كشف تقرير نشرته صحيفة "
فايننشال تايمز" عن تفاصيل اختراق استخبارات
الاحتلال الإسرائيلي
حزب الله عقب تدخله في
سوريا لدعم نظام بشار
الأسد بعد عام 2012، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال سعت لجمع المعلومات عنه إلى "درجة أن أنشأت مجموعة مخصصة لذلك".
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن "إسرائيل تجمع الكثير من البيانات لدرجة أنها أنشأت مجموعة متخصصة، هي الوحدة 9900، والتي تكتب خوارزميات تقوم بفرز تيرابايت من الصور المرئية، على أمل العثور على عبوة ناسفة على جانب الطريق، أو فتحة فوق نفق، أو إضافة مفاجئة لتعزيزات الخرسانة.. تشير إلى مخبأ".
وأضافت أنه "بمجرد تحديد هوية أحد عناصر حزب الله، فإنه يتم إدخال أنماط تحركاته اليومية في قاعدة بيانات ضخمة من المعلومات، يتم سحبها من أجهزة يمكن أن تشمل الهاتف المحمول لزوجته، أو عداد المسافات في سيارته الذكية، أو موقعه".
اظهار أخبار متعلقة
وأشارت الصحيفة، إلى أنه "يمكن التعرف على هويته من مصادر مختلفة، مثل طائرة بدون طيار تحلق في سماء المنطقة، أو من خلال بث كاميرا مراقبة مخترقة يمر بها، وحتى من صوته الذي تم التقاطه على ميكروفون جهاز التحكم عن بعد في التلفزيون الحديث، وفقا لعدة مسؤولين إسرائيليين".
ونقل التقرير عن ضابطة الاستخبارات السابقة، ميري إيسين، قولها إن "هذا يتطلب تحولاً جذرياً في كيفية نظر إسرائيل إلى حزب الله، الحركة
اللبنانية المسلحة التي استنزفت إرادة إسرائيل وقدرتها على التحمل في مستنقع احتلالها الذي دام 18 عاماً لجنوب لبنان. وبالنسبة لإسرائيل، فإنه انتهى الأمر في عام 2000 بانسحاب مخزٍ، مصحوباً بخسارة كبيرة في جمع المعلومات الاستخباراتية".
وأضافت إيسين: "وسعت الاستخبارات الإسرائيلية نطاقها لرؤية حزب الله بالكامل، ونظرت إلى ما هو أبعد من جناحه العسكري.. إلى طموحاته السياسية وارتباطاته المتزايدة بالحرس الثوري الإيراني وعلاقة نصر الله بالرئيس السوري بشار الأسد".
ولفتت، بحسب الصحيفة ذاتها، إلى أن "المخابرات الإسرائيلية كانت تشير منذ ما يقرب من عقد من الزمان إلى حزب الله باعتباره جيشا إرهابيا، وليس جماعة إرهابية في كهف مثل أسامة بن لادن"، مشددة على أن هذا التحول في النظر للحزب "أجبر إسرائيل على دراسة حزب الله عن كثب وعلى نطاق واسع كما فعلت مع الجيش السوري، على سبيل المثال".
وأشارت صحيفة "فايننشال تايمز"، إلى أنه "مع نمو قوة حزب الله، بما في ذلك في عام 2012، فإنه نشر قواته في سوريا لمساعدة الأسد في قمع انتفاضة مسلحة ضد دكتاتوريته، ما أعطى إسرائيل الفرصة لاتخاذ قرارها. حيث ظهرت صورة استخباراتية كثيفة؛ من كان مسؤولا عن عمليات حزب الله، ومن كان يحصل على ترقية، ومن كان فاسدا، ومن عاد للتو من رحلة غير مفسرة".
ونقلت الصحيفة عن مديرة البرامج في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، رندا سليم، قولها: "كانت جبهة سوريا بداية التوسع لدى حزب الله. لقد أضعف ذلك آليات الرقابة الداخلية لديهم وفتح الباب للتسلل على مستوى كبير".
ونقلت الصحيفة عن سياسي لبناني سابق وصفته بـ"رفيع المستوى"، دون الكشف عن هويته، قوله إن "اختراق حزب الله من قبل المخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية كان هو ثمن دعمه للأسد".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف السياسي ذاته: "كان عليهم الكشف عن أنفسهم في سوريا". وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الله اضطر فجأة إلى البقاء على اتصال وتبادل المعلومات مع جهاز المخابرات السوري الفاسد، أو مع أجهزة المخابرات الروسية، التي كانت تخضع لمراقبة منتظمة من قبل الأمريكيين.
وبحسب التقرير، فإن كل هذا التركيز على حزب الله في المنطقة كان مصحوبا "بتقنيات إسرائيلية متنامية لا يمكن التغلب عليها، مثل أقمار التجسس، والطائرات بدون طيار المتطورة، وقدرات القرصنة الإلكترونية التي تحول الهواتف المحمولة إلى أجهزة تنصت".
يأتي التقرير على وقع تصاعد التوترات في المنطقة على خلفية العدوان الإسرائيلي المتواصل على لبنان، واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعدد من القادة بعد عشرات الغارات العنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية.
وجاء اغتيال نصر الله بعد سلسلة من عمليات الاغتيال التي نفذتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق العديد من قيادات الصف الأول في حزب الله، منذ بدء المواجهات المتبادلة بينهما في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إسنادا لقطاع غزة.