نشرت
صحيفة "
نيويورك تايمز" مقالا للصحفي نيكولاس كريستوف، قال فيه إن
المجاعة
التي تلوح في أفق القرن الأفريقي قد تترك قريبا مئات الآلاف من القبور الصغيرة في
الأراضي القاحلة، في إشارة إلى فقدان الأطفال لحياتهم.
وأوضح
المقال أن
الصومال عانت على مدار عامين ونصف من قلة الأمطار، مما أدى إلى ذبول
المحاصيل وترك جثث الماعز والماشية على الأرض الجافة، بينما تنتقل العائلات بحثا
عن عمل لكسب النقود وإطعام الأطفال الجائعين.
وأضاف:
"قد يكون هذا، جزئيا، مسؤوليتنا: فمن المعتقد على نطاق واسع أن أسوأ جفاف منذ
أربعة عقود مرتبط بتغير المناخ. المعنى الضمني هو أن انبعاثات الكربون من البلدان
الغنية تقتل الأطفال الصوماليين، وتربطنا بهذه الأزمة بخيط من المسؤولية الأخلاقية".
وتشير
تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه مع تصاعد الأزمة نحو المجاعة، سيعاني 1.8 مليون طفل
صومالي دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد بحلول تموز/ يوليو.
ورأى
كاتب المقال أن ما هو مطلوب في الصومال ليس مجرد مساعدة، ولكن السلام أيضا، حيث
تقاتل جماعة الشباب الإسلامية المتطرفة الحكومة، وقد أدى تضافر الحرب والجفاف إلى
نزوح حوالي 3.8 ملايين صومالي من ديارهم.
وأشار
إلى أن الحرب في أوكرانيا تقتل أيضا الأطفال في الصومال، إذ كان نحو 90 بالمئة من
واردات القمح الصومالية تأتي من روسيا أو أوكرانيا، وقد أدت تلك الحرب إلى ارتفاع
أسعار جميع المواد الغذائية والأسمدة. ولعل الأهم من ذلك أنه صرف الانتباه
والمساعدة التي كانت ستخفف من حدة الأزمة الإنسانية هنا.
ولفت
إلى أن الولايات المتحدة كانت سخية تجاه الصومال، حيث قدمت 1.3 مليار دولار
كمساعدات منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2021 - ثلثا
المساعدات الإنسانية، معتبرا أن أوروبا
ودول الخليج يجب أن تحذو حذو أمريكا وأن تفعل المزيد.
وأشار
إلى أن الجوع لا يقتل الأطفال فحسب؛ كما أنه يبعدهم عن المدرسة ويجبر الفتيات على
الزواج المبكر، وأحيانا برجال أكبر سنا.
وتسببت
مجاعة في الصومال عام 2011 في وفاة 260 ألف شخص، وجاء ذلك في أعقاب جفاف استمر في
ثلاثة مواسم مطيرة لم تسقط فيها الأمطار. هذه المرة، فشلت خمسة مواسم مطيرة، ويخشى
البعض من أن الوضع أسوأ.
ولكن
حتى في حالة عدم وجود جفاف، تفقد الصومال الأطفال بسبب سوء التغذية بمعدل مروّع.
تقول اليونيسف إنه في عام 2020، توفي حوالي 72000 طفل في الصومال، نصفهم لأسباب
مرتبطة بالجوع.
ويقر
الإحصائيون في اليونيسف بأن وفيات الأطفال الفعلية في عام 2020 كان من الممكن أن
تكون أقل من 35000 أو أعلى من 156000.
واعتبر
الكاتب أن تجنب هذه المجاعة التي تلوح في الأفق في القرن الأفريقي، يتم عبر الاستثمار
في تدابير الصمود مثل السدود والبذور المقاومة للجفاف حتى لا يتبع الجوع كل موسم
ممطر فاشل.
وقالت
رينا غيلاني، منسقة الأمم المتحدة المعنية بالمجاعة: "الصومال هي بؤرة أزمة
الجوع العالمية، مع حجم وفيات ربما لم نشهده منذ 50 عاما. هذا الجيل من الأطفال لن
يتعافى".
ويموت
حوالي 5 بالمئة من الدجاج الأمريكي قبل النضج، بينما يموت 11 بالمئة من الأطفال
الصوماليين بالفعل قبل سن الخامسة - وهذا سوف يرتفع إذا وصلت المجاعة هذا الربيع.