كتاب عربي 21

ما هو هدف أكشنير؟

إسماعيل ياشا
عبرت أكشنير عن تحفظها على اعتماد كليتشدار أوغلو كمرشح مشترك للمعارضة- جيتي
عبرت أكشنير عن تحفظها على اعتماد كليتشدار أوغلو كمرشح مشترك للمعارضة- جيتي
أثارت التصريحات المتبادلة التي أطلقها كل من رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، ورئيسة الحزب الجيد ميرال أكشنير، في الأيام الأخيرة، علامات استفهام كثيرة حول مستقبل تحالف الطاولة السداسية الذي يشكل الحزبان عموده الفقري، في ظل استياء مؤيدي كليتشدار أوغلو من دعم أكشنير لرئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي يحلم بالترشح للانتخابات الرئاسية.

أنصار حزب الشعب الجمهوري منقسمون إلى ثلاثة: فمنهم من يرى ضرورة ترشيح كليتشدار أوغلو لرئاسة الجمهورية، ومنهم من يرى أنه لا بد من ترشيح إمام أوغلو لمنافسة أردوغان، فيما يذهب آخرون إلى أن الأفضل ترشيح رئيس بلدية أنقرة، منصور ياواش، للحصول على أصوات الناخبين القوميين والفوز في الانتخابات. ومن المؤكد أن تصريحات أكشنير الداعمة لإمام أوغلو وياواش، تعمق الشرخ بين "الكماليين" و"الأكرميين" و"المنصوريين".
"ما الذي تسعى إليه رئيسة الحزب الجيد بالضبط؟".. بدأ هذا السؤال يطرح نفسه في الأسابيع الأخيرة في الأوساط السياسية والإعلامية التركية، بعد أن اشتدت حرب التصريحات بين كليتشدار أوغلو وأكشنير، لتهدد وحدة التحالف المعارض الذي لم تفلح اجتماعاته المتكررة حتى الآن في تسمية مرشحه للانتخابات الرئاسية

"ما الذي تسعى إليه رئيسة الحزب الجيد بالضبط؟".. بدأ هذا السؤال يطرح نفسه في الأسابيع الأخيرة في الأوساط السياسية والإعلامية التركية، بعد أن اشتدت حرب التصريحات بين كليتشدار أوغلو وأكشنير، لتهدد وحدة التحالف المعارض الذي لم تفلح اجتماعاته المتكررة حتى الآن في تسمية مرشحه للانتخابات الرئاسية.

هناك من يرى أن أكشنير تسعى إلى إسقاط رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان عبر صناديق الاقتراع، ولكنها في الوقت نفسه تستهدف حزب الشعب الجمهوري، وترمي إلى تقسيمه وإضعافه، من خلال إثارة الفتن في صفوف الحزب، ودعم طرف ضد آخر. ويقول السكرتير الأسبق لحزب الشعب الجمهوري، مهمت سفيغان، إن أكشنير تهدف الآن إلى تقسيم حزب الشعب الجمهوري، بعد أن نجحت في تقسيم حزب الطريق المستقيم وحزب الحركة القومية.

هؤلاء يرون أن نتائج استطلاعات الرأي التي كانت تشير إلى ارتفاع في شعبية الحزب الجيد شجعت أكشنير على السعي إلى أن تجعل حزبها يحل مكان حزب الشعب الجمهوري، ويكون "الحزب المعارض الرئيس". ويذهبون إلى أن الحزب الجيد يهدف في هذه الانتخابات إلى الحصول على أكبر عدد ممكن من مقاعد البرلمان، لينافس حزب العدالة والتنمية فيما بعد أردوغان الذي أعلن أنه سيترشح لرئاسة الجمهورية لآخر مرة.

هذا التحليل يبدو بعيدا عن الواقع، في ظل تراجع شعبية الحزب الجيد وارتفاع شعبية حزب الحركة القومية على حساب حزب أكشنير في الآونة الأخيرة، وفقا لنتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن نسبة الناخبين القائلين بأنهم سيصوتون لصالح الحزب الجيد في الانتخابات القادمة تبلغ حاليا حوالي 8 في المائة فقط بعد أن كانت تفوق قبل أشهر 10 في المائة. وبالتالي، تحتاج رئيسة الحزب الجيد إلى خطوات ومناورات لوقف هذا الاستنزاف الذي يدق ناقوس الخطر ويهدد مستقبل الحزب ووجوده.

تحالف الطاولة السداسية المعارض عقد أول اجتماعه في شباط/ فبراير 2022، وكانت الرياح تهب آنذاك لصالح المعارضة التي ظنت لوهلة أن سقوط أردوغان في الانتخابات أمر حتمي، إلا أن اتجاه الرياح تغير فيما بعد، وبدأت تهب لصالح تحالف الجمهور الذي يشكله حزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية. وبعد أن كان معظم المعارضين متأكدين من رحيل أردوغان من القصر الرئاسي بعد الانتخابات، يرى كثير منهم الآن أن رئيس الجمهورية سيفوز مرة أخرى بسبب أخطاء المعارضة والخلافات التي تعصف بتحالف الطاولة السداسية.

اجتماع الأحزاب الستة على إسقاط أردوغان رفع في البداية معنويات المعارضة، إلا أن صراعاته الداخلية، بالإضافة إلى فشله في تحديد مرشحه للانتخابات الرئاسية، أدّت إلى تراجع الثقة فيه. كما أن تحالف أحزاب ذات خطوط سياسية مختلفة تصل إلى درجة التناقض

اجتماع الأحزاب الستة على إسقاط أردوغان رفع في البداية معنويات المعارضة، إلا أن صراعاته الداخلية، بالإضافة إلى فشله في تحديد مرشحه للانتخابات الرئاسية، أدّت إلى تراجع الثقة فيه. كما أن تحالف أحزاب ذات خطوط سياسية مختلفة تصل إلى درجة التناقض، واصطفافها مع حزب الشعوب الديمقراطي الموالي لحزب العمال الكردستاني، تسببا في تآكل الثقة في جميع الأحزاب الستة، بما فيها الحزب الجيد. وبالتالي، قد تنسحب أكشنير من التحالف المعارض لحماية شعبية حزبها وتتبنى سياسة تنهي هروب الناخبين من الحزب الجيد إلى حزب الحركة القومية.

أكشنير وكليتشدار أوغلو عقدا مساء الثلاثاء اجتماعا في أنقرة بعيدا عن رؤساء الأحزاب الأربعة الأخرى، إلا أنهما لم يدليا بأي تصريحات إلى وسائل الإعلام بعد الاجتماع، الأمر الذي يدل على أنهما فشلا في إنهاء الخلافات التي تبدو أعمق مما يظهر. كما أن حديث رئيس حزب المستقبل، أحمد داود أوغلو، الذي عرض وساطته لرأب الصدع بين أكشنير وكليتشدار أوغلو، عن أن الرئيسين ليس من حقهما إنهاء تحالف الطاولة السداسية؛ يشير إلى أن هذا الاحتمال وارد بقوة.

twitter.com/ismail_yasa
التعليقات (0)