.
وفي حادثة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال أحد المحلات التجارية في السوق الشرقي بنابلس، وأقدمت على تخريبه واستولت على جهاز حاسوب متصل بكاميرات المراقبة. كما اقتحمت بلدة عزون وقرية اماتين شرق قلقيلية، دون أن يتم الإبلاغ عن اعتقالات.
أما في بيت لحم، فقد اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الخضر جنوب المدينة، وأطلقت قنابل الصوت في مناطق عدة مثل "التل" ومحيط الجامع الكبير، مما أثار الرعب في صفوف المواطنين.