ملفات وتقارير

ما أهداف القاعدة الروسية الجديدة قرب حدود الجولان السوري المحتل؟

ربط مراقبون تكثيف الوجود الروسي في الجنوب بمسألة الإمساك بالقرار العسكري السوري- إكس
ربط مراقبون تكثيف الوجود الروسي في الجنوب بمسألة الإمساك بالقرار العسكري السوري- إكس
أنشأت القوات الروسية قاعدة جديدة في القنيطرة بالقرب من حدود الجولان السوري المحتل، في خطوة تهدف كما يبدو إلى منع إيران أو مليشيات تابعة لها من استخدام الأراضي السورية لشن هجمات ضد الاحتلال.

وذكرت مصادر ميدانية أن القوات الروسية ثبتت قاعدة لها في اللواء 90 التابع لقوات النظام، وتحديدا عند قرية كودنا جنوب غربي مدينة القنيطرة.

ومع إقامة هذه القاعدة سيكون لدى القوات الروسية قدرة أكبر على مراقبة الشريط الحدودي مع الجولان المحتل، بحسب الباحث المختص بالشأن العسكري في مركز "جسور للدراسات" النقيب رشيد حوراني.

وأوضح لـ"عربي21" أن "اللواء 90 ينتشر في القطاع الشمالي للجبهة السورية مع الاحتلال ومهمته التصدي لأي هجوم إسرائيلي مباغت لمدة وجيزة ريثما تتجهز القوات لمواجهة العدوان".

اظهار أخبار متعلقة


وتابع حوراني أن إنشاء قاعدة روسية في هذا اللواء، يحمل دلالات عديدة أهمها أن روسيا تستكمل ما بدأت به بعد العدوان على غزة، أي تكثيف تواجدها العسكري في الجنوب السوري، لضمان عدم مشاركة النظام وكذلك منع أي هجوم من إيران ومليشياتها ضد الاحتلال، مقابل تأهيل وتعويم النظام.

من جانب آخر، تريد روسيا كذلك من تكثيف وجودها في الجنوب الإمساك بالقرار العسكري السوري، على الرغم من وجود إيران ومليشياتها في سوريا.

وتجاوز عدد نقاط القوات الروسية عند المنطقة الفاصلة بين الجولان وسوريا الـ15 نقطة، حيث ثبتت روسيا في نيسان/ أبريل نقطة جديدة، بالتزامن مع تكثيف الشرطة العسكرية الدوريات البرية على طول الخط الفاصل.

روسيا تنفذ مطالب الغرب

ويؤكد مدير مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد، أن شرط "الحفاظ على أمن الاحتلال" كان أول المطالب الأمريكية من روسيا قبل السماح لها بالتدخل العسكري المباشر في سوريا في العام 2015.

ويقول لـ"عربي21": "أقامت روسيا أكثر من قاعدة بالقرب من اللواء 90 واللواء 61، وغيرها من ثكنات النظام".

اظهار أخبار متعلقة


والأمر الأهم بحسب الأسعد، أن روسيا تركز حالياً على إقامة القواعد العسكرية في جنوب وشمال سوريا، بحجة ضمان أمن الحدود مع الاحتلال في الجنوب ومع تركيا في الشمال، وذلك في إشارة إلى القاعدة الروسية الجديدة في عين العرب (كوباني) القريبة من تركيا قبل نحو شهر.

وتابع بأن روسيا تريد استغلال الظرف، حتى تمسك بالملف السوري، وخاصة أن العديد من دول الجوار السوري تتخوف من التهديدات انطلاقا من الأراضي السورية.

قطع الطريق على إيران
وعلى النسق ذاته، يرى الباحث السياسي فواز المفلح، أن روسيا تريد قطع الطريق على أي محاولة لتوريط النظام في الصراع مع الاحتلال.

وقال لـ"عربي21": "تريد روسيا تحييد سوريا، ولن تضمن ذلك إلا في حال تواجدت على مقربة من الحدود، لا سيما أن الخط الفاصل هناك شهد منذ بداية العدوان على غزة إطلاق قذائف صاروخية من الأراضي السورية".

وفي تموز/ يوليو أعلن جيش الاحتلال أنه ضرب البنية التحتية العسكرية السورية في المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان، رداً على ما اعتبره "انتهاكات" جرت في المنطقة العازلة.

التعليقات (0)