صحافة إسرائيلية

رئيس (CIA) يحذر من اندلاع انتفاضة ثالثة.. وهجوم إسرائيلي على واشنطن

بيرنز: كنت دبلوماسيًا كبيرًا خلال الانتفاضة الثانية وهذه الأيام تذكرنا بها- جيتي
بيرنز: كنت دبلوماسيًا كبيرًا خلال الانتفاضة الثانية وهذه الأيام تذكرنا بها- جيتي
بعد سلسلة زيارات متلاحقة قام بها عدد من المسؤولين الأمريكيين الكبار إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة ودولة الاحتلال، فقد كشف وليام بيرنز رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن لقاءاته مع بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، وأبي مازن رئيس السلطة الفلسطينية تركته قلقاً، لأن ما وصفه بـ"العنف" في المنطقة أعاد التذكير بالانتفاضة الثانية، وأن "الوضع الهش في المنطقة، وتزايد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد يؤدي إلى اندلاع انتفاضة ثالثة".

صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلت عن بيرنز خلال محاضرته في جامعة جورجتاون قبل أيام قليلة أن "المحادثات التي أجريتها مع قادة المنطقة جعلتني أشعر بالقلق، فقد كنت دبلوماسيًا كبيرًا خلال الانتفاضة الثانية، ومثل زملائي في مجتمع الاستخبارات، فإني أشعر بالقلق".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن بيرنز قال: "أرى اليوم تذكيرًا غير سار ببعض الحقائق التي رأيناها آنذاك، وجزء من مسؤولية وكالة المخابرات المركزية هو العمل بشكل وثيق قدر الإمكان مع أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية لمنع اندلاع العنف، كما رأينا في الأسابيع الأخيرة، وهذا سيكون تحديا كبيرا".

باراك رافيد المراسل السياسي لموقع "واللا" كشف أن "الولايات المتحدة طلبت من دولة الاحتلال "وقفا مؤقتا" للبناء في المستوطنات وهدم المنازل وإجلاء الفلسطينيين، لبضعة أشهر، في محاولة لتهدئة المنطقة مقابل وقف التحركات الفلسطينية ضد الاحتلال في الأمم المتحدة وتجديد التنسيق الأمني، الذي أوضح أنه سيوافق على خفض هذه الخطوات، وليس التوقف الكامل".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هذا الطلب جاء خلال زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن في لقائه مع نتنياهو بالموافقة على "وقف مؤقت" للإجراءات أحادية الجانب لعدة أشهر في محاولة لخفض مستوى التوترات ووقف التصعيد في الضفة الغربية، لأن إدارة بايدن تخشى أن يؤدي التصعيد الحالي في الضفة الغربية إلى انتفاضة ثالثـة".

وأشار إلى أن "إسرائيل أوضحت لإدارة بايدن أنها مستعدة لاتخاذ خطوات لتقليص الإجراءات والتدابير التي تعارضها الولايات المتحدة بشكل كبير، لكنها لن تكون قادرة على إيقافها بشكل كامل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالبناء في المستوطنات، فيما أوضح الفلسطينيون أنهم مستعدون لمثل هذا "التوقف المؤقت" شريطة أن يكون متبادلاً، وفي الأسبوع الماضي اتخذت إسرائيل عدة خطوات تشير إلى رغبتها في التعاون مع الخطوة الأمريكية".

ياكي أدمكار المراسل الميداني لموقع "واللا" نقل عن "قادة الائتلاف الحكومي مهاجمته للطلب الأمريكي بتجميد البناء الاستيطاني، بزعم أنه لن يحدث، وأعلن حزب الصهيونية الدينية أنه ضد هذا الطلب لأن حكومة يمينية لا تتخلى عن الأرض كي يستولي الفلسطينيون عليها".

ونقل في تقرير ترجمته "عربي21" عن "وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أنه بقدر ما تسعى الولايات المتحدة لتجميد البناء الاستيطاني فإن الحكومة اليمينية لن تجمد البناء الاستيطاني، وستفرض قوانين البناء في شرق القدس، وقالت وزيرة البعثات الوطنية أوريت ستروك إن الحكومة لن تجمد الاستيطان، ولن تتخلى عن الأرض لاستيلاء فلسطيني معاد عليها".

يتزامن هذا الحديث الإسرائيلي مع تعليمات أصدرها مكتب نتنياهو بتأجيل هدم مبنى في شرق القدس حيث تعيش 100 عائلة فلسطينية، عقب طلب دبلوماسيين غربيين يمثلون الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى من إسرائيل تأجيل الهدم، وخلال لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس قال نتنياهو إنه لا ينوي تعليق البناء في المستوطنات، لكنه سيفعل أقل بكثير مما يريده شركاؤه في التحالف.

وفيما طلبت الحكومة من المحكمة العليا تأجيل إخلاء قرية الخان الأحمر البدوية في الضفة الغربية لمدة ستة أشهر إضافية، بحجة الحساسيات السياسية والدولية، فقد التقى وزير المالية بيتسلئيل سموتريتش بقادة مجلس التجمعات الاستيطانية، وطلب منهم في جلسة مغلقة اتخاذ خطوات لضمان عدم إنشاء بؤر استيطانية جديدة غير قانونية في الضفة الغربية في المستقبل القريب.
التعليقات (1)
القضية المركزية
الأربعاء، 08-02-2023 06:38 م
إذا صح ما ذكره المحللون السياسيون الصهاينة من إن الإدارة الديمقراطية للرئيس الأمريكى " جو بايدن " تضغط على " إسرائيل " من أجل وقف مؤقت لبضعة أشهر البناء فى المستوطنات ، و هدم المنازل ، و إجلاء الفلسطينيين بغرض تهدئة الأوضاع فى الأرض المحتلة ، فإنه يعد بلا شك انقلابا على الامتيازات الاستثنائية ، و غير المسبوقة التى منحتها الإدارة الجمهورية للرئيس الأمريكى السابق " دونالد ترامب " (2017 - 2021) م لدولة الإحتلال فيما يخص شرعنة ضم الأراضى الفلسطينية المحتلة للكيان ، و إطلاق العنان لسياساته الاستيطانية ! فإدارة ترامب منحت تلك الإمتيازات للكيان من أجل مواجهة " القنبلة الديموغرافية " التى يشكلها النمو السكانى المطرد للفلسطينيين فى الأرض المحتلة ، و توسعهم العمرانى فى الأراضى التى يسعى الكيان لتوطين المستوطنين اليهود فيه خلال السنوات الماضية ؛ مقابل دعم الممولين اليهود لسياسات ترامب الطموحة ، والهادفة للنهوض بالاقتصاد الأمريكى ، و ذلك قبل وقوع جائحة الكورونا عام 2020 م التى لم تكن فى الحسبان ! و بلا شك فإن اندلاع الحرب بين روسيا و الغرب فى أوكرانيا فى فبراير / شباط عام 2022 م ، و احتدام المواجهات العسكرية بين الجانبين ، و تشديد العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا بشكل غير مسبوق ، دفع الكثير من اليهود فى روسيا و أوكرانيا على السواء نحو الهجرة بكثافة إلى " إسرائيل " ، بينما حاولت حكومات الكيان المتعاقبة الحفاظ على علاقات متوازنة بين طرفى الصراع فى أوكرانيا ، و عدم الانحياز لطرف على حساب الآخر كى لا تخسر مصالحها مع أحدهما ، لكن ذلك لم يرض بطبيعة الحال الإدارة الأمريكية - الحليف الاسترايجى للكيان - التى استخدمت ورقة تعطيل الاستيطان فى مواجهة تدفق الهجرة اليهودية من روسيا و أوكرانيا للضغط على " إسرائيل " من أجل التعاون عسكريا بشكل أكبر مع أوكرانيا ضد روسيا ، و تصدير المنظومات الدفاعية مثل " القبة الحديدية " ، و أسلحة هجومية مثل الطائرات بدون طيار لـ " كييف " ، ناهيك عن التعاون الاستخبارى المكثف بين الجانبين ! و يبدو أن الكيان قد وقع أخيرا بين شقى رحى القوى الكبرى التى طالما حرضها على الكيد و الحرب ضد المسلمين ، و صارت الخيارات المتعلقة بقراره السياسى محدودة بفعل الصراع المتفجر بين أكابر المجرمين فى أوكرانيا ، و ما يظلم ربك أحدا ! إقرأوا تعليقى على خبر نشره موقع عربى 21 بعنوان : ( مدير "CIA" يحذر من انتفاضة ثالثة في الأراضي المحتلة ) .