قضايا وآراء

لماذا نهجر ثوابتنا وننجرف إلى تقليد غيرنا؟!

جمال نصار
لماذا تحول السودان من كونه سلة غذاء للعالم إلى وطن للحرب والموت؟- (الأناضول)
لماذا تحول السودان من كونه سلة غذاء للعالم إلى وطن للحرب والموت؟- (الأناضول)
برزت في العقود الماضية، وزادت بشكل كبير وفجّ في السنوات الأخيرة، ظاهرة تقليد الغرب في كل شيء، حتى في المأكل، والمشرب، والملبس، والمظهر، وهذا دفع الكثير منّا لترك الثوابت التي تربينا عليها، والأخلاق التي يجب أن نتمثلها كمسلمين، ومن ثمّ حلّت كل التقاليد الغربية محل العادات والتقاليد الإسلامية، وأصبحنا نتهاون في تطبيق أخلاق الإسلام في معظم حياتنا، إن لم يكن كلها.

وحقيقة الأمر أن العالم الإسلامي يعاني في هذا الزمن من ظاهرة الانبهار بما لدى الغرب، في كل شيء، ما كان منه مفيدًا، وما ليس فيه أي فائدة، بل ربما يؤثر بالسلب على حقيقة وجوهر الإسلام، كما أننا نعاني من ظاهرة التخلف المفروض علينا.

فلو تأملنا، على سبيل المثال، في ما يحدث في السودان من تناطح بين العسكريين، والسعي لتدمير البلد كليةً، نعلم أنه لا يُراد لهذه الأمة أن تنهض. فالسودان مشهورة بخصوبتها حتى قيل إن السودان من الممكن أن يكون سلة للعالم، بمعنى أنه لو تمّ استغلال موارده بشكل سليم، لما عانت المنطقة العربية من نضوب المواد الغذائية أو قلّتها، بل لتمّ التصدير للعالم كله.

كما أن العالم الإسلامي يعاني، أيضًا، من تكالب أعداء الإسلام عليه، كما يعاني من جهل أبنائه وكيد أعدائه وحلول الكوارث والانهزامات على أيدي المتآمرين عليه، سواء من داخله أو من خارجه، وكما أخبر النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم (يُوشكُ أن تَداعى عليكمُ الأممُ كما تَداعى الأكلَةُ إلى قصعتِها)، وصارت كثرة المسلمين لا تُفرح كثيرًا بعد أن أصبحوا غُثاءً كغثاء السيل حين صاروا يتكففون الشرق والغرب يستمدون منهم قوانين معيشتهم ويطبقون أفكارهم ويُحكمون دساتيرهم الوضعية فصار حالهم كحال العيس التي أخبر عنها الشاعر بقوله:

كالعيس في البَيْداء يقتلُها الظما     ***   والماء فوق ظهورها محمولُ


أو كالغراب الذي أراد أن يقلِّد مشية الحمامة فلم يفلح في تقليدها ولا في البقاء على مشيته، فكثير من المسلمين لا هم بَقوْا على دينهم يعتزون به ويفتخرون بالانتماء إليه، ولا هم وصلوا إلى ما وصل إليه غير المسلمين من التقدم المادي، فكانت النتيجة أنهم خسروا دينهم ودنياهم فعادوا باللائمة على الإسلام، وهي حجة الكاذب المنقطع، ومن العجيب أنهم يحكمون على الإسلام وهم لا يُحكِّمُونَه، ويتهجمون عليه وهم لا يعرفونه، ومعظمهم لم يجربوه في حياتهم اليومية، ولعل ما يحدث في عالمنا العربي والإسلامي خير شاهد على ذلك.

التقليد الأعمى وتتبع خطى الغالب

التقليد الأعمى، هو: أن يقلد الإنسان إنسانًا آخر في معتقده، أو عبادته، أو سلوكه وأعماله وأقواله، دون علم، أو حق، أو بصيرة، أو دليل.

ولذلك نهى القرآن عن هذا التقليد، وذمّ أصحابه، وبيّن خطورته على الأفراد والمجتمعات في الحياة الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ) (البقرة: 170).

ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما حدث مع نبي الله إبراهيم، عليه السلام، لما دعا قومه إلى توحيد الله، وعبادته، وسألهم عن هذه الأصنام التي يعبدونها من دون الله (مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ)، كان ردهم: أنهم هكذا وجدوا آبائهم يفعلون، (وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ)، وكان تعقيبه عليه السلام بقوله: (لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الأنبياء: 53 ـ 54).

من ينظر إلى واقع وحياة المسلمين اليوم يجد أن من أسباب المشاكل والصراعات الحادثة في عالمنا أننا تبعنا الغرب في كل شيء وهجرنا أخلاقنا وسلوكياتنا، وأصبح الكثير من أعمالنا وسلوكياتنا، ما هو إلا تقليد لغيرنا.
ولقد تحدّث ابن خلدون المتوفى عام (808ه) منذ أكثر من ستة قرون عن معضلة تبعية المغلوب للغالب، حيث عنون الفصل الثالث والعشرون من مقدمته بقوله: "في أن المغلوب مولع أبدًا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده". وهذا يمكن أن نطلق عليه حالة الانهزام الحضاري التي وصل إليها العالم العربي والإسلامي في وقتنا الحالي.

وإذا نظرنا إلى واقع العالم العربي، نجد أن اللغة السائدة والمهيمنة هي اللغات الغربية، سواء كانت إنجليزية أو فرنسية، أو غير ذلك، حتى أنه يقاس عِلم الشخص وتميّزه بمدى جودته للغات الأجنبية، فأصبحنا كرهائن عند الغرب حتى على مستوى اللغة، على الرغم من أن اللغة العربية كانت لغة العالم عندما كنا سادة العالم في النهضة، والعلم، والمعرفة.

وهذا لا يعني، بطبيعة الحال، ألّا نتعلم لغة الآخرين، ولكن حديثي وتعليقي على حالة الانهزام والتبعية الكلية لكل ما جاء به الغرب، مع إهمال ثوابتنا ولغتنا، وعدم إعطائها المكانة اللائقة بها، فوصلنا إلى مرحلة التطبيع الثقافي مع كل ما يتقبّله الغرب، وإن خالف الإسلام وفطرة الإنسان، وهذا يشير إلى تحكّم عقدة النقص عند الكثير منّا.

ومن ينظر إلى واقع وحياة المسلمين اليوم يجد أن من أسباب المشاكل والصراعات الحادثة في عالمنا أننا تبعنا الغرب في كل شيء وهجرنا أخلاقنا وسلوكياتنا، وأصبح الكثير من أعمالنا وسلوكياتنا، ما هو إلا تقليد لغيرنا.

ويمكن القول إن التقليد الأعمى أدى إلى كل هذه المآسي التي تعاني منها أمتنا على مستوى الأفراد والشعوب والدول، وضاع الحق وتحكّمت الأهواء، وأُهدرت القيم والمبادئ، وأصبحنا منهزمين أمام كل ما هو غربي.

وللأسف لم نأخذ أجمل ما عندهم، وأفضل ما لديهم، حتى في أمور الحياة، ووسائل الحضارة التي وصلوا إليها، وما يمكن أن ننتفع به، ولذلك لم نعد أمة منتجة كما كانت أمتنا عبر قرون من الزمان، يستفيد من عطائها وإنتاجها العالم، وأمم الأرض، من حولها، فأصبحنا أمة مستهلكة في جميع نواحي الحياة، بسبب التقليد، والتبعية لغيرنا.

ولم نستفد في حقيقة الأمر من وحدتهم وتعايشهم، واحترامهم لبعضهم البعض، والتزامهم بالقانون والمؤسسات، ونبذهم للحروب والعنف، والتي أدركوا خطرها على مجتمعاتهم، بعد تضحيات كبيرة، وحروب أدركوا خطرها وآثارها على شعوبهم وبلدانهم.

علينا إذن أن نعود إلى أنفسنا ونحدد سبب المشاكل الحقيقية التي تمر بها أمتنا، ونجتهد في حلها، وخصوصًا ما هو متعلق بالجانب الأخلاقي، قبل أن ينهار الشباب، ويقعوا فريسة الانحلال الذي يريده الغرب لنا من إلحاد وشذوذ جنسي، وغير ذلك مما نراه ماثلًا أمام أعيننا في العالم الغربي، وبدأ يتسرب إلى عالمنا العربي والإسلامي.

twitter.com/drgamalnassar
موقع إلكتروني: www.gamalnassar.com
التعليقات (6)
الكاتب المقدام
الجمعة، 16-06-2023 06:30 م
*** 4- الحضارة الغربية تشيخ وتتقلص وتنحسر: تلك العبارة ليست مجازية، بل هي أمر واقع تمليه حقائق المتغيرات السكانية والإنجابية، فقد بدأت الحضارة الغربية في الانتشار والسيطرة في الدول الأوروبية في العصور الوسطى، مبنية على طفرة بشرية بين شعوبها، فكمثال فعندما غزى نابليون مصر بجيشه الفرنسي عام 1798، كان تعداد الفرنسييين يقترب من ثلاثين مليوناً، في حين أن عدد المصريين لم يكن يتجاوز المليونين، وكانت أوروبا في هذا الوقت هي أعلى القارات في الكثافة السكانية مقارنة بأفريقيا وآسيا، فكان من الطبيعي أن يبحثوا عن التوسع باستعمار العالمين القديم والجديد والسيطرة عليه، في حين أن غالبية الدول المتقدمة المسماة بالعالم الأول اليوم، تعاني من نقص هائل في المواليد، فأعداد مواطني غالبيتها تتناقص عاماً بعد آخر، والأخطر ما ينتج عن ذلك من التغير السريع في التركيبة السكانية، فنسبة كبار السن تتزايد بالمقارنة بنسبة الشباب، بكل ما يعنيه هذا من مجتمعات تشيخ فعلياً، ولا يوجد من يعتقد من مفكري الغرب بأن هذه الظاهرة ستتغير في الأمد المنظور، ولذلك تسعى غالبية تلك الدول لتعويض النقص الخطير في القوى العاملة فيها، بفتح باب الهجرة إليها، رغم التخوف من الإغراق وتغيير نمط المعيشة في بلادهم من ثقافة المهاجرين الأجانب الوافدين إليها، والوضع مشابه في الصين، ومأسوي في اليابان وكوريا، بما يؤذن بهمود الطفرة الاقتصادية في تلك البلدان، والواقع هو عكس ما يتخوف منه الكاتب جمال نصار، فالجاليات العربية والإسلامية المهاجرة في تلك الدول تتزايد تأثيراتها باستمرار في مجتمعاتها الغربية، والإسلام هو أكثر الأديان انتشاراً في تلك الدول، وكثيراً من ذوي الأصول الأوروبية المسيحية، قد تعرفوا على الإسلام وأسلموا من خلال مهاجرين بسطاء، وللأسف فبعض المهاجرين ذوي ثقافة دينية محدودة وسلوكيات عملية غير مثالية، وآخرين يقعون في فخ الانعزال والتزمت والتشدد والتطرف والجمود، والشك في الآخر وكراهيته، فهم غير صالحين للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، فينفض الناس من حولهم، ولكن غالبية المسلمين سواء في بلادهم الأصلية أو في بلاد مهجرهم، ما زالوا متمسكين بتدينهم وبالقيم الأسرية بفطرتهم، وهي القيم الأساسية الضرورية لاستمرار المجتمعات، بل والجنس البشري كله، ما شاء له الله أن يستمر ويبقى إلى يوم لا ريب فيه، والله أعلم بعباده.
الكاتب المقدام
الجمعة، 16-06-2023 05:18 م
*** 3- يقول الكاتب جمال نصار: "وإذا نظرنا إلى واقع العالم العربي، نجد أن اللغة السائدة والمهيمنة هي اللغات الغربية، سواء كانت إنجليزية أو فرنسية، أو غير ذلك"، والعبارة غير صحيحة، فأولاً فاللغات الغربية المهيمنة عالمياً اليوم ليست الإنجليزية والفرنسية وغيرها" ولكن في العقود الأخيرة، فانتشار اللغة الإنجليزية وحدها كلغة تواصل عالمية بين الشعوب هي السائدة، وتلك ظاهرة لا تقتصر على العالم العربي والإسلامي دون غيرهم من الدول، وتعاني من تأثيراتها لغات عريقة في دول كبيرة ومتقدمة وغنية في أوروبا يهتمون ويعتزون بلغاتهم القومية كفرنسا والمانيا وايطاليا، والوضع أسوأ في دول كبيرة خارجها كاليابان والصين وكوريا والهند، ولأسباب يطول شرحها، والمهم عندي إيضاح أن اللغة العربية لم تفقد مكانتها بين أبنائها بل تزداد، فمن ناحية تاريخية، فيمكن للمثقف العربي المتوسط أن يقرأ كتاباً كتب من أكثر من ألف عام ويفهمه، فيتجادل معاصرين حول ما كتبه أبو حامد الغزالي أو ابن تيمية أو ابن قيم الجوزية، وكأنهم معاصرين لنا، وذلك ما لا يستطيع أن يدعيه الإنجليزي أو أي ناطق بلغة أوروبية معاصرة أخرى، فخطوط التواصل بين الأجيال مفتوحة، كما أن أي عربي يستطيع أن يفهم ولن يجد أي فارق لغوي ولا في النطق بين أي برنامج إذاعي، أو أن يقرأ أي صحيفة أو كتاب في أكثر من عشرين دولة عربية بلا تفرقة، ولا تنظر إلى تخاريف من يدعون بأنك لا تستطيع أن تفهم اللهجات العربية المنطوقة، فقد تجولت في دول عربية كثيرة، وكنت اتحدث مع بسطاء وغير متعلمين فيها في الشوارع، وعندما أطالبهم بأن لا ينطقوا بلكنتهم المحلية العامية، كانوا يستطيعون بلا استثناء أن يحسنوا النطق شفاهة بما يفهمه أي عربي من بلاد بعيدة عنهم، وقد قال أستاذ جامعي إنجليزي متخصص في اللهجات الإنجليزية، بأنه إن ذهب إلى حانة في اسكتلندا، وسمع عمال اسكتلنديون يتحدثون لبعضهم البعض بلهجتهم المحلية، فلن يستطيع أن يفهم كلمة مما يقولون، مع استمرار التقارب اللغوي بين مسلمين يزيدون عن أربعة أضعاف العرب منهم، بسبب كون لغة القرآن هي المؤثرة، كما أن الجاليات العربية المسلمة في البلاد الغربية، كالولايات المتحدة وكندا واستراليا وفي دول أوروبا، وفي غيرها من بلاد المهجر، الذين تزايدت أعدادهم بسبب الاختلال السكاني الخطير في دول الغرب، واحتياجهم إلى المهاجرين، تجد غالبيتهم حريصين على تعليم أبنائهم من الجيل الثاني والثالث، دعك من الأقليات من العرب من الطوائف الأخرى كقبط مصر، أو كأمازيج الجزائر، فأولئك كثيراً ما يهملون تعليم أبنائهم لغتهم الأم لأسباب معروفة، أو كأبن طه حسين الذي عاش في مصر كل طفولته وشبابه وتعلم فيها، واعتذر بعدم استطاعته الكتابة باللغة العربية عن أبيه، فهو لم يجيد إلا لغة أمه الفرنسية، ولذلك سبب لا يغيب عن فطنة أريب، وأعتقد بأن اللغة العربية ستظل محتفظة بمكانتها بين أبنائها ما بقي الإسلام وكتابه بين أيدينا، والله أعلم.
الكاتب المقدام
الجمعة، 16-06-2023 04:29 م
*** 2- يقول الكاتب جمال نصار: "أن العالم الإسلامي يعاني (في هذا الزمن) من ظاهرة الانبهار بما لدى الغرب"، ووجود بعض مظاهر الانبهار بالحضارة الغربية اليوم السلبي والإيجابي لا ينكر، ولكن الخطأ في العبارة هو قصرها على "هذا الزمن"، فالتأثير المتبادل بين الحضارات ظاهرة إنسانية تاريخية، ولو عدنا كمثال إلى الفترة التي كانت عواصم الدول الإسلامية الأعلى في التقدم العلمي والحضاري في العالم، كفترة الخلافة العباسية في القرن الثاني الهجري، سنجد أشهر شعراء تلك الدولة "أَبُو عَلِي اَلْحَسَنْ بْنْ هَانِئْ المعروف بِأَبِي نُوَاسْ (145هـ - 198هـ) (762م - 813م)، وقد رجعت لمقالة معاصرة مدافعة عنه للكاتب المغربي "عبد الله الزناسني"، عنوانها: "ابو نواس لم يكن مثلياً"، ويقول كاتب المقالة المدافع عن أبو نواس: "نعم، لقد نقل المؤرخون عن أبي نواس أموراً كثيرةً، ومجوناً وأشعاراً منكرة، وله في الخمريات والقاذروات والتشبب بالمردان والنسوان أشياء بشعة شنيعة"، وهناك مشاهير في عصره مثله، كبشار بن برد وحماد عجرد، ويضيف الكاتب: "ثم إن العرب لم يعرفوا فاحشة اللواط من قبل في جاهليتهم، ولم يؤثر عنهم مطلقاً أن أشاروا إليها فيما تركوه من شعر أو نثر، حتى إنهم ما تغزلوا في الأمَارِدِ والذكران في جاهليتهم، وإنما تسرب إليهم هذا النوع من الغزل مع نهاية القرن الثاني الهجري وبداية الثالث، متأثرين في ذلك بالفرس والأتراك، أما قبل ذلك فما كان غزلهم إلا بالنساء."، ويهمنا هنا الإشارة إلى أن الأمة الإسلامية أيضاً في أزهى عصور ازدهارها الحضاري لم تكن محصنة بكاملها من التأثر بالحضارات الأخرى من حولها.
الكاتب المقدام
الجمعة، 16-06-2023 03:35 م
*** 1- يقول الكاتب: "زادت بشكل كبير وفجّ في السنوات الأخيرة، ظاهرة تقليد الغرب في كل شيء، وحلّت كل التقاليد الغربية محل العادات والتقاليد الإسلامية، وأصبحنا نتهاون في تطبيق أخلاق الإسلام في معظم حياتنا، إن لم يكن كلها... وعلينا أن نعود إلى أنفسنا،... قبل أن ينهار الشباب، ويقعوا فريسة الانحلال الذي يريده الغرب لنا من إلحاد وشذوذ جنسي،بدأ يتسرب إلى عالمنا العربي والإسلامي."، ونريد أن نطمئن الكاتب بعدم صحة ما يذكره، فكمثال فهناك ما يزيد عن 33 عدوى لأمراض متفاوتة الخطورة، لا تنتقل إلا بالممارسات الجنسية المنفلتة والشاذة خصوصاً، وأخطرها فيروس الإيدز (المسبب لمرض نقص المناعة البشرية المكتسب)، وهو مرض قاتل، لا شفاء منه، ويقدر من أصيبوا به بما لا يقل عن المئة مليون، ومنظمة الصحة العالمية تتتبع تلك الأمراض الجنسية، وإحصاء وتقدير مدى انتشارها وجهود مقاومتها، نظراً لخطورتها العالمية على مستقبل الجنس البشري، ويمكن بسهولة من إحصاءات منظمة الصحة العالمية، تبين أن نسب الإصابة بين الشعوب الإسلامية بتلك الأمراض الجنسية الوبائية، قد تصل لأقل من 1% من إصابات الشعوب الأخرى، ولا يوجد أي رصد لزيادتها، فمثلاً تبدو الدول الإسلامية في شمال أفريقيا، وكأنها تقع خلف ستار غير مرئي يحميها، مع ملاحظة أن دول شمال أفريقيا قد خضعت للاحتلال الكامل المباشر العسكري والحضاري من دول أوروبا لما يزيد عن قرن من الزمان، ورغم ذلك فقد بقيت القيم الأخلاقية الإسلامية فيها حاجزاً يمنع انتقال تلك العدوى الجنسية الوبائية، من مناطق جنوب الصحراء، التي تمثل أهم بؤر عدوى الإيدز عالمياً، الذي يكاد أن يفتك بأجيال الشباب فعلياً في تلك الدول الأفريقية. وبمعيار آخر هام للتدليل على عدم تأثرنا بالغرب بالدرجة التي يروج لها الكاتب نصار، فإن إحصاءات منظمة الصحة العالمية التي ترصد استهلاك المشروبات الكحلية (الخمور بأنواعها)، تضع الدول الإسلامية في ذيل قائمة انتشارها، وبمعدلات تقل عن 1% أيضاً، رغم أن الإحصاءات ترصد استهلاك الخمور الكلي داخل البلاد، بما في ذلك بين غير المسلمين من المواطنين والسائحين، فرغم توفر الخمور وانتشارها في كل الدول الإسلامية تقريباً لتقديمها إلى السائحين والأجانب المقيمين فيها، فلا يوجد انتشار للخمور بين المسلمين، ولا رصد لارتفاع نسب تناولها في العقود والسنوات الماضية.
أبو فهمي
الخميس، 15-06-2023 05:18 م
لولا """"""" التجهيل """""""" لما وصل المسلمون الى ما هم عليه الآن ولكن هذا شيء طبيعي فهم """"" غثاء سيل """""" وجهلة!!!. لا ننسى أن ما يجري وسيجري هو """" بأمر الهي """" مكتوب من قبل أن ينشأ الكون فهو الخالق الآمر الناهي خلق هذا الكون لآجل مسمى """" هو """" يعرفه وما يجري الآن في العالم من أمور غير طبيعية ولا منطقية هي مسببات """"" للنهاية """"" وهي شيء طبيعي فنحن نؤمن بأن هناك نهاية حتمية. لا """"" استعراض """" بحكم رب العالمين ولكن """"" الفوز """"" سيكون صعبا جدا فكما قال المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين """"""""""" القابض على دينه كالقابض على جمرة من النار في آخر الزمان """"""""""" وهذا آخر الزمان شاء من شاء وأبى من أبى.