صحافة إسرائيلية

قراءة إسرائيلية في رسائل الهجوم على اليمن.. "ترميم قدرة الردع"

ذكر خبير إسرائيلي أن "قرار مهاجمة ميناء الحديدة في اليمن كان مبررا وردا مناسبا على ضربات الحوثيين"- الأناضول
ذكر خبير إسرائيلي أن "قرار مهاجمة ميناء الحديدة في اليمن كان مبررا وردا مناسبا على ضربات الحوثيين"- الأناضول
تناول خبير عسكري إسرائيلي رسائل الهجوم الإسرائيلي على اليمن بعد ضربات الحوثيين التي استهدفت تل أبيب، عبر طائرات مسيرة مفخخة، مؤكدا أن تل أبيب سعت من خلال هجومها لإيصال رسائل للجمهور الإسرائيلي، وأيضا للولايات المتحدة والغرب.

وذكر الخبير الإسرائيلي يوسي مليمان، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أن "قرار مهاجمة ميناء الحديدة في اليمن كان مبررا وردا مناسبا على ضربات الحوثيين منذ بداية الحرب في غزة. مع ذلك، يجب عدم المبالغة في الرضى عن النفس من هذا الهجوم، والاستنتاج بأن إسرائيل ترمم بذلك قدرة ردعها. سلاح الجو يثبت منذ حرب الأيام الستة بأن لديه القدرة على العمل في أماكن بعيدة عن إسرائيل".

وتابع مليمان: "في حرب الأيام الستة، هاجمت قاذفات من نوع "فيتور" من إنتاج فرنسا، التي كان عمرها عقد تقريبا، مطار قرب الأقصر في مصر. لقد طارت لمسافة 1600 كم ذهابا وإيابا، وعادت بسلام إلى قواعدها. في 1981 طارت طائرات "إف16" و"إف15" الحديثة، من إنتاج أمريكي، حوالي 2000 كم ذهابا وإيابا، هاجمت ودمرت المفاعل النووي قرب بغداد في العراق. بعد أربع سنوات، الطائرات حلقت المسافة الأطول في تاريخ سلاح الجو عندما طارت إلى تونس، التي تبعد 2200 كم عن إسرائيل، ودمرت مقر م.ت.ف هناك. وفي أثناء الطيران نفذت عملية تزود بالوقود في الجو. حسب منشورات أجنبية، قبل عقد تقريبا هاجمت الطائرات الإسرائيلية مخازن سلاح لحرس الثورة الإيراني في الخرطوم. هذا السلاح تم تخصيصه لحماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة. المسافة بين جنوب إسرائيل وعاصمة السودان تبلغ 2500 كم".

وأوضح أن "الهجوم في الحديدة، التي تبعد 3400 كم عن إسرائيل من أجل الوصول إلى الهدف والعودة، شارك العدد الأكبر من طائرات سلاح الجو مقارنة مع عمليات بعيدة المدى كهذه. وقد شملت طائرات إف35 المتملصة، التي تعتبر الأفضل في العالم. أيضا في هذا الهجوم تم التزود بالوقود في الجو، في كل هذه الهجمات تفاخروا في إسرائيل بأن "اليد الطويلة" (هذا أيضا الاسم الرسمي لعملية الهجوم في اليمن) يمكن أن تصل إلى كل مكان في الشرق الأوسط، وردع أعداء إسرائيل".

واستدرك بقوله: "رغم ذلك أعداء إسرائيل لا يرتدعون من هذه العمليات. بسرعة سيقومون بترميم أنفسهم، ويستخلصون الدروس، ويحسنون قدراتهم الدفاعية وردهم. يمكن الافتراض بأن الحوثيين سيواصلون محاولة إطلاق الصواريخ البالستية والصواريخ المجنحة والمسيرات نحو إسرائيل. بعد أقل من عشر ساعات على الهجوم في الحديدة أطلقوا فجر أمس الصواريخ، وقد تم اعتراضها من قبل الدفاعات الجوية الأمريكية و"حيتس 3" الإسرائيلي".

اظهار أخبار متعلقة



ولفت إلى أن وزير الجيش يوآف غالانت قال عن الهجوم: "اللهب تصاعد هناك من خزانات النفط ومن محطة توليد الطاقة ومخازن الصواريخ، لأن النار في اليمن تتم مشاهدتها في كل الشرق الأوسط". لكن إيران وحزب الله في لبنان أو في سوريا، ليسوا بحاجة إلى رسائل أو تذكير بخصوص القدرة الاستخبارية والعملياتية لسلاح الجو الإسرائيلي وتفوقه. وقد جربوا ذلك أكثر من مرة على جلود رجالهم وبناهم التحتية. في حزب الله يعرفون أنه إذا قامت إسرائيل بغزو لبنان، فهي ستتدمر محطات الطاقة والمطارات والموانئ في الدولة وتعيدها، كما يقولون في إسرائيل، إلى العصر الحجري. حسب منشورات أجنبية، في سوريا هاجم سلاح الجو الإسرائيلي المطارات والموانئ وقواعد الصواريخ ومعاهد أبحاث. حتى أن طائرات إف35 حلقت في مهمات استخبارية في أرجاء إيران.

وبيّن أن "الهجوم في اليمن تم توجيهه لجمهوري هدف. الأول هو الجمهور في إسرائيل الذي يشعر منذ عشرة أشهر بأنه مهان وغاضب، ولا أمن له، ويخاف من المستقبل. هذا الهجوم يمكن أن يرفع قليلا المعنويات الوطنية، بالطبع بفضل الحكومة المتعثرة في نقاط حاسمة، وإعادة القليل من الحمرة إلى وجه الجيش الإسرائيلي بشكل عام، وسلاح الجو بشكل خاص، بعد الفشل الذريع في 7 تشرين الأول".

وأفاد بأن "جمهور الهدف الثاني هو الجمهور الأمريكي والجمهور الغربي. هجمات الولايات المتحدة وبريطانيا بدعم من دول أخرى في الناتو ضد أهداف عسكرية للحوثيين كانت حتى الآن محسوبة جدا. في العملية في اليمن، إسرائيل تهتم بأن تنقل للولايات المتحدة والغرب رسالة مفادها: "كونوا حازمين مثلنا، واعملوا بقوة ضد هجمات الحوثيين للسفن التي تبحر في مسارات الملاحة الدولية من المحيط الهندي وحتى قناة السويس. نشاطات الحوثيين تشوش الملاحة البحرية، وتؤدي إلى النقص العالمي في البضائع، وارتفاع رسوم التأمين والأسعار للبضائع. مثال على ذلك ميناء إيلات المشلول منذ أشهر. مثال مناسب وأكثر أهمية هو الإضرار بمصر التي توقفت عن الحصول على المداخيل من النقل البحري في قناة السويس".

وأكد الخبير الإسرائيلي أنه "مع ذلك، مصر لن تتجرأ على الرد على عمليات عسكرية ضد الحوثيين. وهناك شك كبير إذا كان الغرب سيرد في الوقت الحالي على رسالة إسرائيل. كل ذلك كي لا نتورط في حرب أخرى لا تنتهي ضد عدو ضعيف، لكنه مصمم ولديه دوافع دينية. اهتمام أمريكا موجه الآن لما يحدث في الداخل -الانتخابات القادمة- في حين أن أوروبا المنقسمة بين يمين ويسار، والتي تخشى من الهجرة الأجنبية إليها، فقدت منذ زمن الرغبة في التدخل في نزاعات خارج حدودها".
التعليقات (0)