أمهل
التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة،
العشائر العربية وقوات
سوريا الديمقراطية
"
قسد" مهلة 24 ساعة للاستجابة إلى دعوة التحالف لعقد اجتماع بين الطرفين
برعاية أمريكية بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي التوتر في محافظة
دير الزور شرق سوريا.
وأكدت
مصادر "عربي21" في دير الزور، أن التحالف الدولي دعا شيخ قبيلة "العكيدات"
إبراهيم الهفل وممثلين عن العشائر العربية، لعقد اجتماع مع "قسد" تحت
إشراف القوات الأمريكية في سوريا داخل قاعدة حقل العمر النفطي.
وأوضحت
المصادر أن العشائر العربية وافقت على دعوة التحالف بينما لا يزال موقف "قسد"
غير واضح، سيما أنها تفضل الحل العسكري بعد التقدم الذي حققته في دير الزور خلال
الساعات 24 الأخيرة.
وتواصلت
"عربي21" مع الخارجية الأمريكية للحصول على تعليق بشأن توتر الأوضاع شرق
سوريا، لكنها رفضت التعليق عن الأمر، واكتفت بالإشارة إلى دعوة نائب مساعد وزير
الخارجية الأمريكي، إيثان غولدريتش، قبل يومين جميع الأطراف بالمنطقة للتوصل إلى
اتفاق ينهي التوتر.
وفشلت
قوات "قسد" للمرة الثانية باقتحام بلدة ذيبان بريف دير الزور، الثلاثاء،
معقل شيخ عشيرة العكيدات "إبراهيم الهفل"، حيث تصدى مقاتلو العشائر
العربية للهجوم الذي شنته قسد منذ الاثنين.
وفي
بلدة الشحيل بريف دير الزور أيضا التي سيطرت عليها قسد أمس، شن مقاتلو العشائر
هجوما استهدف منطقة الطكيحي، كما تحدثت مصادر محلية عن مقتل 7 عناصر من قسد خلال
معارك على أطراف بلدة الحوايج شرق دير الزور.
وفيما
يلي خريطة أعدتها "عربي21" توضح مناطق السيطرة ونقاط الاشتباكات الدائرة
في دير الزور:
اظهار أخبار متعلقة
إلصاق
التهم بالعشائر
وحول
احتمالية رفض "قسد" التفاوض مع العشائر العربية، قال الصحفي والكاتب السوري
المنحدر من دير الزور، فراس علاوي، إن "قسد" تحاول إلصاق ثلاث تهم بحراك
العشائر العربية شرق سوريا، أولها محاولة ربط الاشتباكات بعزل قائد "مجلس دير
الزور العسكري"، مع العلم أن العشائر هي من طالبت في وقت سابق بعزل أحمد
الخبيل المكنى بـ"أبي خولة" عندما كانت "قسد" تدعمه.
وأوضح
أن التهمة الثانية التي تحاول "قسد" إلصاقها بالعشائر العربية، هي ربط
الحراك العشائري بوجود خلايا تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن العشائر نشطت في محاربة
"داعش" قبل تشكيل التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، كما أنها خسرت
من أبنائها ما يقارب ألف شاب خلال محاربة التنظيم.
ونبه
إلى أن "قسد" تسعى لإلصاق تهمة التعامل مع النظام السوري والمليشيات
الإيرانية في مناطق غرب دير الزور، مضيفا: "هذا الاتهام منفي لأن قسد هي من
تتعامل مع النظام وباعتراف قادتها، كما أن المنطقة حررها أبناؤها منذ منتصف العام 2012
ومعظم شبابها مطلوبون للنظام".
واندلعت الاشتباكات بين عناصر "مجلس دير الزور العسكري" والعشائر من جهة، وبين قوات "قسد" من جهة أخرى، إثر اعتقال "قسد" لقائد المجلس أحمد الخبيل المكنى بـ"أبي خولة"، بعد دعوته لحضور اجتماع في مقر قائد "قسد" مظلوم عبدي في الحسكة.
وترجع الخلافات بين "قسد" ومجلس دير الزور العسكري الذي يعتبر ممثلا عن العشائر في المحافظة الواقعة شرق سوريا، إلى محاولات القوات الكردية فرض هيمنتها على المنطقة ذات الغالبية العربية، وتحجيم دور "المجلس" في المنطقة.