صحافة دولية

لماذا تعيد روسيا إنشاء الفرقة الأسطورية لقوات الإنزال الجوي؟

"ستتألف الفرقة الأسطورية من ثلاثة أفواج مظلية محمولة جوا" - جيتي
"ستتألف الفرقة الأسطورية من ثلاثة أفواج مظلية محمولة جوا" - جيتي
نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا كشفت فيه اعتزام روسيا إعادة إنشاء "الفرقة الأسطورية 104" كجزء من القوات المحمولة جوا بحلول كانون الأول/ ديسمبر من هذه السنة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي أعده الكاتب يفغيني بوزدنياكوف، وترجمته "عربي21"، إن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، الجنرال فلاديمير شامانوف كشف أن الفرقة الجديدة ستتألف من ثلاثة أفواج مظلية محمولة جوا.

وأضافت الصحيفة أن الأفواج ستزود بمدافع وصواريخ مضادة للطائرات. مع العلم أن تاريخ تأسيس الفرقة يعود إلى كانون الأول/ ديسمبر من سنة 1944 وأعيد تشكيلها في سنة 1946. وفي سنة 1998؛ تم إصلاح الفرقة وتحويلها إلى لواء وأطلق عليها اسم الوسام الحادي والثلاثين للحرس المنفصل من لواء كوتوزوف.

اظهار أخبار متعلقة



وقد شارك أفراد الفرقة في الهجوم على الشيشان ونفذوا مهمة حفظ سلام في جمهورية أبخازيا، وكانوا كذلك جزءا من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في يوغوسلافيا. أيضا، وفقا لبعض البيانات غير الرسمية، وشارك أفراد الوحدة في معركة هوستوميل الشهيرة بالقرب من كييف.

وبحسب الخبراء، فإن إعادة إنشاء الفرقة في الواقع الحالي خطوة مهمة. علاوة على ذلك، نظرا لمجموعة واسعة من المهام المحتملة، يمكن استخدام هذه الفرقة كجزء من عملية خاصة في أوكرانيا وفي نقاط أخرى، اعتمادا على المصالح العسكرية لروسيا. في الوقت نفسه، من أجل العمل بكفاءة أكبر، يجب أن تكون الفرقة مجهزة بمعدات أثقل مقارنة بالمظلات التي عادة ما تكون لدى المظليين.

وتنقل الصحيفة عن القائد السابق لقوات المظليين الروس الجنرال غيورغي شباك قوله: "أعرف جيدا اللواء الذي كان متمركزا في أوليانوفسك. سعينا إلى عدم تحويل الفرقة إلى لواء ولكن للأسف لم يستمعوا إلينا".

ويوضح شباك: "يعد قرار إعادة إنشاء الفرقة 104 كجزء من القوات المحمولة جواً خطوة تهدف إلى تحسين القدرة الدفاعية للقوات المسلحة، بما في ذلك القوات المحمولة جوا"، مضيفا: "من المهم إدراك أن اللواء والفرقة هما صنفان مختلفان تماما. وعليه، فإن إعادة إنشاء الفرقة يجب أن يؤدي إلى زيادة القدرة القتالية للتشكيل. فلقد أدركنا في النهاية أن القوات المحمولة جوًّا هي فرع فريد من نوعه للقوات المسلحة يجب أن تبقى في أعلى درجات الاستعداد القتالي".

وتابع قائلا: "تُظهر الأحداث الأخيرة في كازاخستان وأوكرانيا أنه دون القوات المحمولة جوا من الصعب للغاية الحفاظ على القدرة الدفاعية لروسيا. من الصعب التكهن بكيفية تطور الأحداث، لكن يمكن القول بثقة إنه يمكن استخدام الفرقة 104 في الهجوم".

ولفت إلى أنه "بالعودة إلى الماضي، يمكن أن نرى أن عملية السيطرة على هوستوميل دخلت تاريخ الفن العسكري. في فترة أخرى من الزمن، تحت حكم غورباتشوف وبفضل القوات المحمولة جوا استطاعت روسيا تجنب الهزائم. أنا أعلق آمالا على ظهور وحدات الهجوم الجوي في الجبهة مستقبلا عند تحول العمليات الدفاعية في إطار العملية العسكرية الروسية إلى عمليات هجومية؛ حيث سيكونون قادرين على الهبوط والاستيلاء على مواقع القيادة، وتدمير احتياطيات العدو. وعليه، فإن الرأي القائل بأن زمن القوات المحمولة جوا قد ولى يفتقد إلى الحكمة".

وبحسب الصحيفة، صُمِّمَتْ القوات المحمولة جوا ليس فقط للتحرك بعد قفزة الهبوط مباشرة، ففي هذا الصدد يقول شباك: "في الوقت نفسه، تواجه القوات المحمولة جوًّا بعض الصعوبات بسبب حقيقة خفة ترسانة هذا النوع من القوات مقارنة بترسانة غيرها من القوات البرية؛ حيث تمتلك القوات البرية دروعا قوية للغاية من أجل توجيه الضربات ومهاجمة العدو".

ويضيف شباك: "يكمن جوهر مهام القوات المحمولة جواً في المساعدة في تنفيذ هذه المهام وغيرها من خلال الاستيلاء على المرافق الخلفية وتدمير المستودعات بالذخيرة والمعدات ومراكز القيادة".

بدوره يقول الخبير سيرغي دينيسينتسيف من مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا: "في الوقت الحالي، لا يزال الهيكل التنظيمي وهيكل الموظفين المكون للوحدة الجديدة مجهولا. لذلك، من السابق لأوانه الحديث عن الأهداف والمهام المحددة للفرقة 104. ولكن تجدر الإشارة إلى تغيير طرق إنزال القوات والتخلي عن الطرق التقليدية".

اظهار أخبار متعلقة



من جانبه؛ يقول المحلل العسكري ميخائيل أونوفرينكو: "بشكل عام ينبغي إعادة إنشاء الوحدات المحمولة جوًّا حصريًا بغاية تنفيذ المهام التي صممت من أجلها في البداية، وهي الهبوط خلف خطوط العدو. في حال أخذنا أوكرانيا كمثال كان سيكون الهبوط مناسبًا في بداية العملية العسكرية الروسية. عندها كان يمكن مفاجأة العدو تمامًا مثل ما حدث أثناء تنفيذ العملية في هوستوميل. لكن في الوقت الراهن ومع إشباع أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي، يعد تنفيذ مثل هذه المهام صعبًا للغاية".

وقال أونوفرينكو: "في حال استخدام القوات المحمولة جوّا في مهام أخرى يتعين تزويد المظليين بأسلحة أثقل، ليس فقط بأسلحة محمولة جواً، لا سيما أن المعدات خفيفة الوزن غير مصممة للقتال الموضعي، مما يؤثر بشكل خطير على فعالية المعركة".

في الوقت نفسه، يتفق الخبراء على أن قرار إعادة إنشاء الفرقة تمليه مهام مختلفة تمامًا يتعدى نطاقها الجغرافي منطقة العملية العسكرية الروسية، نظرا لمواجهة روسيا الكثير من التحديات في أوروبا الشرقية والقوقاز وآسيا الوسطى والشرق الأقصى.

وتنسب الصحيفة لـ"يوري كنوتوف"، العقيد المتقاعد والخبير العسكري والمؤرخ ومدير متحف قوات الدفاع الجوي: "أعتقد أن الفرقة الجديدة المحمولة جوا غير مصممة للقيام بمهام في منطقة العملية العسكرية الخاصة، ولكن لتعزيز حدودنا الشمالية الغربية. بعد انضمام فنلندا إلى الناتو واقتراب التحاق السويد أيضًا بالحلف سوف ينشأ تهديد جدي جديد أمام روسيا، الأمر الذي سيتطلب ردا قويا محتملا".

اظهار أخبار متعلقة



وذكر كنوتوف: "فيما يتعلق بأوكرانيا من الصعب تنظيم عملية إنزال هناك في الظروف الحالية. لكن أظهرت تجربة هوستوميل إمكانية تنفيذ المهمة على أعلى مستوى. في هذا الصدد، يمكن القول إن تجربة استخدام طائرات الهليكوبتر للهبوط لا تزال ذات أهمية".

وفي ختام التقرير؛ تنقل الصحيفة عن كنوتوف قوله: "من المهم إدراك أن وظائف القوات المحمولة جوا اليوم مماثلة لمهام القوات البرية. لكن في الوقت نفسه، يحتفظ المظليون بمعداتهم المحمولة خفيفة الوزن، وهي الميزة التي تسمح بنقل الوحدات على جناح السرعة إلى أقسام مختلفة من الجبهة لتنظيم اختراق أو إجراء عمليات تخريبية".

التعليقات (0)