صحافة دولية

"قادر على توسيع عملياته".. هكذا يرد حزب الله على ضربات الاحتلال

حزب الله وسع عملياته ضد الاحتلال ردا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان- الأناضول
حزب الله وسع عملياته ضد الاحتلال ردا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان- الأناضول
شدد مقال نشر في صحيفة "وول ستريت جورنال" على قدرة حزب الله على تحويل الحرب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى "صراع طويل الأمد"، وذلك على الرغم من الضربات "المؤلمة" التي تعرض لها خلال العدوان الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية.

وقال الكاتب جاريد مالسين في مقاله الذي نشره في الصحيفة المشار إليها وترجمته "عربي21"، إن "حزب الله وبعد تعرضه لسلسلة من الضربات المؤلمة من جانب إسرائيل، يقاوم فيشن كمائن على القوات الإسرائيلية في لبنان ويكثف الضربات بالمسيّرات والصواريخ في عمق إسرائيل".

وأضاف أن "هذه الهجمات تظهر حزب الله، على الرغم من إضعافه بسبب الضربات الإسرائيلية التي قتلت جيلا من كبار قادته ودمرت بعض أسلحته، لا يزال قادرا على تحويل أعنف صراع في لبنان منذ عقود إلى صراع طويل الأمد بالنسبة لإسرائيل". 

وقد أصاب هجوم بمسيّرة لحزب الله خلال عطلة نهاية الأسبوع مقر إقامة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في قيسارية في وسط إسرائيل، على بعد أكثر من 40 ميلا من الحدود اللبنانية، وهي المرة الثانية في أسبوع التي أظهرت فيها المجموعة قدرة على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية باستخدام المسيّرات، حسب المقال.

وأسفر هجوم قبل ذلك بأيام عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين في قاعدة لوحدة النخبة العسكرية، أيضا في وسط "إسرائيل".

اظهار أخبار متعلقة


والاثنين، نشر حزب الله لقطات فيديو قال إنها أظهرت قصف مجموعة من الجنود الإسرائيليين في قرية رامية في جنوب لبنان. ويبدو أن الفيديو، الذي تم تصويره من الصاروخ نفسه، يظهر استخدام صواريخ مضادة للدبابات موجهة من قبل الجماعة، والتي كانت أسلحتها الأكثر فتكا في الحرب الأخيرة التي خاضتها مع "إسرائيل" في عام 2006، وفقا للمقال. 

وذكر الكاتب أن وتيرة إطلاق حزب الله للصواريخ ارتفعت مؤخرا، حيث أطلقت الجماعة 200 صاروخ وقذيفة كل يوم خلال عطلة نهاية الأسبوع و140 يوم الثلاثاء، وفقا للجيش الإسرائيلي. وخلال الأسابيع السابقة، كان متوسطها بضع عشرات فقط في اليوم. 

ووفقا للمقال، فلا يزال عدد عمليات إطلاق حزب الله أقل مما توقعه المسؤولون الإسرائيليون في حالة اندلاع حرب واسعة النطاق، وهي علامة على تدهور قدرات الجماعة. ويقول جيش الاحتلال الإسرائيلي إن معظم هجماته يتم اعتراضها من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بتكلفة تبلغ حوالي 100 ألف دولار لكل طائرة بدون طيار وما يصل إلى عدة ملايين من الدولارات لكل صاروخ تسقطه. 

ومع ذلك، يُظهر حزب الله قدرته على إعادة التجمع بسرعة تحت الضغط. ويقول المحللون العسكريون إن وحداته المسلحة تدربت على العمل بدرجة ما من الاستقلالية، مما يجعل من الأسهل عليها الاستمرار في القتال حتى عندما يُقتل كبار القادة ويتم تعطيل الاتصالات الداخلية، وفقا للكاتب.

وشدد المقال على أن هذه القدرة على البقاء والاستمرار في القتال تزيد من خطر قيام "إسرائيل" بإرسال جيشها إلى صراع دموي وطويل الأمد. 

ونقل المقال عن ريم ممتاز، المحللة الأمنية المقيمة في باريس وتعمل مع معهد كارنيغي أوروبا للسياسات، قولها: "لا يزال حزب الله لديه استراتيجيته الأساسية، وهي التمسك بأرضه في الجنوب في مواجهة أي نوع من الهجوم البري أو التوغل أو التقدم الإسرائيلي. إنه موطن حزب الله. إنهم يعرفون كل زاوية وركن، وسوف يستخدمون هذه الميزة". 

اظهار أخبار متعلقة


ويأتي أحدث توسع في الأعمال العدائية بعد أن قتلت "إسرائيل" زعيم حماس يحيى السنوار في غزة، وهي الحادثة التي اعتقد بعض المحللين أنها قد توفر مخرجا لنتنياهو لإنهاء الحروب في كل من غزة ولبنان. وقال نتنياهو في اليوم التالي إن الحرب ستستمر، في حين تعهد حزب الله بتصعيد رده على غزو إسرائيل للبنان. 

وأشار الكاتب إلى أن القادة الإسرائيليين بدأوا في الحديث عن أهداف أكثر طموحا لهجومهم الأخير، إلى جانب هدفهم المعلن الأولي المتمثل في جعل المجتمعات في شمال إسرائيل آمنة. وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع غارات جوية على فروع بنك تابع لحزب الله، والتي قال مسؤولون إسرائيليون إنها كانت تهدف إلى تقويض قاعدة دعم الجماعة الإسلامية. 

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير، إن "القتال هناك معقد للغاية. والهدف هو شل حزب الله بشدة من أجل تغيير ميزان القوى في لبنان"، وفقا للمقال.

حتى الآن، كانت إسرائيل قادرة على استخدام مزاياها، بما في ذلك القوة الجوية وعمليات الاستخبارات والمراقبة المتطورة، لوضع حزب الله في موقف دفاعي. 

ويقول المحللون العسكريون إن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى تدهور قوة حزب الله الصاروخية.

وبحسب المقال، فقد جعلت المراقبة الإسرائيلية، بما في ذلك التنصت الإلكتروني والمسيّرات التي تحوم باستمرار في سماء لبنان، من الصعب على المجموعة استخدام منصات إطلاق الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى. تستغرق هذه المنصات وقتا أطول للإعداد من الأسلحة قصيرة المدى، مما يعرضها للغارات الجوية الإسرائيلية بمجرد اكتشافها. 

وفي أواخر أيلول/ سبتمبر، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه دمر نحو 50% من مخزون حزب الله من الصواريخ.

وبحسب محللين عسكريين ودبلوماسيين، فإن حزب الله لا يزال قادرا على استيراد المزيد من الأسلحة لتحل محل بعض ما تم تدميره، وخاصة عبر الحدود مع سوريا، ولديه عمليات جاهزة لاستبدال كبار القادة الذين اغتيلوا. 

ونقل المقال عن  دانيال بايمان، وهو زميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ومسؤول سابق في الحكومة الأمريكية، قوله "إنها مجموعة (حزب الله) قادرة على التكيف. إنها ذكية للغاية. إنها مصممة للغاية. إنهم على استعداد لتحمل الخسائر. لن أستبعد حزب الله أبدا، لكنني أعتقد أنهم تعرضوا لضربة شديدة".  

وأظهر حزب الله أنه قادر على توسيع هجماته إلى عمق إسرائيل. خلال الأسبوع الذي بدأ في الثاني والعشرين من أيلول/ سبتمبر، أي بعد نحو أسبوع من هجوم إسرائيل باستخدام أجهزة النداء، بلغ متوسط عمق ضربة حزب الله نحو 17 ميلا داخل إسرائيل، وفقا لبيانات من موقع بيانات الأحداث والصراعات المسلحة وجمعها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. وهذا أعلى من متوسط نحو 2.4 ميل على مدى ما يقرب من عام من القتال عبر الحدود في السابق. 

وذكر الكاتب أنه من المرجح أن يأتي الاختبار الحقيقي لكل من الجيش الإسرائيلي وحزب الله، إذا ما اختار قادة إسرائيل إرسال قواتهم إلى عمق أكبر داخل الأراضي اللبنانية، حيث يتمتع مقاتلو حزب الله بميزة القتال على أرضهم. 

حتى الآن، دخلت القوات الإسرائيلية ثماني قرى على الأقل، وكلها على بعد ميل واحد من الحدود، وفقا لتصريحات "إسرائيل" وحزب الله وتحديد موقع الجنود الإسرائيليين من قبل شركة Le Beck، وهي شركة استشارية استخباراتية. 

واستخدمت قوات حزب الله قنابل يتم تفجيرها عن بعد وقذائف الهاون والصواريخ للرد، وفقا لمسؤولين عسكريين إسرائيليين. 

اظهار أخبار متعلقة


ويقول حزب الله إن نهجه في التعامل مع الحرب في الجنوب كان يتلخص في التراجع في البداية قبل زيادة الهجمات على الجنود الإسرائيليين الغزاة، وهو ما يتفق مع نهجها في بعض المعارك في حربها مع إسرائيل عام 2006. ثم قام مقاتلو حزب الله بنصب كمين للقوات الإسرائيلية في المدن والقرى في الجنوب، وفقا لجنود وضباط إسرائيليين سابقين شاركوا في الحرب. 

وقال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في خطاب متلفز في 15 تشرين الأول/ أكتوبر: "مهمة المقاومة هي ملاحقة الجيش وتنفيذ عمليات ضده أينما تقدم. والشباب ينتظرون المزيد والمزيد من الاشتباكات". 

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل 17 جنديا في جنوب لبنان وخمسة آخرين في شمال إسرائيل وعلى طول الحدود اللبنانية، بالإضافة إلى الأربعة الذين قتلوا في غارة بمسيّرة شنها حزب الله على قاعدة لواء المشاة جولاني العسكرية في إسرائيل هذا الشهر، حيث تمكنت المسيرة من المرور دون اكتشاف القوات الإسرائيلية قبل أن تضرب قاعة طعام بينما كان الجنود يتناولون العشاء، مما أدى أيضا إلى إصابة أكثر من 60. 

ولفت المقال إلى أن المسيرات تعد واحدة من التحديات المحتملة الرئيسية لإسرائيل، موضحا أن دفاعات "إسرائيل" الجوية متعددة الطبقات مصممة لمنع الهجمات الصاروخية من غزة ولبنان، ومؤخرا من إيران، ولكنها واجهت صعوبة في إسقاط الطائرات بدون طيار التي تحلق ببطء. 
التعليقات (0)

خبر عاجل