لليوم الرابع والأربعين، يتواصل حراك
السويداء ضد النظام السوري، بعد أن رفع سقف مطالبه إلى إسقاط العصابة
الطائفية ومحاكمة رموزها. وقد اكتسب الحراك زخماً متصاعداً نتيجة التواصلات
الدولية مع قادة الحراك من شيوخ العقل الدرزي، بالإضافة إلى تراجع الأردن عن زخم
تطبيعه مع العصابة الطائفية، نتيجة تحدي الأخيرة للأردن ومسيرة التطبيع العربي، من
خلال ضخ النظام لمزيد من السموم الكبتاغونية، واختراق الحدود، بالإضافة إلى إرسال
الأسلحة والمتفجرات، وهو ما دفع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى القول بأن
المخدرات تضاعف تصديرها إلى بلاده بعد جهود التطبيع مع النظام السوري.
حراك السويداء الذي لا يزال حبيس الجغرافيا في
السويداء ذاتها بعد أن عجز عن الامتداد في أحياء دمشق كجرمانا وغيرها، حيث تقطن
غالبية درزية، وهو ما شكل عقدة للتحرك كونه يضعف تمثيل كل الدروز، بخلاف الانتفاضة
التي اندلعت عام 2011
ليس أمام حراك السويداء خيار إلّا التضامن العلني الواضح مع الثورة السورية، والالتحام الكامل والشامل مع مطالبها، تماماً كما حصل عام 1925
والتي شملت كل الأراضي السورية، ولكن ربما ما يخفف حبسة
الجغرافيا هذه، تضامن وتعاطف قرى الدروز في إدلب والتي يصل عددها إلى 19 قرية حيث
بادرت بالتضامن والخروج مع حراك السويداء، وهو الأمر الذي منحها بعداً جغرافياً
أبعد من السويداء. ويبقى استمرار التحرك طوال هذه الفترة الطويلة، واكتسابه زخماً
من قبل القوى الدرزية المثقفة من الخارج بالإضافة إلى تعاطف قوى غربية، كل هذا
يشكل رافعة قوية وجديدة للثورة السورية في مواجهة الاستبداد الأسدي.
ليس أمام حراك السويداء خيار إلّا التضامن العلني
الواضح مع الثورة السورية، والالتحام الكامل والشامل مع مطالبها، تماماً كما حصل
عام 1925 يوم التحم سلطان باشا الأطرش مع الثورة السورية التي كانت قد بدأت عشية
دخول الغزاة الفرنسيين إلى
سوريا، فتصدى لهم البطل يوسف العظمة وإخوانه، وواصلت
الثورة مقاومتها للفرنسيين حتى عام 1925 وما بعده.
لكن تبقى إشكالية حقيقية وهي مصير
الائتلاف الوطني
السوري الذي يبدو غدا قعيداً سياسياً، ومشلولاً في تحركاته، لا سيما بعد أن وصل
إلى طريق مسدود إثر الانفضاض النخبوي والشعبي الكبير عنه،
على القوى السورية الداخلية التحرك فوراً من أجل طرح بديل يشمل الجميع، ويمثل الثورة تمثيلاً حقيقياً واقعياً على الأرض، بحيث يكون على أجندته الأولى العودة إلى المناطق المحررة، ويستوعب معه حراك السويداء، ليكون الجسم الجديد بذلك ممثلاً للشعب السوري وقواه الحية
نتيجة اختطافه من قبل
مجموعة صغيرة، الأمر الذي جعلها منبتة ومنقطعة عن جماهيرها وشعبيتها، وجعل معها
الثورة السورية عارية من الغطاء السياسي، وهو أمر في غاية الأهمية والخطورة، يتطلب
من النخب السورية التحرك فوراً لملء فراغ حقيقي، في ظل الانهيارات الروسية على
جبهة أوكرانيا، والذي رأينا ثمرته في أذربيجان بتحرر الأذريين من سطوة الأرمن في
ناغورني قره باغ..
كل هذا يحتم على القوى السورية الداخلية التحرك فوراً
من أجل طرح بديل يشمل الجميع، ويمثل الثورة تمثيلاً حقيقياً واقعياً على الأرض،
بحيث يكون على أجندته الأولى العودة إلى المناطق المحررة، ويستوعب معه حراك
السويداء، ليكون الجسم الجديد بذلك ممثلاً للشعب السوري وقواه الحية من السويداء
إلى إدلب وما بينهما.
القوى الدولية التي لا تزال تراهن على شخصيات قليلة في
الائتلاف الوطني؛ عليها أن تدرك أن هذه الشخصيات لا جذور سورية لها، وأنها لن
تستطيع العيش في سوريا الطبيعية، الأمر الذي يستوجب عليها الاستثمار في الشخصيات
الوطنية التي لديها امتداداتها الشعبية الحقيقية، وإلّا فستصحو على استثمار في
الخراب والصحراء.