قال منسق الطوارئ في منظمة "
أطباء بلا حدود" في
السودان، نيكولاس باباتشري سوستومو، إن "هناك كما هائلا من عمليات النهب للمرافق والمباني الطبية، ما تسبب في إعاقة الاستجابة بشكل كبير، خصوصا عندما يكون الناس في أمس الحاجة إليها"، واصفا تلك العمليات بأنها "مرعبة، وأحدثت صدمة وهلعا بالنسبة لنا".
وشدد سوستومو في مقابلة خاصة مع "عربي21"، على أن "الاحتياجات الصحية التي يواجهها الناس في السودان هائلة، ويجب على جميع المنظمات الدولية أن تقدم المزيد، ولكنها لا تستطيع ذلك".
وتابع: "السودان كان مكانا يصعب العمل فيه قبل النزاع الحالي، ولكن الآن هناك المزيد من العوائق البيروقراطية والإدارية المعيقة التي تجعل من الصعب على المنظمات الاستجابة"، منوها إلى أنه "تم نهب منشآتنا ومصادرة الإمدادات الخاصة بنا في السودان".
ولفت إلى أن "أطباء بلا حدود تعمل في 10 ولايات سودانية، وتقدم مجموعة واسعة من الخدمات الصحية بما في ذلك علاج جرحى الحرب والرعاية الصحية للأمهات والأطفال، كما أنها توفر الموظفين والإمدادات وغيرها من أشكال الدعم للمرافق الصحية والمستشفيات، بالإضافة إلى تقديم مجموعة واسعة من الخدمات للنازحين".
اظهار أخبار متعلقة
وذكر سوستومو أن "منظمة أطباء بلا حدود تخاطب جميع الأطراف والجهات الفاعلة في النزاع الحالي، وتطلب توفير جميع التسهيلات الممكنة لتقديم المساعدة الإنسانية الأساسية من دون عوائق حيثما اشتدت الحاجة إليها".
وإلى نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":
كيف تقرأون أبعاد الوضع الصحي والإنساني في السودان اليوم مع دخول الحرب شهرها الخامس؟
يسبب القتال في أنحاء
الخرطوم معاناة هائلة للسكان مع استمرار الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وقد اشتد العنف في أم درمان، شمال غرب الخرطوم، بشكل خاص خلال الأسابيع الأخيرة، حيث أدت المعارك المسلحة والغارات الجوية والقصف، إلى إصابة مئات الأشخاص وجعل الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية القليلة العاملة في المنطقة أمرا خطيرا وصعبا.
هل لديكم رصدا -ولو تقريبيا- بإجمالي عدد الضحايا والمصابين في السودان حتى الآن؟
لا تقوم بعثاتنا بحصر الأعداد تفصيليا.
لقد تجاوز النزاع الأيام المائة منذ 24 تموز/ يوليو الماضي. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة،
هناك 3 ملايين مواطن تركوا منازلهم، و2.4 مليون نازحين داخل البلاد، و700 ألف لاجئ إلى الدول المجاورة.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، هناك 60% من القطاع الصحي بالخرطوم أُغلق كليا.
ما طبيعة الدور الذي قامت به منظمة "أطباء بلا حدود" منذ اندلاع الحرب في السودان؟
بدأت منظمة "أطباء بلا حدود" أيضا، في بداية شهر آب/ أغسطس الماضي، في دعم مستشفى البان جديد شمال شرق الخرطوم، والذي يستقبل أيضا أعدادا كبيرة من جرحى الحرب.
وتعمل "أطباء بلا حدود" في 10 ولايات في السودان، وتقدم مجموعة واسعة من الخدمات الصحية بما في ذلك علاج جرحى الحرب والرعاية الصحية للأمهات والأطفال، كما وتوفر الموظفين والإمدادات وغيرها من أشكال الدعم للمرافق الصحية والمستشفيات.
كما نقدم مجموعة واسعة من الخدمات للنازحين، بما في ذلك الرعاية الصحية والتطعيمات وخدمات المياه والصرف الصحي.
وتدعم "أطباء بلا حدود" ثمانية
مستشفيات في ولاية الخرطوم، حيث يعمل طاقم "أطباء بلا حدود" في أربعة مستشفيات في مدينة الخرطوم وأم درمان، على جانبي الخطوط الأمامية.
وتقدم المنظمة في مستشفى الناو، أيضا الرعاية للمرضى الجرحى في مستشفى بشائر التعليمي والمستشفى التركي في جنوب الخرطوم حيث تلقى في تموز/ يوليو الماضي، 1770 جريح حرب رعاية في جميع المستشفيات الثلاثة.
ما مدى تأثر المشاريع الطبية التي تديرها "أطباء بلا حدود" بالحرب الدائرة في السودان؟
على الرغم من أن منظمة "أطباء بلا حدود" تعمل في 10 ولايات في السودان، إلا أننا مقيدون في توفير الاستجابة الطبية والإنسانية المناسبة التي يحتاجها الناس بشدة.
على الرغم من أننا أصدرنا بعض التأشيرات، إلا أن العملية غير متسقة وغير موثوقة. لذا، لم نتمكن من تأمين واستقطاب عدد كافٍ من الموظفين الأساسيين. في بعض الأحيان، تم منع نقل الإمدادات وتنقل الموظفين بين الولايات للوصول إلى الأشخاص في الأماكن ذات الاحتياجات الطبية الكبيرة.
علاوة على ذلك، تم نهب منشآتنا ومصادرة الإمدادات.
يتسبب كل هذا في تقليل وصول الرعاية الصحية للأشخاص في وقت الحاجة الماسة إليها.
على الرغم من وجود التحديات، إلا أن فرقنا التي تعمل جنبا إلى جنب مع المتطوعين المحليين وموظفي وزارة الصحة والمتخصصون في الرعاية الصحية السودانيين، قد تمكنت من علاج آلاف المرضى منذ 15 نيسان/ أبريل المنصرم.
وتمكنا كذلك من مواصلة بعض أنشطتنا المنقذة للحياة الموجودة مسبقا، مثل رعاية الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية وإدارة خدمات الرعاية الصحية للأشخاص الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين والنازحين.
لقد تمكنت منظمة "أطباء بلا حدود" ذات الخبرة في حالات الطوارئ من الوصول إلى السودان، وجلبت معها ثروة من المعرفة والمهارات حول كيفية التعامل مع الإصابات والأمراض التي من المحتمل أن تحدث في حالات النزاع، حيث يشمل ذلك إصابات الحرب والتعامل مع حالات تفشي أمراض معينة مثل الحصبة المشتبه بها والكوليرا، وإيجاد طرق لمواصلة رعاية الأشخاص المصابين بأمراض غير معدية عندما لا يتمكن الكثير من الناس من الوصول إلى المرافق الصحية كما يفعلون عادة.
كما تمكنت "أطباء بلا حدود" من تأمين 350 طن من الإمدادات الطبية واللوجستية المُصمّمة أو المُختارة خصيصا لتكون مفيدة للغاية في مثل هذا السياق.
الأهم من ذلك، أظهر المتطوعون المحليون، وموظفو وزارة الصحة السودانية، ومنظمة "أطباء بلا حدود"، تفانيا والتزاما لا يُصدق؛ ولولا عملهم، لما كانت الاستجابة الإنسانية ممكنة.
نأمل أن نتمكن من الاستمرار في توسيع نطاق أنشطتنا وتوفير الرعاية الطبية لعدد أكبر من الأشخاص بمجرد حصولنا على المزيد من التأشيرات لاستقطاب موظفين ذوي خبرة إلى البلاد.
اظهار أخبار متعلقة
إلى أي مدى ترون أن الدعم الإقليمي والدولي للسودان في محنته كان كافيا؟ أم إنه أقل من المستوى المأمول بالنسبة لكم؟
الاحتياجات الصحية التي يواجهها الناس في السودان هائلة ويجب على جميع المنظمات الدولية -بما في ذلك منظمة "أطباء بلا حدود"- أن تقدم المزيد، ولكنها لا تستطيع ذلك.
كان السودان مكانا يصعب العمل فيه قبل النزاع الحالي، ولكن الآن هناك المزيد من العوائق البيروقراطية والإدارية المعيقة التي تجعل من الصعب على المنظمات الاستجابة.
في الوقت نفسه، كان هناك قدر هائل من عمليات النهب للمرافق والمباني الطبية، ما أعاق الاستجابة أكثر عندما يكون الناس في أمس الحاجة إليها، وهذه العمليات كانت مرعبة، وتسبّبت في صدمة وهلع بالنسبة لنا.
وتعمل "أطباء بلا حدود" حاليا في 11 ولاية بالسودان، إلا أننا لم نتمكن من توسيع نطاق استجابتنا الطبية والإنسانية بقدر ما نرغب في تقديم المساعدة الطبية التي نحن في أمس الحاجة إليها، على الرغم من أننا قمنا بزيادة أنشطتنا.
وعلى الرغم من أن منظمة "أطباء بلا حدود" قد أصدرت بعض التأشيرات، إلا أن العملية غير متسقة وغير موثوقة، لذا لم نتمكن من تأمين واستقطاب عدد كاف من الموظفين الأساسيين.
في بعض الأحيان، تم منع نقل الإمدادات وتنقل الموظفين بين الولايات للوصول إلى الأشخاص في الأماكن ذات الاحتياجات الطبية الكبيرة.
هل يمكننا القول إن هناك انهيارا شاملا في النظام الصحي بالسودان؟
كان النظام الصحي السوداني ضعيفا قبل النزاع، وخصوصا مع ارتفاع معدلات وفيات الرضع والأمهات.
وأصبح الوضع أسوأ الآن، حيث النظام الصحي تحت وطأة الاحتياجات الهائلة؛ فالعديد من المرافق مُغلقة، كما تعرضت المرافق الصحية للنهب بشكل منتظم.
وقد أدى القتال إلى خلق احتياجات متزايدة لرعاية الإصابات؛ فبالقرب من الخطوط الأمامية، يمكن القول بأن المرافق الصحية العاملة القليلة المتبقية تكون مكتظة عندما يكون القتال في أشده، حيث يمكن أن يؤدي انعدام الأمن وما يترتب عليه من تحديات إلى نقص في الموظفين والإمدادات، وفي بعض الأحيان يجعل من الصعب للغاية على العاملين في مجال الرعاية الصحية الوصول إلى المرافق.
ويعاني النظام الصحي حاليا في الحقيقة من ثقل الاحتياجات الهائلة والمتزايدة بكل أسف.
علاوة على ذلك، يؤثر القتال على الرعاية الصحية للحالات غير المتعلقة بالنزاع، حيث توفي 100 مريض يحتاجون لغسيل الكلى في دارفور بسبب عدم وجود وقود لتسيير علاجهم، كما أن هناك نقص في الأدوية واللقاحات، ولا توجد حاليا قدرة معملية لتقييم تفشي الأمراض.
وماذا عن أوضاع النازحين السودانيين؟
أدى العنف إلى نزوح ملايين الأشخاص الذين فروا إلى مخيمات مكتظة حيث الوضع الصحي الإنساني كان كارثيا، وثمة احتياجات ضخمة غير مُلباة للرعاية الصحية والمياه النظيفة والصرف الصحي والمأوى والغذاء.
وهناك الملايين من النازحين في السودان وفي الدول المجاورة؛ إذ يعني العنف المستمر نزوح المزيد والمزيد من الناس كل يوم، وكان السودان قد استضاف أعدادا كبيرة من النازحين قبل النزاع الحالي، وكانت الخدمات مُستنزفة بشكل متكرر في ذلك الوقت وأصبح الوضع الآن أسوأ بكثير.
العديد من المخيمات مكتظة والوضع الصحي الإنساني مزري، وفي الوقت نفسه ليس لدى النازحين إلا خيارات قليلة لإعالة أنفسهم أو أسرهم، مُعتمدين على المساعدة للحصول على الغذاء الكافي، وتم إمداد البعض بالطعام من اللاجئين والأقارب الذين يعيشون في المخيمات قبل تصاعد الصراع.
وتزيد وظروف الاكتظاظ في المخيمات بطبيعة الحال من خطر تفشي الأمراض؛ ففي ولاية النيل الأبيض، تعمل منظمتنا على علاج أعداد كبيرة من المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بمضاعفات الحصبة، علما بأن معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة.
ومع وصول المزيد من الناس، هناك حاجة ملحة لزيادة المساعدات وتوسيع نطاق التطعيمات والدعم الغذائي والمآوي والغذاء والحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي بشكل عاجل.
خلال الفترة الماضية كانت هناك تحذيرات من انتشار أوبئة فتاكة في السودان.. هل رصدتم ظهور أوبئة فتاكة بالفعل؟ وما خطورة تفشي تلك الأوبئة؟
لا شك في أن الاكتظاظ يزيد من خطر تفشي الأمراض كما أشرت آنفا. علاوة على ذلك، شهدت برامج التحصين الروتينية انقطاعا طويلا بسبب جائحة كوفيد-19، ما أدى إلى انخفاض معدلات التغطية باللقاحات التي تقي السكان من أمراض عديدة يمكن تجنبها.
أشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية في 23 آب/ أغسطس الماضي إلى بلوغ إجمالي الإصابات المشتبهة بالحصبة 3046 إصابة في البلد مع تسجيل 84 حالة وفاة رسميا.
ويُرجّح أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير، ففي ولاية النيل الأبيض، عالجت "أطباء بلا حدود" 2524 إصابة مشتبهة بالحصبة خلال شهر تموز/ يوليو فقط.
وفي ولاية النيل الأبيض، يُعتقد أن الزيادة الكبيرة في وفيات الأطفال خصوصا (في مخيمات العلقاية/ دابات بوسين) تُعزى إلى الإصابات المشتبهة بالحصبة.
وفي المخيمات حيث تدعم "أطباء بلا حدود" مرافق الرعاية الصحية الأساسية، تبقى الحصبة من الأمراض الثلاثة الأكثر انتشارا؛ إذ نعالج أعدادا هائلة من الإصابات المشتبهة بالحصبة، لا سيما بين الأطفال دون سن الخامسة.
وبين الأسبوع الأخير من شهر تموز/ يوليو والأسبوع الأول من آب/ أغسطس، سجّل فريق "أطباء بلا حدود" 890 إصابة مشتبهة بالحصبة في ثلاثة مرافق صحية تقع في المخيمات الثلاثة التي ندعمها.
وتقترن غالبا حالات كثيرة بالتعقيدات بسبب سوء التغذية ويتم إدخالها كحالات خطيرة إلى مواقع عزل المصابين بالحصبة.
وأطلقت "أطباء بلا حدود" ووزارة الصحة حملة تطعيم محدودة للأطفال دون سن الثانية، لكن الوضع ما زال ينذر بالخطر.
وبينما نتحدث الآن، تدير "أطباء بلا حدود"، ووزارة الصحة السودانية، حملة تطعيم ضد الحصبة للأطفال دون سن الخامسة في مخيمات اللاجئين في ولاية النيل الأبيض.
وتشهد "أطباء بلا حدود" كذلك إصابات مشتبهة بالحصبة بين السكان الأكثر استقرارا في ولاية النيل الأزرق المجاورة، كما ونعالج أعدادا كبيرة من مرضى الحصبة في الرنك في جنوب السودان بعد عبور الكثيرين للحدود إلى الرنك وملكال بحثا عن الأمان.
اظهار أخبار متعلقة
هل أنتم على تواصل مع طرفي النزاع من أجل تسهيل عملكم أم لا؟
تقدم "أطباء بلا حدود" مجموعة من خدمات الرعاية الصحية التي تشمل رعاية الإصابات البليغة لجرحى الحرب ورعاية الأمومة والأطفال وعلاج سوء التغذية.
وتدعم مرافق الرعاية الصحية عبر إرسال الموظفين وتوفير الأدوية والإمدادات الحيوية الأخرى. كما تدير أنشطة عديدة للنازحين، لا سيما في شرق السودان وجنوبه، عبر تقديم الرعاية الصحية والتطعيمات وخدمات المياه والصرف الصحي.
وفي سبيل تحقيق ذلك، تخاطب "أطباء بلا حدود" كعادتها جميع الأطراف والجهات الفاعلة في النزاع وتطلب توفير جميع التسهيلات الممكنة لتقديم المساعدة الإنسانية الأساسية من دون عوائق حيثما اشتدت الحاجة إليها.
ما هي أكثر المناطق التي تزداد فيها معدلات تدهور الأوضاع الصحية في السودان؟
يعالج فريق "أطباء بلا حدود" الجراحي عددا هائلا من الجرحى في مستشفيين في الخرطوم ومستشفى في الفاشر شمالي دارفور.
ونعالج كذلك الجرحى الناجين من الأعمال الإجرامية وانعدام الأمان المنتشرين على نطاق واسع والذين أُصيبوا بالأعيرة النارية أو خلال الانفجارات وعمليات الطعن.
وتستقبل المرافق التي تدعمها "أطباء بلا حدود" بالإمدادات والطواقم في أم درمان في شمال غرب الخرطوم عددا هائلا من جرحى الحرب كذلك.
من بين المرافق التي تجري فيها "أطباء بلا حدود" عمليات جراحية، لم يوفر مرفقان أي خدمات جراحية قبل بدء النزاع.
وفي مدينة الفاشر على وجه التحديد، حيث أُغلقت جميع المرافق التي تقدم مثل هذه الخدمات، بادرت "أطباء بلا حدود" إلى تكييف المستشفى حتى يُستطاع تلبية ولو جزء من احتياجات جرحى الحرب.
وعلى مقربة من خطوط المواجهة، تواجه المرافق الصحية القليلة التي ما زالت تعمل ضغوطا كبيرة عندما يبلغ القتال ذروته.
ويؤدي انعدام الأمان وتحديات الوصول إلى المستشفى الناجمة عنه إلى نقص الكوادر والإمدادات، ويحول في بعض الأحيان دون تمكّن العاملين في مجال الرعاية الصحية من الوصول إلى المرافق.
زد على ذلك، أن لا نهاية مرتقبة لأعمال العنف، ما سيؤدي إلى خسائر بشرية وإصابات إضافية.
لقد بدأ موسم الأمطار في السودان، حيث يساورنا القلق من ارتفاع معدلات الأمراض المنقولة بالمياه كالكوليرا وانتشار الملاريا التي تشكل مرضا مستوطنا في البلد، لاسيما أن تفشي الأمراض يتسم بخطورة استثنائية للنازحين الذين يعيشون في مخيمات مكتظة ويواجهون رداءة المياه وخدمات الصرف الصحي ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية.
في الواقع، يساورنا القلق كذلك على المصابين بأمراض مزمنة وقدرتهم على إكمال علاجهم؛ إذ أفادت وزارة الصحة السودانية أن 100 مريض غسيل الكلى قد توفوا في دارفور بسبب عدم توفر الوقود لتشغيل المعدات اللازمة لعلاجهم.