ماذا تعرفون عن مالكوم إكس؟

رحلة الحج غيرت مجرى حياة مالكوم إكس لتمثل منطلقا له للنضال المرير ومكافحة التمييز العنصري..


"عزيزتي باتي: ربما لن تصدقي ما سأكتبه لكِ، فأنا الآن في مكة أصلي بجانب رجل أبيض خلف رجل من أصول أفريقية، وآكل من نفس الطبق الذي يأكل منه رجل بعينين زرقاوين".. كلمات خالدة كتبها "مالكوم إكس" أو "مالك شهباز" إلى زوجته خلال رحلة الحج عام 1964.

رحلة غيرت مجرى حياته لتمثل منطلقا له للنضال المرير ومكافحة التمييز العنصري.

في الرابع عشر من شباط/ فبراير من عام 1965 أحرق مجهولون منزله.. بعدها بأيام، 16 رصاصة أطلقها عليه من لم يرق لهم مناهضة التمييز المستشري في أمريكا آنذاك، وتحديدا في 21 شباط/ فبراير من نفس العام أثناء محاضرة له عن الأخوة والمحبة ونبذ التمييز العنصري على أساس اللون والعرق.

فمن هو مالكوم إكس؟

ولد مالكوم إكس عام 1931 بمدينة أوماها بولاية نبراسكا الأمريكية، وبعد بلوغه سن السادسة قامت جماعة (كو كلوكس كلان) التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض باغتيال والده، وكان قسيساً معمدانياً وناشطاً سياسياً يدعى (إيرل ليتل) وبطريقة بشعة، ليسجل الحادث على أنه انتحار ليكون الأب بذلك الضحية الخامسة من ضحايا العائلة بعد مقتل أربعة من أشقائه على يد جماعات عنصرية، سبقها حرق منزل العائلة بولاية ميتشيغان عام 1928.

كان مالكوم إكس متفوقا طيلة سنين دراسته إلا أن سياسة التمييز العنصري حالت بينه وبين حلمه بدخول كلية الحقوق.

بين السجن والحج، من رحم بيئة مشحونة، نشأ وترعرع "إكس"، وكان قد غير اسمه أولا من "مالكوم ليتل"، إلى "مالكوم إكس".

حيث يرمز الحرف "إكس" إلى (النكرة وغير المعلوم) كتعبير عن رفضه للتمييز والإقصاء والتهميش.
وأثرت بمجمل حياته تجربتان؛ الأولى تجربة السجن الذي دخله عام 1946 تعرف خلالها على السجين الذي أثر فيه كثيرا قبل أن يعتنق الإسلام عام 1948..

أما التجربة الثانية فقد عاشها مالكوم إكس خلال رحلة الحج عام 1964، وقد تأثر بما عايشه وشاهده من انعدام التمييز بين الأعراق والألوان، فغير اسمه إلى "مالك شهباز".

مات "إكس" وما زالت عبارته الشهيرة تتردد في الآفاق: "إن الحق لا يعطى لمن يسكت عنه، وعلى المرء أن يحدث بعض الضجيج ليحصل عليه".
التعليقات (0)