ملفات وتقارير

إعلان لهجرة علنية من المغرب يوم 15 سبتمبر.. ما قصة "الليلة البيضاء" بالفنيدق؟

الصفحات ذات التفاعل المُتسارع تقول عبر منشورات لها: "كُنّا نمزح"- جيتي
الصفحات ذات التفاعل المُتسارع تقول عبر منشورات لها: "كُنّا نمزح"- جيتي
ما بين سلكِ الطرق الجبلية أو التخفّي في وسائل النقل العمومية، صّرح عدد من الشباب المغاربيين، أمس السبت، بخوضهم ما وصفوه بـ"غمار المغامرة" رغبة منهم، في الهجرة الجماعية، نحو دول أوروبا.

الشباب المغاربيون، استجابوا لدعوة علنية رجّت مُختلف مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية، ترمي لـ"هجرة جماعية، يوم 15 أيلول/ سبتمبر الجاري، في تحدّ صريح لكافة السلطات الأمنية، للمغرب، وإسبانيا". غير أن الأمن كان في انتظارهم، حيث انتشر بشكل غير مسبوق، في شمال المغرب، وكافة النّقط المفترضة للهجرة.


وكانت السلطات المغربية، قد أعلنت، الأربعاء الماضي، عن توقيف 60 شخصا للاشتباه في تحريضهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على تنظيم عمليات هجرة غير نظامية. رغم ذلك صدّق كثيرون هذه الدعوات، فيما باتت عدد من الصفحات ذات التفاعل المُتسارع، تقول عبر منشورات لها: "كُنّا نمزح".

"ليلة بيضاء"
رصدت "عربي21" خلال الساعات القليلة الماضية، جُملة من مقاطع الفيديو، على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، تُوثّق بالصوت والصورة ما وُصف في بعض الصفحات بـ"الهروب الكبير".

وظهر في عدد من مقاطع الفيديو، محاولة مجموعات من الشباب، تتشكل من بين 300 و400 مرشّح للهجرة غير النظامية، بينهم أطفال ونساء، منذ فجر اليوم الأحد، عبور كافة الحواجز الأمنية، على الحدود مع سبتة، لدخول مدينة سبتة المحتلّة، عبر السياج الحدودي، بدلا من البحر.


الليلة الصّعبة التي عاشت على إيقاعها مدينة الفنيدق الحدودية، شهدت، بشكل غير مسبوق، مواجهات بين الرّاغبين في الهجرة وبين قوّات الأمن، شملت عمليات رشق بالحجارة، واشتباكات، واعتقالات.

كثير من المتابعين لما يجري، أشاروا إلى كون ليلة 15 أيلول/ سبتمبر الجاري، تُعتبر "بيضاء"، إذ إنه خلالها جرى توقيف العشرات من المهاجرين، عند المعبر الحدودي، فتمّ ترحيلهم بشكل فوري، عبر سيارات الأمن وحافلات خاصة، نحو عدّة مُدن مغربية، تبعد عن النقط الحدودية المُحتملة للهجرة، من بينها: بني ملال وبنجرير وخنيفرة..

اظهار أخبار متعلقة


إلى ذلك، باتت مدينة الفنيدق المغربية، تعيش حالة من الترقّب الحذر، ناهيك عن استعدادات أمنية كثيفة، باتت على أهبّة الاستعداد، لمواجهة أي احتمال للهجرة نحو سبتة المحتلة (خاضعة للحكم الإسباني)، من القاصرين والشباب. 


وقال عدد من سكّان المدينة لـ"عربي21" إن هناك "تعزيزات أمنية لم نرها من قبل، ودوريات أمنية لا تتوقف، تمضي لتمشيط شوارع وأزقة المدينة، بحثا عن أيّ مرشّح محتمل للهجرة، لإبعاده".


ماذا قالت الصحافة الإسبانية؟ 
عدد من الصحف الإسبانية، خصّصت اليوم الأحد، مساحات كُبرى للحديث عن مُحاولات الشباب للهجرة، إليها؛ البداية من موقع "إل فارو دو سوتا"، الذي كتب: "مجموعات من الشباب، صباح الأحد، كانت تقترب من الحدود، حيث لم تواجه القوّات الأمنية الكبيرة".

وأضاف المصدر الإعلامي الإسباني، في وصفه ليلة 15 أيلول/ سبتمبر الجاري بـ"ليلة صعبة في المغرب، شهدت اقتراب مجموعات كُبرى من الشباب، باتّجاه حدود سبتة، في انتشار غير مسبوق لقوات الأمن بمختلف أنواعها؛ في تحدّ صارخ للوصول إلى سبتة مهما كانت الظروف".

اظهار أخبار متعلقة


كذلك، قالت "إيفي"، وهي وكالة الأنباء الإسبانية إن "الأمن في عدد من المدن المغربية، خلال الساعات الأخيرة، كان يرتدي اللباس المدني، وينتشر في محطّات القطار، للتصدّي لقوافل الشباب المشتبه في محاولاتهم العبور نحو مدينة سبتة".


"تمكّن الأمن المغربي من اعتقال العشرات من الشباب، في قطار واحد، وما يصل إلى عشرة في سيارة واحدة، وهم مغاربة وآخرون من جنوب الصحراء" كما تابعت وكالة الأنباء الإسبانية نفسها.

من جهتها، أكّدت صحيفة "سوتا تيفي" أنّ ليلة 15 أيلول/ سبتمبر كانت "عصيبة في المغرب" مردفة بأنه "لم تكن هناك أيّ عمليات مرور، حيث إن قوّات الأمن المغربي، كانت تعمل على مراقبة مكثّفة".

تجدر الإشارة إلى أن "عربي21"  كانت قد رصدت، عبر تقرير آخر، عدّة صفحات تحظى بتفاعل مُتسارع، تُحرّض بالصوت والصورة، على هجرة القاصرين، نحو الضفّة الأخرى، من خلال بثّ مقاطع تُشجّعهم على تعلّم السباحة، وتشير لهم إلى أن مسافة 6 كلم، الفاصلة بين الضفّتين، من السّهل عبورها؛ مُتغافلين عن أن المسافة نفسها، باتت تُعدّ "مقبرة الشّباب" بحسب وصف أهالي المنطقة أنفسهم.

وتشير المقاطع التي كانت تحظى في الأيام الماضية بتداول كبير، خاصّة في وسط القاصرين، وتمزج "السّم بالعسل" وفق عدد من المعلّقين عليها، إلى أن "بلوغ سن الرشد في سياق الهجرة السرية، يعقّد الوضع الاجتماعي للشّباب؛ وأن القانون يعامل القاصرين بتسامُح نسبي، حيث يتم إدماجهم في مؤسسات الرعاية الاجتماعية وتقديم الحماية لهم".

اظهار أخبار متعلقة


كذلك، شهدت المنطقة نفسها (مدينة الفنيدق، المتواجدة في شمال المغرب) ليلة الأحد 25 آب/ أغسطس، على إيقاع مُطاردات بين قوات الأمن، ومئات الشباب (مغاربة وجنسيات أخرى أتت للمغرب بحثا عن فرصة للهجرة السرّية)، وقد أحبطت مُحاولاتهم للهجرة السرية، سباحة؛ فيما كانوا يُحاولون استغلال كثافة الضّباب وتوافد الزوار الذي تشهده المدينة، لمباغتة القوات المكلفة بحراسة الشواطئ والارتماء في البحر.

وبحسب معلومات توصّلت بها "عربي21" آنذاك؛ فإنه تم ضبط أكثر من 700 مرشح للهجرة السرية، فيما تم نقل القاصرين منهم نحو مركز الرعاية الاجتماعية، المتواجد في مدينة مرتيل، ناهيك عن تفعيل المتابعة القضائية بحق الراشدين، خاصّة الذين ثبتت في حقهم حالة "العود" (تكرار المُحاولة).

التعليقات (0)