صحافة دولية

استطلاع يكشف تهديدات بيئة الأخبار الموثوقة عبر الإنترنت.. بينها السياسيون والحكومات

استندت نتائج اللجنة إلى ردود من 412 باحثا أكاديميا في مجالات مختلفة- الأناضول
استندت نتائج اللجنة إلى ردود من 412 باحثا أكاديميا في مجالات مختلفة- الأناضول
كشف استطلاع للرأي، أن أصحاب وسائل التواصل الاجتماعي والسياسيين والحكومات هم أكبر التهديدات لبيئة الأخبار عبر الإنترنت الجديرة بالثقة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.

وأشار التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذه النتيجة خلص إليها الاستطلاع بعد الحصول على آراء مجموعة خبراء تدرس المعلومات المضللة. وقد تم تصميم عمل اللجنة على غرار اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة. 

ولفتت اللجنة الدولية للبيئة المعلوماتية (IPIE)، إلى أن أصحاب منصات التواصل الاجتماعي تصدروا استطلاعا للمخاوف، تلاهم الحكومات والسياسيون المحليون والأجانب. 

وقال فيليب هوارد، المؤسس المشارك لـ IPIE، وأستاذ دراسات الإنترنت في جامعة أكسفورد، إن التقرير أظهر أن بيئة المعلومات العالمية تمر في "منعطف حرج". 

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف: "أحد أكثر المخاوف إلحاحا التي أبرزها استطلاعنا هو تأثير أصحاب منصات التواصل الاجتماعي. إن سيطرتهم على توزيع المحتوى وسياسات الاعتدال تؤثر بشكل كبير على جودة وسلامة المعلومات. إن القوة غير المقيدة لهذه الكيانات تشكل خطرا جسيما على صحة بيئة المعلومات العالمية لدينا". 

واستندت نتائج اللجنة إلى ردود من 412 باحثا أكاديميا في مجالات تشمل العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية وعلوم الكمبيوتر، مع تركيز المساهمات في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، على الرغم من أن الصين والهند ونيجيريا والبرازيل كانت من بين الدول الأخرى المشمولة، بحسب "الغارديان".

وقال هوارد، إن مصطلح "بيئة المعلومات" يشير إلى المنظمات والمحتوى والأشخاص الذين يقفون خلف "الأخبار اليومية المقدمة" لملايين الأشخاص.  

لا يحدد التقرير مالكي منصات تقنية معينة، لكن هوارد، أحد مؤلفي التقرير، قال إن ملكية إيلون ماسك لمنصة "إكس" (تويتر سابقا)، أثارت مخاوف بما في ذلك تقارير عن الترويج المفرط لتغريدات ماسك، بينما زعمت فرانسيس هاوغن، المبلغة عن المخالفات في Meta التابعة لمارك زوكربيرغ، أن مالك فيسبوك وإنستغرام يعطي أولوية أقل لتعديل المحتوى غير الناطق باللغة الإنجليزية.

وأضاف هوارد أن تيك توك، المملوكة لشركة بايت دانس التي تتخذ من بكين مقرا لها، كانت مصدر قلق آخر بعد أن أعرب المشرعون على جانبي الأطلسي عن مخاوفهم من أنها قد تكون عرضة للضغوط من الحكومة الصينية. 

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك، شو زي تشيو، العام الماضي إن مالك المنصة "ليس وكيلا للصين أو أي دولة أخرى"، بينما قالت ميتا إنها تراجع المحتوى على فيسبوك وإنستغرام بأكثر من 70 لغة. وتم الاتصال بـ X للتعليق، بحسب التقرير. 

توقع حوالي ثلثي المستجيبين للاستطلاع أن تتدهور بيئة المعلومات في المستقبل، مقارنة بأكثر من النصف بقليل في الاستطلاع السابق. وتم إطلاق IPIE كمنظمة غير حكومية العام الماضي بعد التحذير من أن الخوارزميات المتحيزة والتلاعب والمعلومات المضللة تشكل "تهديدا عالميا ووجوديا". 

يحذر التقرير من أن العديد من الساسة "استغلوا" نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة لتحقيق مكاسب سياسية، مع التأثير غير المباشر لتآكل الثقة في المصادر الموثوقة للمعلومات والمؤسسات الديمقراطية. 

وشعر ما يقرب من ثلثي الخبراء، الذين شملهم الاستطلاع أن مقاطع الفيديو والصوت والصور والنصوص التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي كان لها تأثير سلبي على بيئة المعلومات، مع نفس النسبة "المقتنعة" بأنها تفاقم من مشكلة المعلومات المضللة. 

وقال التقرير: "لقد قدمت أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي فرصا جديدة لإنتاج الدعاية على نطاق واسع". 

اظهار أخبار متعلقة


وكان القلق الرئيسي المتعلق بالذكاء الاصطناعي، بحسب التقرير، هو الفيديو الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، يليه الصوت.

ووجد الاستطلاع أن الخبراء في البلدان النامية كانوا أكثر قلقا بشأن الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي التوليدي من الخبراء في البلدان المتقدمة. ووجدت أغلبية واضحة من المستجيبين جانبا إيجابيا للذكاء الاصطناعي، حيث أعربوا عن "أمل معتدل" في أنه يمكن أن يجلب فوائد مثل المساعدة في الكشف عن المحتوى المضلِّل ومساعدة الصحفيين على غربلة بنوك كبيرة من البيانات. 

استندت نتائج اللجنة إلى ردود من 412 باحثا أكاديميا في مجالات تشمل العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية وعلوم الكمبيوتر. 

وعندما سُئلوا عن كيفية مواجهة المشاكل التي أبرزها التقرير، أوصى المستجيبون بتعزيز وسائل الإعلام الحرة والمستقلة، وتنفيذ حملات محو الأمية الرقمية، وتشجيع التحقق من صحة المعلومات، ووضع علامات على المحتوى المضلِّل، بحسب تقرير "الغارديان".
التعليقات (0)