خطةٌ لإخضاعِ نابلس وجنين

خطة أمريكية يجري الترتيب لها تركز على تقوية أجهزة أمن السلطة لدفعها إلى السيطرة على نابلس وجنين


عودةُ الضفةِ الغربيةِ للمقاومةِ المسلحة العنوان الأهمُّ في الآونةِ الأخيرة، في وقتٍ كانت فيهِ هذهِ الفكرةُ تكادُ تكونُ مستحيلة، نتيجةَ القبضةِ الأمنيةِ المُحكمة والتنسيقِ الأمنيِّ معَ الاحتلال.

 إلا أنَّ ظهورَ تنظيماتٍ مسلحةٍ كـ "عرين الأسود" في نابلس إلى جانبِ جماعاتٍ مسلحةٍ تتبعُ الفصائلَ الفلسطينيةَ في جنين، والعملياتِ الفلسطينية في الداخلِ المحتل معطياتٌ كافيةٌ دفعت لزيارةٍ عاجلةٍ للمنطقة أجراها وزيرُ الخارجيةِ الأمريكي أنتوني بلينكن، وجاءت بالتزامنِ معَ توتر خيم على الأجواءِ في فلسطين شملَ تصعيدَ الاحتلال وإعلانَ السلطةِ الفلسطينية تعليقَ التنسيقِ الأمنيِّ مع إسرائيل عقب مجزرةِ مخيمِ جنين التي أسفرت عن استشهادِ 10 فلسطينيين، فماذا حملت زيارةُ بلينكن للأراضي الفلسطينية؟ وهل عرضَ على السلطةِ الفلسطينيةِ خطةً جديدة؟

قواتٌ خاصةٌ تتعاملُ مع المسلحين

موقع "أكسيوس" الأمريكيُّ كشفَ أنَّ وزيرَ الخارجيةِ أنتوني بلينكن ضغطَ على رئيسِ السلطة الفلسطينيةِ محمود عباس لقبولِ خطةٍ أمنيةٍ أمريكيةٍ تهدفُ لإعادةِ سيطرةِ الأجهزةِ الأمنية على جنين ونابلس شمالَ الضفةِ الغربيةِ المحتلة فإدارة جو بايدن تبحثُ سبلَ تهدئةِ الأوضاعِ في الضفةِ الغربية، وتخشى من تحولها إلى انتفاضةٍ ثالثة، إذ أرجعَ الموقعُ وفقَ مسؤولين أمريكيينَ وإسرائيليين السبب الرئيسيّ للتصعيدِ إلى تراجعِ السيطرةِ الأمنيةِ للسلطةِ الفلسطينية.

فحوى الخطة

الخطةُ الأمريكيةُ التي صاغها المنسقُ الأمني الأمريكيُّ الجنرال مايكل فنزل تحددُ كيفَ يمكنُ لقواتِ الأمنِ الفلسطينية استعادةَ السيطرةِ على شمالِ الضفةِ الغربية.

حكومةُ الاحتلالِ رحبت بالخطةِ، بينما أبدى الفلسطينيونَ تحفظات عليها باعتبارِ أنَّ الخطةَ لا تأخذُ بعينِ الاعتبار طريقةَ عملِ الأجهزةِ الأمنيةِ في الضفة التي تقومُ على خلقِ حاضنةٍ شعبيةٍ لها، وليسَ الدخولَ في مواجهة مع المسلحينَ الفلسطينيين، كما أنها لا تتضمنُ وقفَ الكيانِ اقتحامَ المناطقِ الفلسطينية.

خطة دايتون

العديدُ من المحللينَ والنشطاءِ اعتبروا هذهِ الخطة نموذجا من خطةٍ سابقةٍ وهي خطة "كيث دايتون" الجنرالُ الأمريكي الذي أشرفَ على تدريبِ الأجهزةِ الأمنيةِ الفلسطينيةِ في آذار/ مارس 2005. وساهمَ في تعزيزِ سياسةِ التنسيق الأمنيِّ مع الاحتلالِ وهو ما جعلَ من الملاحقةِ الأمنية سياسةَ أمرٍ واقع فُرضت على شبابِ الضفةِ المقاوِم.
التعليقات (0)