حول العالم

نسخة نادرة من المصحف في جنوب أفريقيا.. كيف وصلت إلى كيب تاون؟

يمثل المسلمون نحو 5% من سكان كيب تاون- cc0
يمثل المسلمون نحو 5% من سكان كيب تاون- cc0
يحتفظ المسلمون في مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، بنسخة نادرة من المصحف مكتوبة بخط اليد منذ 200 عام، تعود إلى فترة الاحتلال الهولندي لإندونيسيا، والتي قام علماء ومسلمو المدينة بمهمة ترتيب صفحاتها، حيث إنها لم تكن مرقمة، وحافظوا عليها بعناية بسبب قيمتها التاريخية والثقافية.

وتتميز هذه النسخة بأهميتها التاريخية، إذ إنها لم تكن معروفة أو متداولة بشكل واسع، حيث تم العثور عليها في غرفة علوية بمسجد "الأول" أثناء أعمال تجديد في منتصف الثمانينيات، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".

وتمتاز نسخة المصحف بخط عربي واضح بالحبر الأسود والأحمر، وهي في حالة جيدة جدًا، وتعرض الآن في المسجد، الذي أسسه الإمام عبد الله بن القاضي عبد السلام، المعروف باسم "توان غورو"، في عام 1794.

وتعكس قصة توان غورو حياة المسلمين في جنوب أفريقيا، وقد كان مسلمًا من أصل إندونيسي ومساهمًا في انتشار الإسلام والحفاظ عليه، وتجسد تجربته جهود المسلمين في البقاء والاندماج في جنوب أفريقيا، حيث إنهم يشكلون نسبة صغيرة من السكان.

في الوقت الحاضر، يمثل المسلمون نحو 5% من سكان كيب تاون، وأكثر من مليوني نسمة في جنوب أفريقيا، بينما تظل البلاد متعددة اللغات والثقافات والمعتقدات، مع وجود مجموعات متنوعة من الديانات والعقائد.

وعلى مر السنوات، ساهمت هجرات متعددة من المسلمين من مختلف البلدان في تشكيل مجتمع إسلامي متنوع وغني في جنوب أفريقيا، وهو ما يعكس تنوع وتعدد البلاد نفسها.

ويتوزع معظم المسلمين في جنوب أفريقيا ضمن المذهب السني، وتتواجد أقلية من المسلمين الشيعة، وتتركز بشكل خاص في منطقة كيب تاون، إضافة إلى تواجد لمجموعات إسلامية أخرى مثل الأحمدية.

تاريخيًا، أُنشئ أول مسجد في جنوب أفريقيا في عام 1665 في حي الماليزيين في كيب تاون، وتمتلك البلاد اليوم أكثر من 500 مسجد، موزعة عبر ولاياتها الثلاث: الكيب، وترانسفال، وناتال.

ويعد الشيخ أحمد ديدات، واحدا من أبرز العلماء المسلمين في جنوب أفريقيا، وهو من قام بتأسيس مركز عالمي للدعوة الإسلامية في مدينة ديربان.
التعليقات (0)