سياسة دولية

اندلاع حرب "السمّاعات" و"النفايات" بين الكوريتين.. نخبرك القصة كاملة

بالنسبة لبيونغ يانغ تعد الدعاية "الغربية" أمرا لا تتسامح فيه على أراضيها - جيتي
بالنسبة لبيونغ يانغ تعد الدعاية "الغربية" أمرا لا تتسامح فيه على أراضيها - جيتي
ليست كل الحروب تخاض بالسلاح والذخيرة، فبعض الحروب تخاض بالصراخ والنفايات، كما يحدث بين الكوريتين الشمالية والجنوبية.

وأعلن الجيش الكوري الجنوبي، الجمعة، شن حرب كلامية عبر مكبرات الأصوات "السمّاعات" على الجارة الشمالية، التي ترد عادة بأكوام من النفايات.

ما هو المهم في الأمر؟

◼ توقفت حرب مكبرات الصوت التي بدأت منذ الحرب الكورية في الخميسينات، لعدة سنوات، حيث قررت سيؤول إغلاقها على فترات متقطعة لسنوات طويلة، لكنها عادت لتستأنف الصراخ عبر الحدود من جديد، ما يدل على تدهور العلاقات المتوترة أصلا بين البلدين.

◼ وفي أعقاب وصول بالونات النفايات إلى الجنوب قبل أسابيع، علقت سيؤول بشكل كامل الاتفاق العسكري للحد من التوتر بين البلدين، وحذرت في ‏حزيران/ يونيو الماضي من استئناف بث الدعائية المناهضة لبيونغ يانغ.

ماذا تبث مكبرات الصوت؟

◼ قالت هيئة الأركان الكورية الجنوبية، الجمعة، في بيان لها: "حذرنا كوريا الشمالية مرارا من إطلاق النفايات علينا، وقامت قواتنا المسلحة ببث رسائل دعائية عبر مكبرات الصوت باتجاه الشمال".

ما هي الرسائل الدعائية؟

الدعاية الكورية الجنوبية موجهة في الأساس للقوات الشمالية؛ لأنها الأقرب إلى الحدود، ويبدأ البث عبر السماعات الكورية الجنوبية بأخبار الطقس، ما يجذب أذن السامع، ثم تبدأ الرسائل السياسية التي تحرض الجنود على الانشقاق عن النظام في بيونغ يانغ.

وتتضمن الرسائل الدعائية أيضا نشرات إخبارية تتناول الشمال، ونقاشات حول الديمقراطية، والرأسمالية، والحياة في كوريا الجنوبية، وبعض الأعمال الدرامية، خصوصا تلك الممنوعة من العرض في الشمال.

Embed from Getty Images

إلى جانب ذلك، تبث السماعات الجنوبية تقارير عن الفساد، وسوء الإدارة في الشمال.

ولم يغفل الجنوبيون الجانب الفني، فيبثون أيضا موسيقى البوب الكورية الجنوبية الشهيرة، التي تعدّ ممنوعة أيضا في الجارة الشمالية.

وأحيانا، إذا كانت الرياح مواتية، يطلق الجنوبيون منشورات مناهضة للنظام الكوري الشمالي، وأقراصا مدمجة "CD" وحافظات "USB"، وأوراقا على شكل الدولار الأمريكي، عبر البالونات باتجاه الشمال.

Embed from Getty Images

هل تصل الرسالة؟

يزعم الجنوبيون أن أصوات البث يمكنها أن تصل إلى عمق 10 كيلومترات عبر الحدود خلال النهار، وإلى 24 كيلومترا خلال الليل، ما يجعلها مسموعة من القوات الشمالية، والمدنيين أيضا، على حد زعمها.

وذكرت تقارير عدة انزعاج نظام بيونغ يانغ من مكبرات الأصوات، وهددت ذات مرة بقصفها، ما يراه الجنوبيون نجاحا في إيصال الرسالة.

كيف ترد الجارة الشمالية؟

أحيانا، ترد سيؤول بالطريقة نفسها، وتضع بعض مكبرات الصوت، في الأماكن نفسها التي تنطلق منها الدعاية الجنوبية، وإن كانت لا تصل إلى الجنوب، إلا أنها تنجح على الأقل بالتشويش عليها.

لكن الطريقة الأخرى الأكثر فعالية في الشمال، هي النفايات التي يطلقها الشمال مستعينا بالرياح والبالونات نحو مدن الجنوب.

وتحمل البالونات التي تسقط في الجنوب، نفايات، وبراز حيوانات، وبطاريات تالفة، وكلها من شأنها أن تقلق السكان في الأماكن التي تسقط فيها، خوفا من الأمراض التي يمكن أن تنقلها.

ماذا قالوا؟

◼ قال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية؛ إن البث الجمعة هو الأول من حزيران/ يونيو، بعد توقف لست سنوات، وهو ‏رد على بالونات النفايات.‏

◼ قال مسؤول كوري جنوبي لوكالة يونهاب الرسمية في وقت سابق؛ إن الشمال وسع عمليات البث عبر المكبرات، لتشمل كل الأماكن التي يبث منها الجنوب.

◼ قالت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون ردا على الدعاية الجنوبية؛ بأن "حثالة" كوريا الجنوبية يجب أن تكون مستعدة لدفع "ثمن شنيع وعزيز".

ماذا ننتظر؟

◼ يبدو أن الشماليين سيسمعون الكثير من البرامج الدعائية الجنوبية لفترة لا بأس بها، فيما سيتحسس الجنوبيون رؤوسهم كلما رأوا بالون نفايات في الأجواء إلى وقت غير معلوم.

◼ وربما يتخلى الجيران عن حرب السماعات والنفايات كما فعلوا سابقا عدة مرات، من أجل تشجيع جهود التقارب بين البلدين.
التعليقات (0)

خبر عاجل