أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل
ماكرون أنه على استعداد للاعتراف بفلسطين، لكن على ألا يكون ذلك تحت تأثير العاطفة.
وقال ماكرون، خلال مؤتمر صحفي في ألمانيا إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتس: “ليس هناك محرمات بالنسبة لفرنسا، وأنا على استعداد تام للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولكن أرى أن هذا الاعتراف يجب أن يأتي في وقت مفيد”.
وشدد الرئيس الفرنسي على أنه ” لن يقوم باعتراف عاطفي بالدولة الفلسطينية، مبينا أن هذا القرار يمكن أن يسرع الطريق نحو السلام في الشرق الأوسط، في وقت تشتد فيه الضربات الإسرائيلية على غزة.
اظهار أخبار متعلقة
من جانبها، أكدت المتحدثة باسم الحكومة بريسكا ثيفينوت، "أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس من المحرمات، لكنه غير ممكن في الوقت الحالي".
وقالت: “يجب أن نتأكد من استيفاء الشروط؛ لأنه يجب أن يكون هناك ما قبل وما بعد”.
وأمس الثلاثاء، دخل اعتراف مدريد ودبلن وأوسلو بدولة فلسطين، حيز التنفيذ، في قرار أثار غضب الاحتلال الإسرائيلي الذي اعتبر الاعتراف "مكافأة" تُمنح لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في خضم الحرب في قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في بروكسل إلى جانب نظيريه الإيرلندي والنرويجي: "الاعتراف بدولة فلسطين جاء إحقاقا للعدالة للشعب الفلسطيني".
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشز، إن "اعتراف إسبانيا بدولة فلسطين هو قرار تاريخي، هدفه الوحيد هو المساهمة في تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف في بيان تلاه باللغتين الإسبانية والإنجليزية أمام مقر مجلس الوزراء الإسباني في العاصمة مدريد، قبيل مصادقة المجلس على قرار الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين ليدخل حيز التنفيذ، إن "هذا الاعتراف ليس فقط مسألة عدالة تاريخية للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني، بل هو أيضا ضرورة حتمية إذا أردنا جميعا تحقيق السلام".
واتهم وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، رئيس الوزراء الإسباني بالتواطؤ في "التحريض على إبادة اليهود" بعد اعتراف بلاده بدولة فلسطين.
وخاطب كاتس رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عبر حسابه على منصة "إكس" بالقول: "أنت متواطئ في التحريض على إبادة اليهود"، مشبها نائبة رئيس الوزراء الإسبانية يولاندا دياز بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، إذ يدعون كلهم إلى "إقامة دولة إرهابية إسلامية فلسطينية من النهر إلى البحر".
وقال رئيس الوزراء الإيرلندي سايمن هاريس في بيان: "كنا نود الاعتراف بدولة فلسطين في ختام عملية سلام، لكننا قمنا بهذه الخطوة إلى جانب إسبانيا والنروج لإبقاء معجزة السلام على قيد الحياة".
وأضاف بيان إيرلندي، أن الحكومة صادقت على القرار في اجتماع لمجلس الوزراء صباح الثلاثاء.
وجاء في البيان "الحكومة تعترف بفلسطين دولة ذات سيادة ومستقلة ووافقت على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين دبلن ورام الله".
وأضاف: "سيتم تعيين سفير لأيرلندا لدى دولة فلسطين مع سفارة كاملة لأيرلندا في رام الله".
وقال وزير الخارجية النروجي إسبن بارث إيدي في بيان "يشكل اليوم الذي تعترف فيه النروج رسميا بدولة فلسطين محطة مميزة في العلاقة بين النروج وفلسطين".
وأكد "تشكل النروج منذ أكثر من ثلاثين عاما أحد أكبر المدافعين عن قيام دولة فلسطينية".
ورفعت النرويج الأحد الماضي مذكرة شفهية إلى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، تنص على دخول هذا القرار حيز التنفيذ اعتبارا من الثلاثاء.
اظهار أخبار متعلقة
وتأمل هذه الدول الأوروبية الثلاث واثنتان منها عضوتان في الاتحاد الأوروبي (إسبانيا وإيرلندا)، في أن تحمل مبادرتها ذات البعد الرمزي، دولا أخرى على الانضمام إليها.
وتشدد هذه الدول على الدور الذي اضطلعت به إسبانيا والنرويج في عملية السلام في الشرق الأوسط في تسعينيات القرن الماضي. فقد استضافت مدريد مؤتمرا للسلام في العام 1991 قبل سنتين على اتفاقات أوسلو في العام 1993.
وأعلنت سلوفينيا أيضا أنها بصدد الاعتراف بدولة فلسطين. إلا أن المسألة تثير اختلافات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي.