صحافة دولية

لوفيغارو: بوتين وأفريقيا.. هل ستنجح القارة السمراء بكسر عزلة موسكو؟

صحيفة لوفيغارو قالت إن الفريق الدبلوماسي للنسخة الثانية من القمة سيكون أقل مما كان عليه في 2019- الأناضول
صحيفة لوفيغارو قالت إن الفريق الدبلوماسي للنسخة الثانية من القمة سيكون أقل مما كان عليه في 2019- الأناضول
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن أهداف بوتين من استضافة قمة روسية أفريقية الخميس 27 تموز/يوليو في مدينة سان بطرسبرغ الروسية.

وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، "بعد مضي ثلاث سنوات عن القمة الروسية الأفريقية الأولى في مدينة سوتشي خريف 2019، التي كانت ناجحة إلى حد ما بالنسبة لروسيا، حين أعلن بوتين وأمام كل الزعماء الأفارقة تقريبًا عن مضاعفة التجارة خلال الخمس سنوات القادمة مع إفريقيا، حدثت أزمتان متتاليتان هما جائحة كوفيد ثم صراع مفتوح في أوكرانيا كان لهما تداعيات كبيرة على تلك الأهداف.

وذكرت أن الفريق الدبلوماسي للنسخة الثانية من القمة سيكون أقل مما كان عليه في 2019. 

اظهار أخبار متعلقة



وبحسب المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوتشاكوف، فإن 17 دولة أفريقية ستكون ممثلة في القمة على أعلى مستوى وهي: السنغال والكونغو وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وزيمبابوي ومصر وجنوب إفريقيا وبوروندي وأوغندا وإريتريا وموزمبيق والكاميرون وبوركينا فاسو وغينيا بيساو، مقابل 43 دولة في القمة الماضية.

وسيكون الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، رئيس جزر القمر غزالي عثماني، حاضرا في القمة المنعقدة في ضواحي سانت بطرسبرغ، في حين سيغيب زعيما جمهورية الكونغو الديمقراطية وموريتانيا، وتخطط كوت ديفوار لأن يمثلها بالقمة سفيرها في برلين.

ديناميكية بطيئة
نقلت الصحيفة عن أرنو دوبيان، مدير المرصد الفرنسي الروسي في موسكو، أنه "من الصعب دائمًا الحكم على الاختبار الثاني، فبعد القمة الأولى تباطأت الديناميكية، لكن الرسالة التي تبعثها روسيا هي أنه رغم الظروف، فإن الاهتمام بالقارة الأفريقية لم يتغير، وروسيا صديقة لها وستبقى كذلك". 

اظهار أخبار متعلقة



ووفق فأن هذه القمة هي موعد لا يخلو من سياق مواجهة روسيا ضد الغرب، ويتطابق مع انتقاد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، جهود الغربيين لإحباط القمة، قبل أن يوضّح قائلًا: "في 23 تموز/ يوليو الحالي، نشر الرئيس بوتين على موقعه الرسمي مقالًا موجهًا إلى القارة الأفريقية بعنوان "روسيا وأفريقيا: توحيد جهودنا من أجل السلام والتقدم ومستقبل مزدهر"، وقال الكرملين إن وسائل إعلام أكثر من 25 دولة تناقلت المقال.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا المنتدى يعكس الجذور "الراسخة والعميقة" للعلاقات الروسية الأفريقية القائمة على "الثقة والتعاون"، إذ تصر روسيا من خلاله على شراكة موثوقة تتطلع للمستقبل وذات أهمية خاصة لموسكو التي تأمل أن تحرر إفريقيا نفسها من التراث الثقيل للاستعمار القديم والجديد، مع التذكير بالدعم السوفيتي للشعوب الأفريقية التي واجهت الاستعمار.

وذكرت أن هذا الخطاب الذي يلعب على حبل الاستعمار راسخ في الكرملين منذ عدة سنوات، وليس مستبعدًا أن يكون خطاب فلاديمير بوتين خلال افتتاح القمة هجومًا شديدًا مرة أخرى ضد الغرب. 

اظهار أخبار متعلقة



وتابعت، "وعلى الرغم من الخطاب الودي للرئيس الروسي حول الصداقة الروسية الأفريقية، فقد أعلن في 17 تموز/ يوليو الجاري انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب مع أوكرانيا التي تعتبر مهمة جدا لأفريقيا، حتى أن العديد من المستشارين الأفارقة وكذلك الاتحاد الأفريقي لم يخفوا استياءهم من القرار خصوصا أنه جاء في فترة تواجه فيها هذه الدول أزمات غذائية خطيرة.

ونقلت الصحيفة عن مدير المرصد الفرنسي الروسي أرنو دوبيان قوله إنه "من وجهة نظر الروس، لم تعد هذه الاتفاقية مشكلة بالفعل، حيث بدأ الأوروبيون بإنشاء طرق بريّة من أجل تصدير الحبوب والأسمدة الأوكرانية. كما أراد بوتين أن يطمئن في مقالته حول هذا الموضوع.

وأضاف، أن تطمينات بوتين تحتاج إلى بادرة، ومن المحتمل جدًا أن نشهد خلال المنتدى العديد من الإعلانات الرئيسية المتعلقة بالمساعدات الغذائية لأفريقيا.

‌وأكدت الصحيفة، أن القمة الروسية الأفريقية الثانية ستكون مهمة من حيث الرمزية والصورة بالنسبة لروسيا التي أصبحت أكثر عزلة على الساحة الدولية. 

وحول ذلك، قال دوبيان إنه "فيما يتعلق بالتجارة، من الصعب جدًا غزو السوق الأفريقية، وروسيا تقوم بذلك في وقت متأخر، فقد سبقتها الصين أو الاتحاد الأوروبي أو تركيا.

وأشار إلى أن، روسيا لم تصبح لاعبًا رئيسيًا في القارة، لكنها في نفس الوقت ليست قليلة الأهمية، وحجم التجارة الروسية الأفريقية باستثناء الجزائر ومصر يبلغ 1 إلى 2 مليار دولار سنويًا.
التعليقات (1)
ناقد لا حاقد
الخميس، 27-07-2023 10:16 م
الافارقة بين مطرقة الغرب الاستعمارية و سندان الصين بقروضها و روسيا في الحقيقة هي سبب جياع الكثير من الدول الأفريقية بسبب إيقاف العمل باتفاقية الحبوب الاوكرانية ، ، كذا مؤتمرات لن تحقق شيئا لافريقيا بل سوف تورطها في امور لا تحمد عقباها خاصة أنه روسيا سبب توتر في دول كثيرة مثل افريقيا الوسطى و حتى السودان و ليبيا بطبيعة الحال