طب وصحة

فحص معزز بالذكاء الاصطناعي قد يكشف عن مرض "باركنسون" قبل ظهوره بسنوات

يعد مرض "باركنسون" أسرع حالات التنكس العصبي نموا في العالم- جيتي
يعد مرض "باركنسون" أسرع حالات التنكس العصبي نموا في العالم- جيتي
قال باحثون إن فحص الدم المعزز بالذكاء الاصطناعي، يمكن أن يتنبأ بمن سيصاب بمرض "باركنسون" (اضطراب تنكسي في الجهاز العصبي) لمدة تصل إلى سبع سنوات قبل ظهور الأعراض، وفقا لتقرير لصحيفة "الغارديان".

ووفقا للتقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية وترجمته "عربي21"، فإنه جرى تصميم الاختبار للعمل على المعدات الموجودة أصلا في العديد من مختبرات هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وإذا تم التحقق من صحته على عدد كبير من الأشخاص، فإنه يمكن إتاحة هذا الفحص للخدمة الصحية في غضون عامين.

ولا توجد أدوية لحماية الدماغ من مرض باركنسون في الوقت الحاضر، ولكن الاختبار التنبؤي الدقيق من شأنه أن يمكن العيادات من تحديد الأشخاص الذين سيستفيدون بشكل أكبر من التجارب السريرية للعلاجات التي تهدف إلى إبطاء المرض أو وقفه.

ونقل التقرير عن البروفيسور كيفن ميلز، أحد كبار مؤلفي الدراسة في معهد UCL Great Ormond Street لصحة الطفل، قوله إنه "في الوقت الحالي، نغلق باب الإسطبل بعد أن هرب الحصان. نحن بحاجة للوصول إلى الناس قبل أن تظهر عليهم الأعراض. من الأفضل دائما القيام بالوقاية بدلا من العلاج".

اظهار أخبار متعلقة


يعد مرض باركنسون أسرع حالات التنكس العصبي نموا في العالم، وهو اتجاه مدفوع في المقام الأول بشيخوخة السكان. ويؤثر هذا الاضطراب على أكثر من 150 ألف شخص في المملكة المتحدة و10 ملايين في جميع أنحاء العالم. وينتج عن تراكم بروتين يسمى "ألفا ساينوكلين" الذي يخرب أو يدمر الخلايا العصبية التي تنتج مادة مهمة تسمى الدوبامين في جزء من الدماغ يسمى المادة السوداء.
قد يعاني الأشخاص المصابون بمرض باركنسون من ارتعاشات وصعوبات في الحركة وتيبس العضلات، لكنهم قد يعانون أيضا من مشاكل في التوازن والذاكرة والدوخة وآلام الأعصاب. ويتلقى العديد منهم العلاج ببدائل الدوبامين، ولكن الجهود جارية للعثور على علاجات تبطئ المرض أو توقفه، وفقا للتقرير.

ولتطوير الاختبار، استخدم العلماء في جامعة كاليفورنيا وجامعة غوتنغن خوارزمية التعلم الآلي لاكتشاف نمط مميز لثمانية بروتينات في الدم لدى مرضى باركنسون. وتمكنت الخوارزمية بعد ذلك من التنبؤ بمرض باركنسون المستقبلي لدى المرضى الآخرين الذين قدموا عينات الدم. وفي أحد المرضى، تم التنبؤ بالاضطراب بشكل صحيح قبل أكثر من سبع سنوات من ظهور الأعراض. وقالت الدكتورة جيني هالكفيست، من معهد طب الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، والمؤلفة الأولى للدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications:  "من الممكن أن يعود الأمر إلى أبعد من ذلك"، بحسب تقرير "الغارديان".

وقال البروفيسور روجر باركر، استشاري الأعصاب المتخصص في مرض باركنسون بجامعة كامبريدج ومستشفى أدينبروك، إنه إذا تم التحقق من صحته من قبل مجموعات أخرى، فإن الاختبار يثير إمكانية تشخيص مرض باركنسون في المراحل المبكرة للغاية، ما يتيح للمرضى التسجيل في التجارب السريرية عندما يكون المرض قد بدأ لتوه. وقال: "على هذا النحو، يمكننا علاج الأشخاص المصابين بمرض باركنسون بعلاجات معدلة للمرض قبل أن يفقدوا العديد من الخلايا في دماغهم. من الواضح أننا مازلنا بحاجة إلى إيجاد مثل هذه العلاجات، ولكن هذه الدراسة هي خطوة في الاتجاه الصحيح".

وقال البروفيسور راي تشودري، المدير الطبي لمركز التميز الدولي لمؤسسة باركنسون، إن هناك "حاجة هائلة لم تتم تلبيتها" لفحوص الدم التي تتنبأ بمرض باركنسون وتشخصه، لكنه حذر من أن مثل هذه الاختبارات تأتي مع "تحديات كبيرة".

اظهار أخبار متعلقة


وأضاف أن "مرض باركنسون ليس مرضا واحدا ولكنه متلازمة ويمكن أن يظهر بطرق مختلفة. على هذا النحو، فإنها تختلف إدارة المرض وليس هناك حجم يناسب الجميع. ومن غير المرجح أن يحدد التنبؤ هذه المجموعات الفرعية في هذه المرحلة. وأضاف أنه بدون علاجات فعالة، فإن التشخيص المبكر يثير قضايا أخلاقية كبيرة، فضلا عن احتمال التأثير على بوالص التأمين الخاصة بالمرضى".

وتابع بالقول: "تساعدنا هذه العملية في الحصول على مجموعة من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون والذين قد يكونون جاهزين أو مناسبين للتجارب المستقبلية للجزيئات الواقية للأعصاب. علاوة على ذلك، فإن هناك بعض الأدلة الأولية على أنه بالنسبة للأشخاص "المعرضين للخطر" المصابين بمرض باركنسون، فقد يكون النشاط البدني والتمارين الرياضية المبرمجة مفيدا من حيث احتمال إبطاء مسار المرض".

التعليقات (0)