الجزائر تعلن إخماد الحرائق.. هل تم استخدام طائرات الإطفاء؟

تواجه الجزائر منذ أيام موجة حر عالية، أدّت إلى نشوب حرائق هائلة، أودت بحياة 34 شخصا بينهم 10 عسكريين وأصيب فيها العشرات من الأشخاص، إلى جانب جُملة من الخسائر المادية، فيما التهمت مساحات واسعة من الغابات، قبل إعلان الحماية الوطنية الجزائرية (جهاز الدفاع المدني)، الأربعاء، أن جميع الحرائق المندلعة تم إخمادها في عدة ولايات.

وأكدت الحماية الوطنية الجزائرية، في صفحتها على منصة "فيسبوك" أن عمليات الحراسة متواصلة، تفاديا لاشتعال الحرائق مجددا، فيما كانت وزارة الداخلية، أعلنت في وقت سابق من الثلاثاء، عن إخماد 80% من الحرائق التي مست الغابات والأدغال والمحاصيل الزراعية في عدد من مناطق البلاد، وأن الجهود متواصلة للسيطرة على 13 بؤرة حريق على مستوى سبع ولايات.

#هام
السيد #ابراهيم_مراد، وزير الداخلية يجري زيارة معاينة ميدانية إلى المناطق المتضررة من #الحرائق مرفوقا بالمدير العام للحماية المدنية، للوقوف على عمليات إخمادها، وكذا معاينة حجم الخسائر المسجلة.
📍 أول محطة، كانت ببلدية #زبربر بولاية #البويرة pic.twitter.com/6rVVS2kcKB

— وزارة الداخلية -الجزائر (@interieur_dz) July 25, 2023

وأضاف بيان الداخلية أن "هذه النتائج الإيجابية تحققت بفضل فعالية التدخلات الجوية من خلال طائرات الإطفاء المقحمة، التي حققت نتائج ملموسة، وبلغت نجاعتها القصوى بعد التحسن النوعي للظروف المناخية وانخفاض سرعة الرياح ودرجة الحرارة"، مشيرا إلى أن السلطات المحلية بالمناطق التي تم على مستواها التحكم في الحرائق باشرت في عمليات معاينة الأضرار، وإحصاء المتضررين، قصد المضي في إجراءات تعويضها، وذلك بأوامر من الرئيس عبد المجيد تبون.

من جهته، كشف النائب العام لدى محكمة بجاية، لزهر حمامدة، عن اعتقال 4 أشخاص منهم قاصران للاشتباه في تسببهم في اندلاع حرائق الغابات التي شهدتها الولاية.

أين طائرات الإطفاء؟ 
ويتكرر سيناريو اندلاع الحرائق في كل صيف بالجزائر، وتتضاعف المخاوف من عدم السيطرة عليها، خاصة في ظل نقص المياه؛ ما جعل الرئيس عبد المجيد تبون في صيف 2022 يأمر بـ"تسريع عملية اقتناء طائرات إطفاء الحرائق، لمواجهة النيران خاصة في المناطق الجبلية"، وقال: "نريد الطائرات التي تستخدم مياه البحر وليس المياه العادية".

حرائق الغابات تقتحم المناطق المأهولة وتحاصر السكان في ولاية #بجاية الجزائرية#الجزائر pic.twitter.com/2TXmNwEwGt

— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 24, 2023

 غير أنه بُمجرد ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية والمادية، إثر الحرائق التي اندلعت الأيام الماضية في عدد من الولايات الجزائرية؛ فقد ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمجموعة من المنشورات المستفسرة عن جدوى هذه الطائرات، خاصة مع تداول عدة شرائط فيديو لمواطنين يواجهون النيران الملتهبة بأغصان الأشجار كما كان الحال في قرية آيت صالح في بجاية.

وعبرّت جبهة القوى الاشتراكية وهي أقدم أحزاب المعارضة، عن أسفها لعدم اتخاذ التدابير المناسبة لتجنب تكرار السيناريوهات الكارثية، وذلك رغم الحرائق المميتة التي شهدتها الجزائر لسنة 2021، مضيفة في بيان، أنه "لا يمكن لموجة الحر الاستثنائية التي تجتاح البلاد أن تكون ذريعة غياب استراتيجية وطنية فعالة تتعلق بالوقاية من الكوارث الطبيعية وتسييرها، إذ لا تزال مواجهتها تتم بنفس الطرق وبنفس الوسائل".

اظهار أخبار متعلقة

وأضاف الحزب أن "السلطات مطالبة بتسخير كل الإمكانيات البشرية والمادية من أجل مواجهة هذه الكارثة وإعلان المناطق المعنية مناطق منكوبة مع تقديم المساعدات والمرافقة اللازمة لمواطنينا".

دمار واسع.. أهالي ولاية #بجاية في #الجزائر يحصون خسائرهم بعد حرائق الغابات#الحدث pic.twitter.com/amCDSbwWgW

— ا لـحـدث (@AlHadath) July 27, 2023

من جهته، وجّه حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، عدة انتقادات للسلطات، من بينها أن "المواطنين تركوا لتدبر أمورهم بأنفسهم في مواجهة النقص الصارخ في الموارد للتعامل مع الحرائق المدمرة التي اندلعت في عدة أماكن في البلاد"، مستفسرا عن مصير وعود السلطات قبل سنتين، خلال حديثها عن تخصيص موارد كبيرة لتوفير طائرات إطفاء.

وأكدت حركة مجتمع السلم، المحسوبة على المعارضة داخل البرلمان، أن الجهات المعنية مطالبة بتوفير كل الوسائل المادية والإمكانات الخاصة للإطفاء للحد من اتساع رقعة الحرائق وآثارها، مطالبة بفتح تحقيق معمق لتحديد الأسباب والمسؤوليات في اندلاع الحرائق الواسعة التي تسببت في سقوط ضحايا وخسائر في الأرواح والممتلكات. 

الحكومة تتصدى للانتقاداتأمام موجة الانتقادات العارمة الموجهة للحكومة الجزائرية بعدم توفيرها المعدات الكافية للتصدي للحرائق، خرج وزير الداخلية، نافيا في تصريحاته وجود أي تقصير، بالقول في تصريح نقله التلفزيون الرسمي من غرفة العمليات الوطنية التابعة للحماية المدنية: "إننا نعيش موجة حرائق غير مسبوقة، والدولة سخرت إمكانيات هائلة للتقليل من الخسائر".

مشهد من وسط نيران و حرائق الغابات في الجزائر😨! pic.twitter.com/UugdqOm2fq

— Gorgeous (@gorgeous4ew) July 26, 2023

ووفق وزارة الداخلية، فإنه تم إرسال نحو 8000 فرد  لمناطق الحرائق، مع تسخير 529 شاحنة من مختلف الأحجام، فيما دعمت هذه الوسائل بعشرة أرتال متنقلة قادمة من الولايات غير المعنية بالحرائق وفرقتين للدعم الجهوي.

اظهار أخبار متعلقة

وذكرت الداخلية أنه تم إقحام الطائرات المستأجرة والطائرة ذات السعة الكبيرة "بي 200" الروسية الصنع التابعة للقوات الجوية للجيش، حيث تواصل العمل على مستوى المناطق المتضررة، رغم الظروف المناخية الصعبة بفعل الرياح القوية والارتفاع القياسي لدرجات الحرارة.