اقتصاد تركي

الليرة التركية تواصل الهبوط.. هل تنجح خطة وزير المالية الجديد؟

توقعات بانخفاض جديد قد يصل إلى حاجز الـ25 ليرة لكل دولار- جيتي
توقعات بانخفاض جديد قد يصل إلى حاجز الـ25 ليرة لكل دولار- جيتي
واصلت الليرة التركية تراجعها أمام العملات الأجنبية لليوم الثاني على التوالي، بعد أن فقدت نحو 8 بالمئة من قيمتها، لتصل إلى أدنى مستوى في تاريخها، وذلك بعد أقل من أسبوع على إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة للرئيس رجب طيب أردوغان.

ووصل سعر الليرة التركية أمام الدولار إلى 23.37، وذلك بحلول الساعة الـ11 بتوقيت غرينتش، لتسجل خسارة أكثر من 0.51 بالمئة خلال اليوم الخميس، وسط توقعات بانخفاض جديد قد يصل إلى حاجز الـ25 ليرة لكل دولار.

ورجح اقتصاديون أن يكون هبوط الليرة إشارة قوية إلى خطوات الانتقال إلى سوق أكثر ليبرالية، وفق ما تعهد به وزير المالية الجديد محمد شيمشك، الذي أكد أن "تركيا لم يبق أمامها سوى خيار العودة إلى أساس عقلاني، فالاقتصاد التركي القائم على القواعد والذي يمكن التنبؤ به سيكون مفتاح وصولنا إلى الرفاهية المنشودة".

في المقابل، رأى اقتصاديون أن القيود المفروضة على بيع الدولار عبر البنوك العامة، أدت إلى انخفاض حسابات الودائع المحمية بالعملة المحلية والتي وصلت إلى 125 مليار دولار، مع توقعات بانخفاضات جديدة في الخزينة التركية، بحسب صحيفة "دنيا" التركية.

اظهار أخبار متعلقة


وعزت وكالة "بلومبيرغ" انخفاض قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية إلى تدخلات البنك المركزي التي رافقت الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية في شهر أيار/ مايو الماضي، حيث لامس صافي احتياطيات البنك المركزي من العملة الأجنبية مستوى قياسيا منخفضا بلغ 4.4 مليار دولار، بعد أن ارتفع الطلب على العملة الأجنبية خلال الانتخابات.

في المقابل، تبشر عودة شيمشك، الذي كان وزيرا للمالية ونائبا لرئيس الوزراء في الفترة من عام 2009 إلى 2018، إلى الابتعاد عن التخفيضات غير التقليدية في أسعار الفائدة، والتي جرى تطبيقها على الرغم من ارتفاع التضخم وتسببت في فقد الليرة لأكثر من 80 بالمئة من قيمتها في خمس سنوات.

وقال الخبير الاقتصادي سلجوق غيزر، عبر حسابه في تويتر، إن الطريقة الوحيدة لجذب رأس المال الأجنبي هي زيادة النقد الأجنبي، موضحا أن وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك قد فعل الشيء الصحيح.

وأضاف: "محمد شيمشك يفعل الشيء الصحيح. أولاً أطلق الدولار، ثم سيزيد الفائدة. هذه هي الطريقة الوحيدة لجذب المستثمرين الأجانب".

اظهار أخبار متعلقة


بدوره، أكد وزير المالية السابق، أوفاك سويلماز، أنه من غير المعقول والمنطقي الحفاظ على استقرار العملة الأجنبية على الرغم من ارتفاع التضخم لأشهر في البلاد، مشيرا إلى أن رفع أسعار الفائدة لا يمكن أن يحصل فجأة لأن البنوك ستتكبد خسائر كبيرة، وهو ما يجعل عمل الوزير شيمشك صعبا.

وأضاف لصحيفة "إندبندنت" بنسختها التركية: "نحن نراقب بحذر عرض الوزير الذي وضع تركيا على القائمة الرمادية أثناء وزارته كمنقذ مرة أخرى بنفس الأساليب".

اظهار أخبار متعلقة


من جانبه، توقع الخبير الاقتصادي، إيسفندير كوركماز، استمرار ارتفاع سعر الصرف، مشيرا إلى أن كل شيء يعتمد على الثقة في الحكومة ووصول المستثمرين الأجانب.

وتوقع أن توقف زيادة النقد الأجنبي مع وصول أموال المستثمرين من الخارج، لكنه حذر من عدم وصول استثمارات مع وجود تدخلات في السوق المحلية، فقد تتخلف تركيا عن سداد ديونها الخارجية، ما يزيد احتمالية ارتفاع سعر الصرف بشكل أسرع.

اظهار أخبار متعلقة


وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أول اجتماع مع حكومته الجديدة، أن حكومته تنوي القضاء على مشكلة ارتفاع الأسعار الناجم عن التضخم، مؤكدا عزم الحكومة على خفض التضخم إلى خانة الآحاد مجددا مثلما جرى في الماضي في عهد حكومات "العدالة والتنمية" السابقة.

وأشار الرئيس أردوغان إلى انخفاض التضخم إلى ما دون الـ 40 بالمئة على أساس سنوي في أيار/ مايو الماضي حيث تراجع إلى 39.6 بالمئة.

وقالت هيئة الإحصاء التركية (رسمية) إن المعدل السنوي البالغ 39.59 بالمئة هو أدنى رقم خلال الـ17 شهرا الماضية، نزولا من 43.68 بالمئة خلال نيسان/ أبريل الماضي.

وذكرت أنه بالنظر إلى متوسط الأشهر الـ 12 من العام المنصرم، فقد ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 63.72 بالمئة، وكذلك أسعار المنتجين المحليين 95.8 بالمئة.
التعليقات (0)
صلاح الدين قادم
الخميس، 08-06-2023 12:54 م
أنا لست اقتصاديا، لكن انخفاض العملة المحلية مع استيرادك تقريبا لكل شيء، لا يمثل مؤشرا إيجابيا على الإطلاق، فقط إن كنت من المصدرين الكبار كاليابان ستفيدك انخفاض العملة مقابل الدولار. ثم السياحة لن تزيد في ظل ارتفاع الأسعار بقدر يفوق زيادة سعر الدولار، فمن أين ستأتي العملة الصعبة المنتظرة إذن. قلتها يوماً وأصر عليها، لن تقوم قائمة لدولة إسلامية بمفردها على الإطلاق حتى لو عرق شعبها كما يعرق الألمان، لن ننهض إلا كأمة، إن وعيناها فبها وإلا فالقادم ليس جيداً مع الأسف.