قال عالم الشيخوخة جاي أولشانسكي هو وزملاؤه قبل عقود، إن
الأطفال سيبلغون فقط سن الـ85 عامًا كمعدل وسطي، وربما تتمكن نسبة تتراوح بين 1% و5% من البقاء على قيد الحياة لبلوغ عمر الـ100 عام.
وقال أولشانسكي بحسب "سي أن أن" إنّ كثيرين تراجعوا عن هذا الواقع، بعدما اعتادوا على التنبؤات القائلة إن 50% من الأطفال سيعيشون حتى سن المائة عام.
وقال أولشانسكي للشبكة: "انتظرنا 30 عامًا لاختبار فرضيتنا. لقد أظهرنا أنّ عصر الزيادات السريعة في متوسط العمر المتوقع للإنسان قد انتهى، تمامًا كما توقّعنا".
بعد عقود من التقدم المذهل في زيادة متوسط العمر المتوقع، فقد شهدت العقود الثلاثة الأخيرة تباطؤًا ملحوظًا في المعدل في الدول التي كانت تتصدر المؤشرات العالمية، ما أثار التساؤلات حول إمكانية استمرار هذا التقدم في القرن الحادي والعشرين.
دراسة نُشرت حديثًا في مجلة نيتشر إيجينغ أظهرت أنه من دون تحقيق تقدم حاسم في إبطاء آثار الشيخوخة، فقد تكون البشرية وصلت إلى حدود هذا التقدم.
اظهار أخبار متعلقة
وفي الماضي، كان متوسط العمر المتوقع يتراوح بين 20 و50 عامًا حتى منتصف القرن التاسع عشر، ولكن بفضل التقدم في الطب والصحة العامة، فقد شهد القرن العشرين ثورة كبيرة، حيث ارتفع متوسط العمر المتوقع بمعدل ثلاث سنوات لكل عقد. ومع ذلك، فإن الدراسة تشير إلى أن مكاسب العمر بدأت تتباطأ بشكل ملحوظ منذ عام 1990.
وفي دول مثل فرنسا، حيث توفيت عميدة الإنسانية جان كالمان عن عمر ناهز الـ122 عامًا فإنه بلغ متوسط العمر المتوقع في 2019 حوالي 79.7 عام للرجال و85.6 عامًا للنساء.
لكن الباحثين، بقيادة عالم الديموغرافيا أولشانسكي، يرون أن تحقيق مكاسب إضافية بات أمرًا صعبًا بالاعتماد على الحد من الأمراض فقط.
والدراسة التي استندت إلى إحصائيات من ثماني دول تمتاز بأطول متوسط للعمر، أظهرت أن المكاسب المحققة في زيادة العمر المتوقع بين عامي 1990 و2019 بلغت 6.5 سنة فقط، وهو رقم أقل بكثير مقارنة بالفترات السابقة.
وبالرغم من أن العديد من دول العالم لا تزال تستفيد من التقدم في مجال
الصحة العامة، إلا أن معركة البشرية ضد الشيخوخة قد تكون وصلت إلى نقطة تحول، حيث أصبحت الظاهرة المعروفة بـ"ضغط الوفيات" تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد أعمار السكان في هذه الدول.
ويرى علماء مثل جان ماري روبين أن المكاسب السابقة جاءت نتيجة خفض معدلات وفيات الأطفال والرضع بشكل كبير، ما ساهم في ارتفاع كبير في متوسط العمر. ولكن مع تراجع هذه المعدلات تدريجيًا، فإنه بات من الصعب تحقيق مكاسب إضافية مماثلة، خصوصًا مع التركيز الحالي على خفض معدل الوفيات في الفئات العمرية المتقدمة.