ملفات وتقارير

"عربي21" ترصد عودة الحياة في مخيم جباليا رغم الدمار الهائل (شاهد)

فلسطينيون في المخيم نصبوا خياما على أنقاض منازلهم رافضين النزوح منه- عربي21
فلسطينيون في المخيم نصبوا خياما على أنقاض منازلهم رافضين النزوح منه- عربي21
يصر أهالي مخيم جباليا على انتزاع الحياة من وسط الدمار الهائل الذي حل بالمخيم خلال العدوان البري الأخير، والذي أتى على أجزاء واسعة منه، وأحالها إلى أثر بعد عين.

وللوهلة الأولى، تشير معالم الدمار في المخيم، إلى استحالة استمرار الحياة فيه، بعد أن تحول إلى أطلال وذكريات مؤلمة، ورغم ذلك أصر الأهالي على البقاء فيه، وبين ركامه، رافضين الهجرة منه. فبعضهم نصب خيمته على الأنقاض، وآخرون حاولوا استصلاح ما تبقى من أجزاء منازلهم المدمرة جزئيا، ليعودوا للسكن فيها من جديد.

اظهار أخبار متعلقة


Image1_7202421101344503416233.jpg
Image2_7202421101344503416233.jpg

وفي 12 أيار/ مايو الماضي، نفذت قوات الاحتلال عدوانا بريا واسعا على مخيم جباليا، استمر لنحو 20 يوما متواصلة، وكان كفيلا بتغيير معالم المنطقة المكتظة بالمنازل عن نحو كارثي، حيث خلفت طرقات ومنازل وبنية تحتية مدمرة، فضلا عن استشهاد العشرات وجرح المئات من المدنيين العزل.

اظهار أخبار متعلقة


"إرادة الحياة"
عبد العزيز، الذي يسكن منطقة "الترانس" في مخيم جباليا، أقام خيمة فوق ركام منزله المدمر، ليسكن فيها مع عائلته المكونة من 5 أفراد، متحديا بذلك الظروف القاهرة والصعبة التي تدفعه إلى مغادرة المكان الذي حلت به ألوان من الدمار والتخريب.

يقول عبد العزيز في حديث لـ"عربي"21، إن منزل عائلته المكون من ثلاثة طوابق، دمرته طائرات الاحتلال خلال الاجتياح الأخير للمخيم، بعد أن قصفه الطيران الحربي، حاله بذلك حال الكثيرين من أبناء المخيم الذين فقدوا منازلهم.

لكنه أصر على إقامة خيمة من أقمشة وأغطية انتزعها من بين أنقاض منزله المدمر، ليسكن فيها مجددا مع زوجته وأطفاله، متحديا بذلك تهديدات الاحتلال التي ترد تباعا على هواتف الأهالي، والتي تطلب منهم المغادرة نحو مناطق جنوب القطاع.

Image1_7202421101512988453367.jpg
Image2_7202421101512988453367.jpg

أما يوسف، الذي دمر الاحتلال جزءا كبيرا من منزله خلال مجزرة جباليا الأولى، فقال لـ"عربي21" إنه أعاد تنظيف وترميم غرفة وحيدة ظلت صامدة من بيته المدمر، ليتخذ منها مأوى له، برفقة أبيه وأمه وإخوته الثلاثة.

Image1_7202421101634490885980.jpg
Image2_7202421101634490885980.jpg

إعادة فتح السوق

وليس ببعيد عن المنطقة يقع السوق المركزي في مخيم جباليا، حيث كان هدفا رئيسيا لعمليات التدمير والتخريب التي نفذتها قوات الاحتلال، في محاولة لدفع الناس إلى النزوح من المنطقة.

عمدت قوات الاحتلال إلى تدمير وحرق المحال التجارية في السوق، وهدم البنايات والمنازل والمخازن والمنشآت الملحقة في السوق، الذي يعتبر الأكبر في شمال قطاع غزة، وأحالته إلى كومة من الأنقاض التي أغلقت الشوارع والأزقة المؤدية إليه.

اظهار أخبار متعلقة


لكن، بجهود شعبية، قادها الأهالي أنفسهم، فقد أعاد الباعة نشاطهم التجاري فيه، ونصبوا "الأكشاك" و"البسطات" من جديد، بعد أن تمت إزاحة الركام وفتح بعض الطرق.

Image1_7202421101841871355449.jpg
Image1_7202421101746919712296.jpg
Image2_7202421101746919712296.jpg
Image3_7202421101746919712296.jpg
Image4_7202421101746919712296.jpg

وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ما أسفر عن استشهاد 38 ألفا و919 مواطنا غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 89 ألفا و622 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
التعليقات (0)