قال زعيم حزب المستقبل في تركيا أحمد داود أوغلو، إن
الطاولة السداسية قد تتجه لترشيح اثنين للرئاسة في الجولة الأولى، فيما عقد زعيما حزب الشعب الجمهوري والجيد اجتماعا مفاجئا لتجنب الخلافات المتصاعدة بينهما.
وقال داود أوغلو في
مقابلة على قناة "خبر ترك"، إن قادة الطاولة السداسية سيجتمعون في الأسبوع المقبل، وسيتم التوافق على وثيقتين، الأولى بشأن "خارطة الانتقال" والتي قد تمتد إلى 6 أشهر أو 5 سنوات، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي عقبات بشأنها.
أما الوثيقة الثانية، فهي تتعلق ببرنامج الحكومة التي ستشكلها الطاولة السداسية إذا فازت بالانتخابات.
وأقر داود أوغلو، بالاختلافات بين أحزاب الطاولة السداسية قائلا: "الإشكاليات أمر طبيعي بالحياة، والسياسة هي فن حل المشاكل، هناك اختلافات تتعلق بالخلفيات والتوقعات والأسس الاجتماعية للأحزاب الستة، هل نذهب لقطف الورد أم الأشواك؟.. الشيء الواجب حمايته ونحن نسير في الطريق الشائك هو عدم فقدان المسافة التي قطعناها حتى الآن".
وأشار إلى أنه سيتم الحديث بشأن المرشح المشترك في نهاية كانون الثاني/ يناير المقبل، لافتا إلى أنهم أرادوا التوافق على البرامج والإعلان عن الوثيقتين أولا، ثم يأتي المرشح، "لن يجلس أمامنا كحزب سابع بل كمرشح للرئاسة، وكل حزب يرغب في ترشيح رئيسه".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف: "الطاولة السداسية أنتجت بجهد الجميع، ليس فقط
كليتشدار أوغلو وأكشنار، واستطعنا جميعا خلق الأمل للمجتمع، ولا يحق لأحد منا تبديده".
واعتبر داود أوغلو أن القرار المتخذ بشأن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بـ"غير القانوني"، متهما الرئيس أردوغان بالوقوف خلفه.
وتابع: "على أجندة الطاولة فقط مرشح رئاسي مشترك، وليس مرشحين متعددين، ولكن قد يكون كذلك، لكننا لا نفضلها.. إذا غيرت الحكومة من قواعد اللعبة سننظر إلى كافة الاحتمالات.. ولكن هدفنا مرشح رئاسي مشترك".
وأوضح أنه "بالنظر إلى خلفية الألاعيب التي يقوم بها أردوغان، يمكن للطاولة السداسية ترشيح اثنين للرئاسة، عند الضرورة، لكن خطتنا الأساسية مرشح واحد".
وتوقع داود أوغلو أن يحتل حزبه مكانة مهمة في البرلمان بالفترة المقبلة، مشيرا إلى أنه سيكون جزء من الحكومة التي ستشكلها الطاولة السداسية إذا فازت بالانتخابات.
وفي تعليقه على طرح الرئيس التركي لتعديل دستوري بشأن الحجاب وحماية الأسرة، أوضح أن أردوغان يسعى لنقله إلى استفتاء لتتحول الانتخابات إلى ثلاثية الصيغة (رئاسية وبرلمانية واستفتاء)، أو أنه يريد إجراء استفتاء قبل نحو شهرين أو ثلاثة لتحويل ذلك لانتصار له.
لقاء بين أكشنار وكليتشدار أوغلو
وعقد زعماء حزبي الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، والجيد ميرال أكشنار اجتماعا مفاجئا مساء الثلاثاء، بعد أيام من تفاقم الأزمة بينهما على خلفية قرار المحكمة بشأن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
الكاتب محرم ساريكايا في
تقرير على "خبر ترك"، أشار إلى أن كليتشدار أوغلو وأكشنار بعد اجتماع دار ساعتين ونصف توصلا لتوافق بشأن قضيتين مهمتين.
اظهار أخبار متعلقة
اتفق الزعيمان على حل القضايا الإشكالية، وعدم ترك الطاولة حتى النهاية، وعدم تكرار الإشكاليات التي أدت لأزمة بين الطرفين.
وأكد الزعيمان على أنهما سيتعاملان بحساسية من أجل عدم إعطاء أوراق رابحة لأولئك الذين يريدون انهيار الطاولة.
ونقلت أكشنار إلى كليتشدر أوغلو انزعاجها من بشان المقاربات التي أبداها حزب الشعب الجمهوري بسبب موقفها من قضية دعم أكرم إمام أوغلو وذهابها إلى إسطنبول، بالإضافة لتصريحاته بشأن "الشؤون الداخلية للحزب".
وأوضح ساريكايا أن التوقعات كانت بأن كلا الزعيمين لن يتخذا خطوة من شأنها تؤدي لانهيار الطاولة السداسية، والتي بذلا لتشكيلها جهد كبيرا.
وخلال الاجتماع، أعرب كليتشدار أوغلو عن تصميمه لمواصلة الطاولة السداسية طريقها بقوة، مشددا على أنه ينبغي على التركيز المتعلقة بها.
ووفقا للكاتب التركي، فإن أكشنار وكليتشدار أوغلو تجنبا الحديث عن قضية المرشح الرئاسي، ولكن قد يتم مناقشتها في الاجتماع المقبل الذي سيعقد في 5 كانون الثاني/ يناير المقبل.
وفي الوقت الذي تحدث فيه داود أوغلو عن مرشحين، قال كليتشدار أوغلو في تصريحات صحفية إنه يمكن التوجه بأكثر من مرشح، ولكن المصادر في حزبي "الشعب الجمهوري" و"الجيد" لا يفضلان التوجه بأكثر من مرشح، بحسب ما ذكر ساريكايا.
الحزب الذي يتسبب بحل الطاولة سيعاقب من الناخبين
الخبير التركي فهمي كورو، ذكر أنه لا يبدو في القريب أن تحالف الأحزاب الستة سيتفكك، مشيرا إلى أن اللقاء الذي جرى بين أكشنار وكليتشدار أوغلو كان مفاجئا.
وأضاف أنه في نهاية الاجتماع بينهما، لم يقوم الزعيمان بإدلاء أي تصريحات بشأن ما جرى بينهما، لذلك من الصعب الوصول إلى استنتاج بشأن حل حزبي "الشعب الجمهوري" و"الجيد" الذين يختلافان في بعض القضايا الأساسية خلافاتتهم من عدمه، ولاسيما في مسألة المرشح الرئاسي المشترك.
اظهار أخبار متعلقة
واستبعد كورو إمكانية انهيار الطاولة السداسية، لأن الحزب الذي قد يتسبب بذلك قد يثير غضب الناخبين عليه، وعليه قد يتم التوصل إلى حل وسط من خلال أن يكون المرشح المشترك من حزب الشعب الجمهوري بخلاف كليتشدار أوغلو.
وتساءل: "هل سيرفع كليتشدار أوغلو الفيتو عن إمام أوغلو أو منصور يافاش؟"، رغم تأكيده لمرات بأنه ضد ترشحهما والتخلي عن بلديتي إسطنبول وأنقرة.
وأضاف أنه إذا جرى الحديث عن "حل وسط"، وأن يكون هناك مرشحا للرئاسة بخلاف كليتشدار أوغلو، فهذا يعني أنه قد يطلب من أكشنار اقتراح اسم من "الشعب الجمهوري" بخلاف إمام أوغلو ويافاش.