نشرت صحيفة "
نيويورك تايمز" الأمريكية مقال رأي للكاتبة سارة ليال تحدثت فيه عن التطوّر المعماري القطري الذي أدهش الزوار القادمين من كل أنحاء العالم، بما في ذلك
الملاعب الرائعة التي شيدتها قطر في الدوحة لاستضافة مباريات كأس العالم والتي تتميّز بتصميم رائع وفريد من نوعه.
وقالت الكاتبة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن قطر أنفقت حوالي 220 مليار دولار في التحضير لبطولة كأس العالم، وإنشاء المباني الجديدة والأحياء، حتى إنها أنشأت مدينة جديدة بالكامل.
وشيّدت قطر سبعة ملاعب جديدة ومذهلة، يساهم كل منها في الإحساس المستمر بالتنافر المعرفي الذي يسود كأس العالم هذه السنة. وفي أيام المباريات؛ يستغرق الوصول إلى إستاد البيت حوالي ساعة بالحافلة، ويمكن الوصول بسهولة إلى جميع الملاعب الأخرى عبر مترو الأنفاق، أو بواسطة حافلات مجانية. وكل هذا يسمح للمشجعين بزيارة جميع الملاعب في يوم واحد.
وأشارت الكاتبة إلى إستاد المدينة التعليمية الذي يتسع لـ 40 ألف مقعد، ويلوح في الأفق مثل سفينة فضاء من حضارة راقية يتمتع سكانها بذوق عال. ويتغير لونه خلال النهار مع تغيّر تحرك الشمس عبر السماء.
وعلى طول خط مترو آخر، يوجد ملعب 974 الملون، واسمه مشتق من رمز الاتصال الدولي لقطر، وتم إنشاؤه من حاويات الشحن، ومن المقرر تفكيك هذا الملعب في نهاية البطولة.
ونوّهت الكاتبة إلى أنه من الممتع التأمل في
تصميم هذه الملاعب؛ حيث يتمتع إستاد خليفة الدولي بحافة علوية منحدرة بشكل كبير تذكرنا بشريط موبيوس، أما إستاد الجنوب، فيرمز سقفه الوردي المتموج إلى "أشرعة القوارب الشراعية القطرية التقليدية التي تحركها الرياح"، وذلك وفقًا لدليل كأس العالم، بينما يقع استاد أحمد بن علي المهيب، المعروف باسم بوابة الصحراء بسبب المناظر الطبيعية القاحلة خلفه، قرب مول قطر، والذي لم يرق تصميمه للكثيرين.
ويبرز ملعب الثمامة الفريد، المتلألئ مثل التاج الماسي والفضي، والذي قال عبد الرحمن المانع، المتخصص في التخطيط الحضري، "إنه الملعب المفضل لديه". وقد صمم المهندس المعماري القطري، إبراهيم جيدة، هذه الأيقونة المعمارية المستلهمة من القحفية، وهي القبعة التقليدية المنسوجة التي يرتديها الرجال العرب.
وتحدث المانع بشغف عن كيفية تقليص حجم الملاعب المقرر بعد كأس العالم ثم إعادة استخدامها كمراكز مجتمعية ورياضية، محاطة بالحدائق والمناظر الطبيعية، وقال إن "أحد العناصر المهمة في هذه الملاعب هو أنها ستترك إرثًا مستقبليًّا".
ومن المقرر أن يحتضن إستاد لوسيل الأيقوني، الذي يضم أكثر من 88 ألف مقعدًا ويعد أكبر ملاعب قطر، نهائي كأس العالم في 18 كانون الأول/ ديسمبر. وهو عبارة عن وعاء ذهبي عملاق رائع الجمال يبدو بطريقة ما أنه يمتص ويولد ويعكس الضوء في نفس الوقت.
ويقع الملعب على أحد جوانب لوسيل، وهي مدينة قيد الإنشاء على بعد 14 ميلاً من وسط الدوحة. وعلى الرغم من أن المدينة لم تكن موجودة قبل 20 سنة، إلا أنها شيّدت بسرعة ومن المفترض أن تستوعب 450 ألف شخص وتكون بمثابة مركز للرياضة والتجارة والترفيه والسياحة.
واختتمت الكاتبة تقريرها بالقول إنه من المعروف أن قطر شغوفة بجمع الحيوانات، فقد حصلت مؤخرا على اثنين من حيوانات الباندا العملاقة من الصين، ويقال إنها تخطط لبناء حديقة حصرية للزرافات في لوسيل، ولذا فإنه بدا من المعقول أنها ستقوم بتركيب خزان أسماك القرش في منتصفها، وقد وصفت هذه المدينة بـ "مشروع التفاخر".