تداولت وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقطع فيديو، يظهر مجموعة من المنقذين في أثناء سحب طفل صغير من حفرة عميقة، وهو يقول: "أنا عايش"، في إشارة إلى أن الحادثة وقعت بمدينة
درنة المنكوبة، عقب كارثة إعصار "دانيال".
وحظي المقطع المتداول بنسبة مشاهدات عالية وتعاطف واسع من قبل المعلقين على وسائل التواصل، لاسيما مع توالي المشاهد المؤلمة من مدن الشرق الليبي بعد كارثة إعصار "دانيال"، لكن وكالة فرانس برس قالت؛ إن "الفيديو لا علاقة له بدرنة أو بمأساة
ليبيا".
ورصدت الوكالة نشر نسخة أوضح وأطول من المقطع المشار إليه، في صفحة مجموعة فلسطينية على منصة "فيسبوك" في 13 أيلول /سبتمبر الجاري.
كما شاركت صفحة "إطفائية بلدية
نابلس" الفيديو ذاته، مرفقا بتعليق يوضح أن الحادثة وقعت في شارع القدس بمدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، في أثناء إنقاذ طفل سقط في حفرة بعمق 8 أمتار. وكانت المشاهد تظهر كتابات على ملابس رجال الإنقاذ، تشير إلى "إطفائية نابلس" و"الهلال الأحمر الفلسطيني".
ارتفاع حصيلة القتلى.. جهود إغاثية مستمرة
تواصل فرق البحث والإنقاذ المحلية والأجنبية الرسمية جهودها لانتشال العالقين تحت أنقاض مدينة درنة، الأكثر تضررا جراء الفيضانات والسيول الطينية التي اجتاحت المنطقة.
وأفاد الهلال الأحمر الليبي، الجمعة، بارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار المتوسطي "دانيال" إلى 11300 قتيل حتى الآن في درنة، فيما بلغ عدد المفقودين أكثر من 10 آلاف.
وأوضح الهلال الأحمر أن الكارثة الأخيرة تسببت في نقل مخلفات الحرب القابلة للانفجار من مواقعها السابقة إلى مناطق متفرقة، في جميع أنحاء المناطق التي غمرتها الفيضانات، مشددا على "تصاعد خطر مواجهة مخلفات الحرب القابلة للانفجار".
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث؛ إن حجم الكارثة التي ضرب شرق ليبيا جراء انهيار سدين وجسور تحت تأثير العاصفة لا يزال مجهولا.
إظهار أخبار متعلقة
ويستمر البحر في لفظ عشرات الجثث التي جرفتها السيول، وسط مخاوف من تفشي الأمراض والأوبئة، خصوصا المنقولة عبر الماء جراء التعاطي مع الجثث المتحللة، وتلوث مياه الشرب.
ولا تزال المساعدات الدولية والمحلية تصل إلى درنة والمدن المنكوبة بسبب الفيضانات المدمرة، وتطالب ليبيا المجتمع الدولي بتكثيف إرسال اللوازم الطبية والمتخصصين في التعاطي مع الجثث المتحللة.
والأحد، اجتاحت العاصفة المتوسطية "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج، بالإضافة إلى سوسة ودرنة. وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة لاحقا دمارا مروعا وجثثا متروكة على الأرصفة، في انتظار من يتعرف عليها قبل دفنها.