يدور
نقاش في الأوساط السياسية
المغربية عن تعديل حكومي مرتقب، بعدما أعلن متحدث
الحكومة مصطفى بايتاس، مطلع الشهر الجاري أن "
التعديل الوزاري سيتم بمجرد
توفر الشروط والإجراءات".
واعتبر
أكاديمي مغربي، أن التعديل الحكومي أصبح عرفا دستوريا دأبت عليه الحكومات
المتعاقبة لأغراض سياسية، أبرزها البحث عن مشروعية جديدة وتقوية الفريق الحكومي
بعد تقييم الأداء، وفقا للأناضول.
اظهار أخبار متعلقة
بينما
أرجع محلل سياسي تأخر التعديل الحكومي إلى تأخر انعقاد المؤتمرات العامة للأحزاب
الثلاثة المشكلة للأغلبية، والتي من المنتظر أن تفرز قيادات جديدة ستطالب بحقائب
وزارية محددة.
وفي
7 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 عَيَّنَ الملك محمد السادس أعضاء الحكومة الراهنة، وتضم
24 وزيرا بالإضافة إلى رئيسها عزيز أخنوش، وستنتصف ولاية الحكومة في تشرين الأول/ أكتوبر
المقبل.
ضرورة
سياسية
أستاذ
علم السياسة في جامعة محمد الخامس عبد الحميد بنخطاب، قال للأناضول إن
"التعديلات الحكومية تأتي لضرورة سياسية أكثر منها ضرورة قانونية، بمعنى أن
الدستور لا يتحدث عن إدخال تعديلات حكومية على مستوى الحكومات القائمة".
بنخطاب
أوضح أن التعديل يأتي "بعدما يتبين أن بعض الوزراء لم يستطيعوا الاندماج داخل
الفريق الحكومي أو أن بعضهم لم يستطيعوا القيام بواجباتهم".
اظهار أخبار متعلقة
وتابع:
"هناك مَن يعانون من مشاكل سياسية أو تواصلية أو لم يستطيعوا تدبير القطاع
الذي أوكل إليهم بالطريقة المطلوبة".
"وهذه
الأمور قد تدفع رئيس الحكومة والأغلبية البرلمانية إلى إعادة النظر في التشكيلة
الحكومية، والبحث عن عناصر جديدة، لربما تعطي زخما جديدا للعمل الحكومي"، كما
زاد بنخطاب، للأناضول.
وتتكون
الأغلبية البرلمانية من حزب "التجمع الوطني للأحرار" قائد الائتلاف
الحكومي وحزب "الأصالة والمعاصرة" وحزب "الاستقلال".
وقال
بنخطاب: "ليس هناك مشكل معين يحث الحكومة على التعديل الحكومي، بل يرتبط
الأمر بأسباب سياسية أو تواصلية محضة تتعلق بالفريق الحكومي نفسه أكثر من المشاكل
القطاعية، التي هي مشاكل غالبا ما تمتد لسنوات خارج الولاية الحكومية".
اظهار أخبار متعلقة
وأردف بأن العمل الحكومي يمكن تقييمه بشكل دوري، سواء من خلال البرنامج أو تقييم بعد مرور
100 يوم، وآخر خلال منتصف الولاية لإصلاح ما يمكن إصلاحه، والنظر في إمكانيات
تفعيل كل مقررات الحكومة وبرنامجها السياسي.
وبناء
على هذا التقييم، وفقا لبنخطاب، فإن التعديل الحكومي بمثابة وقفة للنظر في مدى
قدرة الحكومة على تلبية المطالب الشعبية، وتحقيق أهداف البرنامج الحكومي والبرامج
السياسية للأحزاب المكونة للائتلاف الحكومي.
وشدد
على أن "كل هذه العناصر تدفع الفريق الحكومي إلى تقييم أدائه خلال مواجهة منتصف
الولاية للإصلاح بعض الصعوبات، وإلى إعادة توجيه عمل الفريق الحكومي، وأيضا تطعيمه
بعناصر جديدة يمكن أن يعطوا زخما جديدا للفريق".
اظهار أخبار متعلقة
إعادة
توزيع حقائب
وفي
الحكومات السابقة كان التعديل الوزاري يتم عادة في العام الأول أو الثاني من
الولاية الحكومية.
وأرجع
المحلل السياسي رشيد لزرق، تأخر تعديل الحكومة الراهنة إلى تأخر انعقاد المؤتمرات
العامة للأحزاب المشكلة للحكومة من أجل اختيار قيادات جديدة، بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول.
وأوضح
أنه من المنتظر أن تفرز هذه المؤتمرات قيادات جديدة، خاصة لدى حزب "الأصالة
والمعاصرة" وحزب "الاستقلال"، وستطالب هذه القيادات بتعديل حكومي
وحقائب وزارية معينة.
اظهار أخبار متعلقة
وفي
سابقة بالمغرب، انتخب "الأصالة والمعاصرة"، السبت، "قيادة
جماعية" على رأس الحزب خلفا لأمينه العام عبد اللطيف وهبي.
وتتكون
هذه القيادة من فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة الإسكان، والمهدي بنسعيد وزير
الثقافة، والبرلماني صلاح الدين أبو الغالي.
ومن
دون الكشف عن أسباب تأخر انعقاد المؤتمر العام لحزب الاستقلال، قال قياديون فيه
بتصريحات صحفية إن الشهور المقبلة ستشهد انعقاد مؤتمر لاختيار قيادة جديدة.
وبالإضافة
إلى منصب رئيس الحكومة، يمتلك حزب "التجمع الوطني للأحرار" ستة حقائب
وزارية هي: الاقتصاد والمالية، الصحة، والفلاحة والصيد البحري، والوزارة المكلفة
بالميزانية، والسياحة والصناعة التقليدية، والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان،
وهو أيضا متحدث الحكومة.
اظهار أخبار متعلقة
فيما
أُسندت إلى "الأصالة والمعاصرة" 7 حقائب وزارية: هي العدل، والتعمير
والإسكان، والشباب والثقافة والاتصال، والتعليم العالي والبحث العلمي، والإدماج
الاقتصادي والمقاولة الصغرى، والانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، والانتقال
الرقمي وإصلاح الإدارة.
أما
حزب "الاستقلال" فلديه 4 حقائب وزارية هي: التجهيز والماء، والصناعة
والتجارة، والنقل واللوجيستيك، والتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة. فيما أُسندت
7 مناصب وزارية إلى وزراء تكنوقراط، وفقا للأناضول.
اظهار أخبار متعلقة
وفي
الأول من فبراير الجاري، قال متحدث الحكومة مصطفى بايتاس إن "التعديل الحكومي
إجراء سياسي ودستوري يتطلب إجراءات ومجموعة من الشروط، وحين تتوفر سنمضي في هذا
المجال".
تعقيب
بايتاس جاء بعد أن نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر لم تسمها أحاديث عن قرب إجراء
تعديل على الحكومة التي تنتهي ولايتها بعد عامين ونصف.
وعبر
انتخابات البرلمانية، في 8 أيلول/ سبتمبر 2021، حصل حزب "التجمع الوطني
للأحرار" على 102 مقعد من أصل 395 مكونة لمجلس النواب، متبوعا بحزب
"الأصالة والمعاصرة" 86 مقعدا، يليهما حزب "الاستقلال" 81
مقعدا.