اقتصاد عربي

FT: شركة إماراتية حققت قيمة سوقية ضخمة في 3 سنوات.. ما سر التحول الاستثنائي؟

الشركة كانت "مغمورة" وغير معروفة على نطاق واسع- جيتي
الشركة كانت "مغمورة" وغير معروفة على نطاق واسع- جيتي
قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، الاثنين، إن القيمة السوقية لشركة "العالمية القابضة" الإماراتية وصلت إلى 240 مليار دولار في غضون 3 سنوات فقط.

وذكرت الصحيفة أن الشركة التي كانت "مغمورة" وغير معروفة على نطاق واسع، بدأت العمل قبل 3 سنوات في مجال إدارة مزارع الأسماك والأغذية والعقارات، وكان يعمل بها حينذاك 40 شخصا فقط.

وتابعت بأن الشركة حاليا أصبحت مدرجة في بورصة أبوظبي، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 240 مليار دولار، أي أكثر من ضعف القيمة السوقية لشركتي "سيمنز" و"جنرال إلكتريك" العملاقتين، ويبلغ عدد موظفيها 150 ألفا.

ولفتت إلى أن ذلك يعد "تحولا استثنائيا" لم يلاحظه أحد إلى حد كبير خارج الإمارات، ولا يُفهم كثيرا - حتى من قبل المصرفيين المقيمين في المنطقة".

ونقلت الصحيفة، عن مصرفي دولي مقيم في المنطقة، أنه "لا أحد يعلم" أسباب هذا النمو الهائل للمجموعة التي تمثل الآن ثلث مؤشر "فاداكس 15"، المؤشر المعياري لسوق أبوظبي للأوراق المالية، حيث أصبحت ثاني أكبر شركة مدرجة في الشرق الأوسط بعد "أرامكو" السعودية، بعد ارتفاع أسهمها بنسبة 42 ألفا بالمئة منذ عام 2019.

اظهار أخبار متعلقة


واعتبر الرئيس التنفيذي للشركة، سيد بصر شعيب، في حديث مع الصحيفة، أن ما حدث "أمر مدهش"، مشيرا إلى أن هناك تفسيرات بسيطة لنمو الشركة، وهي استحواذ الشركة على أكثر من 40 شركة، تبلغ قيمتها مجتمعة 4.7 مليار دولار.

وأشارت الصحيفة إلى تضخم إجمالي أصول الشركة العالمية القابضة من 215 مليون دولار في نهاية عام 2018 إلى 54 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2022.

ووفقا للشركة، يرجع هذا إلى نمو الأعمال التي تسيطر عليها الآن. وقال شعيب للصحيفة: "لا نقدم أي توزيعات أرباح، الأرباح التي حققناها في 2020 و2021 بشكل أساسي قمنا باستثمارها مجددا. نحن نحاول إنشاء عملاق هنا.. عملاق عالمي".

ومع ذلك، يرى آخرون أن الشركة مثال على العلاقة غير الواضحة بشكل متزايد بين المال والسلطة في أبوظبي، عاصمة الدولة وأغنى عضو في الاتحاد الإماراتي. كما أثار الأمر أيضا تساؤلات حول الشفافية.

وكتبت الصحيفة: "يمكن ربط الوقت الذي شهد تحول الشركة بالفترة التي تولى فيها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، أحد أقوى الشخصيات في أبوظبي، منصب رئيس الشركة في عام 2020"، وبالإضافة "إلى كونه مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات، فهو الأخ الشقيق لرئيسها، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويشرف على إمبراطورية تجارية آخذة في الاتساع".

وإلى جانب دوره في الشركة العالمية القابضة، فإنه يرأس شركة ADQ أو "القابضة"، وهي أداة استثمارية حكومية جديدة ونشطة بشكل متزايد، وكذلك بنك أبوظبي الأول، أكبر بنك في الإمارات، ومجموعة 42، وهي شركة للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية مقرها أبوظبي.

ونوهت الصحيفة إلى أن حوالي 24% من أسهم الشركة العالمية القابضة مطروحة بحرية للتداول، وأن أكثر من 90% من المستثمرين فيها من دول الخليج.

ويقول شعيب إن رؤية الشيخ طحنون للشركة "تقتصر على خلق قيمة للمساهمين. كيف نخلق (هذه القيمة)؟ يتم ترك ذلك للإدارة".

ورفض شعيب الشكوك حول أسباب النمو السريع في أسعار أسهم الشركة، قائلا إن هناك "قليلا من الجهل عند المصرفيين الذين لا ينظرون إلى الأمر بشكل صحيح".

وأضاف: "الشركة تستهدف نمو إيرادات المجموعة من 7.7 مليارات دولار في عام 2021 إلى 27 مليار دولار في عام 2023، وذلك إلى حد كبير من خلال عمليات الاستحواذ".

وتستهدف الشركة، بحسب شعيب، بلوغ تريليون درهم (272 مليار دولار) من العائدات على الأقل، في عمليات الاستحواذ.

ومن بين الصفقات التي أبرمتها الشركة في عام 2022 استثمارات بقيمة 2 مليار دولار في 3 شركات مسجلة في مومباي، وتلك الشركات جزء من إمبراطورية رجل الأعمال الهندي غوتام أداني.

وعزا شعيب أرباح المجموعة البالغة 6.5 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2022، بزيادة قدرها 236 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، إلى حد كبير إلى الاستثمارات، بما في ذلك حصتها في شركات رجل الأعمال الهندي، غوتام أداني، أغنى رجل في آسيا.

ويقول شعيب إن تركيز الشركة ينصب على التكنولوجيا، الرعاية الصحية، العقارات، الإنشاءات، الأغذية، الصناعات الزراعية، والاستثمار العام. وجغرافيا، ينصب اهتمامها على آسيا وأمريكا اللاتينية، وهي تبحث عن صفقات في أسواق متنوعة مثل تركيا وإندونيسيا.

وعلى الرغم من ذلك، لا يزال بعض الخبراء الاقتصاديين بحاجة إلى الاقتناع باستراتيجية المجموعة.

ونقلت الصحيفة عن مصرفي آخر مقيم في الخليج قوله: "لا أفهم هذه الشركة، لأنها شركة ذات قيمة سوقية تبلغ 200 مليار دولار وتقدم إفصاحات (بيانات مالية) أقل من الكيانات الأصغر منها بكثير".
التعليقات (0)