كتاب عربي 21

"الربيع العبري" يضرب "إسرائيل"!

حلمي الأسمر
الأناضول
الأناضول
-1-
الفيلّا وسط الغابة تتماهى اليوم مع الغابة، وتصبح جزءا من المنطقة العربية، مهاجر صهيوني من المغرب يسأل صديقه: لِمَ أتيت من المغرب؟ هناك ملك، وهنا ملك؟

صحفي عبري كتب عن قيس سعيد: بجرة قلم قام بحل البرلمان وأقال رئيس الوزراء والوزراء، وجمد الدستور وأعلن بأنه سيدير البلاد بمراسيم رئاسية. في شباط/ فبراير 2022 قام سعيد بحل مجلس القضاء الأعلى، حتى ذلك الوقت كان هذا المجلس يحظى بالاستقلالية وكان مسؤولا، ضمن أمور أخرى عن تعيين القضاة والرقابة المهنية على المحاكم.

كما قام بإقالة 27 قاضيا، في نفس الوقت قام بتعيين "مجلس قضاء مؤقت"، معظم الأعضاء فيه تم اختيارهم من قبله بالطبع، وهم مجندون لمهمة القضاء على استقلالية الذراع القضائي.

قيس سعيد -يعلق الكاتب- هو معارض شديد للتطبيع مع إسرائيل(!)، ولكنْ، مشكوك فيه أن يقدم دعاوى ضدها بسبب استخدامها لأساليبه؛ لأنه من الآن فصاعدا يمكنه القول بأن تونس وإسرائيل هما الديمقراطيتان الوحيدتان في الشرق الأوسط.

الفرق بين الاثنين، قيس ونتنياهو، ليس كثيرا، ربما لو أتيح للثاني أن "يسرع" من خطواته قليلا، لغلب الأول.

التنبؤ بزوال "إسرائيل" يشبه التنبؤ بالزلازل، ولكن الزلزال حين يقع لا يبقي ولا يذر. الزلزال الذي يضربها اليوم لم يسبق أن رأته من قبل، مشهد التظاهرات والاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، يشبه منظر تظاهرات "الربيع العربي". لم يسبق للكيان أن عاش مثل هذا الواقع، الانقسام داخل التجمع الفسيفسائي يبلغ ذروته.

-2-
التنبؤ بزوال "إسرائيل" يشبه التنبؤ بالزلازل، ولكن الزلزال حين يقع لا يبقي ولا يذر. الزلزال الذي يضربها اليوم لم يسبق أن رأته من قبل، مشهد التظاهرات والاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة، يشبه منظر تظاهرات "الربيع العربي". لم يسبق للكيان أن عاش مثل هذا الواقع، الانقسام داخل التجمع الفسيفسائي يبلغ ذروته، أصلا لم يكن سكان الكيان "مجتمعا" بالمعنى الحرفي، فهم جزر منعزلة يجمعهم خوف "الحرامي" من صاحب الحق.

اليوم وقد هرول من كانوا يدّعون أنهم "أصحاب حق" نحو "تطبيع" وتنسيق وتحالف لم يكن في الكيان أحد يحلم به، انفرط عقد الفسيفساء، ولم يعد يربط بين المتناقضات والمتناقضين خطر الشعور بالخوف من "الأعداء". خطر "السلام" على الكيان مدمر، فـ"إسرائيل" تستطيع أن تعيش تحت تهديد الحرب، لكن حين يحيطها "الأحباب" من كل جانب، فهي تمد رجليها وتبدأ بتقليب ملفاتها الداخلية التي يشكل كل واحد منها قنبلة موقوتة، ولهذا بدأت بطريقة محمومة "تسخن" جبهتها مع إيران، للحفاظ على وجود "عدو" يربط فسيفساءها، بعد أن فقدت "رسميا" عدوها من الأنظمة العربية.

-3-
مشهد "الربيع العبري" ترسمه جملة "مشاهد" نقلها الإعلام العبري، تكمل الصورة:

- 11 متظاهرا وصلوا إلى مستشفى إيخيلوف، بعد إصابتهم بكدمات وجروح وحروق، خلال مواجهات مع الشرطة في مظاهرات تل أبيب التي خرجت ضد الحكومة، كما تم اعتقال 38 متظاهرا.

- اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 39 مستوطنا خلال الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي في تل أبيب.

- عضو الكنيست عن حزب العمل ميراف ميخائيلي عندما تم سؤالها عن رأيها في رشق الشرطة بالحجارة، ردت قائلة: "عمل ليس لطيفا، ولكنه ليس سيئا أو مرعبا!".

الربيع العربي سحقته الثورة المضادة، فمن سيسحق الربيع العبري؟ ومن له مصلحة في بقاء الكيان رابضا على صدور العرب؟

- عضو الكنيست بيني غانتس قال في تصريح صحفي: أدعو الشرطة الإسرائيلية لتجاهل تعليمات الوزير بن غفير، والوقوف لجانب المواطنين الإسرائيليين. وخلال خطابه في الكنيست، قال: الحرب الأهلية على الأبواب، متى ستتوقفون؟ عندما تراق الدماء؟ هذا المكان (مبنى الكنيست) يدمر إسرائيل، التحالف يذهب بنا نحو حرب أهلية!

- وختمها عضو الكنيست العربي أيمن عودة بقوله: قال هرتزل؛ إن الهدف من دولة إسرائيل هو ملجأ آمن لليهود. اليوم بعد إقامة إسرائيل بـ75 عاما، قُتل في إسرائيل من العام 1948 حتى الآن 28246 يهوديا، وقُتل خارجها 168 يهوديا فقط، يعني إسرائيل هي المكان الأقل أمنا لليهود، يعني؟ هل نجح المشروع أم فشل؟

الربيع العربي سحقته الثورة المضادة، فمن سيسحق الربيع العبري؟ ومن له مصلحة في بقاء الكيان رابضا على صدور العرب؟ سننتظر ونرى.
التعليقات (0)