مقالات مختارة

لماذا ألغت الجزائر المناورات العسكرية مع روسيا؟

بلال التليدي
1300x600
1300x600
أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية بيانا بثته عبر التلفزيون الرسمي، تنفي فيه إجراء أي مناورات عسكرية مشتركة مع موسكو على الحدود مع المغرب، كانت مقررة هذا الشهر، وتعزو نشر هذه الأخبار إلى وسائل إعلام دولية.

بيان أثار كثيرا من التساؤلات حول مضمونه، وطريقة صياغته، والدلالات التي يحملها. وفتح الأبواب على تفسيرات كثيرة، وربما توترات قوية تشوب العلاقات الجزائرية مع الدول الغربية، من المهم الإشارة إلى أن هذه المناورات العسكرية المشتركة مع روسيا، حسب نص بلاغ النفي، كانت مقررة هذا الشهر، وكان الإطار الذي اندرجت فيه، أو بالأحرى الذي يبررها، حسب الرواية الجزائرية والروسية، هو مكافحة الإرهاب.

البلاغ، حسب صيغته، لا ينفي وجود اتفاق بين موسكو والجزائر لإجراء هذه المناورات العسكرية، ولكنه يكتفي بنفي إجرائها في الزمن المتفق عليه، بما يعني أن المقصود بالنفي هو عدم حصول ما كان متفقا عليه في السابق، ليترك الباب مفتوحا أمام مصير هذه المناورات وما إذا كانت ألغيت بالكامل أم أجلت.

المعطى الثاني في لغة البيان، والذي يعمق هذا الغموض، وفي الآن ذاته يوفر إمكانية مهمة لتفسير دلالات القرار هو الإشارة إلى وسائل الإعلام الدولية التي نشرت الخبر.

والحال أن الإشارة في متن البيان إلى وسائل الإعلام الدولية بلغة الجمع، مع نفي ما نشرته، قد يفهم منه أن رسالة البيان الأساسية هو نفي إجراء المناورات العسكرية، لا نفي حصول اتفاق سابق حولها، في حين، ثمة معطيان، يشوشان على هذه الرسالة، أولها أن وسائل الإعلام الدولية سلطت الضوء على ترتيبات إجراء المناورات العسكرية ولم تركز على حدث إجراء هذه المناورات، إذ لا يتصور حصولها في الواقع دون ردود فعل دولية ناجزة، أو على الأقل رد فعل من قبل المغرب الذي يوجد على الحدود، وتبدو الرسالة موجهة إليه بشكل خاص بهذه المناورات، وأما المعطى الثاني، فيتعلق بالموقف الروسي نفسه، فقد سبق أن أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاكاروفا أن المناورات المشتركة مع الجزائر والمقررة هذا الشهر لا تستهدف بلدا ثالثا تعني بذلك المغرب، وهو ما يعني أن الاتفاق كان حاصلا من قبل، وأن القرار الذي تضمنه بيان النفي، حاول أن يجمع بين قضيتين مختلفتين لخلق حالة من الإيهام والغموض، إذ ثمة فارق كبير في تقرير مناورة عسكرية ثم إصدار قرار بتأجليها أو إلغائها، وبين نفي عدم إجرائها، وفي الوقت ذاته، الحديث عن «أن كل التمارين العسكرية مع الجانب الروسي أو مع شريك آخر يتم الإعلان عنها من قبل وزارة الدفاع الجزائرية»، فهذه الفقرة، تعمق الغموض أكثر، وتجعل المتلقي لبيان النفي، يفهم أن وزارة الدفاع الجزائرية، بحكم أنه لم يسبق لها أن أعلنت بشكل رسمي عن هذه المناورات العسكرية، وإنما تم الإعلان عنها من الجانب الروسي، فإن الاتفاق بشأنها لم يحصل أصلا، فضلا عن الحديث عن إجرائها من عدمه.

واقع هذا الارتباك أو الغموض الذي تكشف لغة البيان، يؤكد بأن ثمة مسافة بين الاتفاق وبين تنفيذ الاتفاق، وأن الجوهري في البيان هو نفي تنفيذ المناورات لا نفي حصول الاتفاق من أصله، وأن إضافة الفقرة التي تربط حصول الاتفاق أو إجراء المناورات ببيان رسمي من قبل وزارة الدفاع، يفهم منها نقد الطريقة التي تصرف بها الشريك الروسي في الإعلان عن تاريخ إجراء المناورات المشتركة وهدفها ومكانها، بسبب ما تعرضت له الجزائر من ضغوط يوضحها حجم التغطية الإعلامية التي سلطت على هذا الحدث من قبل الإعلام الدولي.

الملاحظ على هذا البيان، خلوه من الحديث عن المغرب، في الوقت الذي اعتادت القيادة الجزائرية، كما القيادة العسكرية، توجيه اتهامات للرباط، ونسبة الحملات والمناورات التي تستهدف الجزائر إليها، وهو معطى جوهري لا بد من أخذه بعين الاعتبار في تحليل لغة البيان، إذ حرصت القيادة العسكرية الجزائرية على عدم تسييس هذا الملف، لأنه لا يخدمها، ولأنه يسقطها في لعبة الإقرار الضمني بخضوعها لضغوط شديدة، أملت عليها تغيير موقفها.

لا نريد أن نخرج من لغة البيان أكثر مما تضمنته عباراته، فأقصى ما يمكن أن يفهم من رسالته أن الجزائر سبق لها أن أبرمت اتفاقا حول إجراء هذه المناورات، وأنها اضطرت لتغيير موقفها، واضطرت إلى أن تستبق أي حملة ضدها، وأكدت عدم إجراء هذه المناورات خلافا لما تزعم وسائل إعلام دولية، ليبقى السؤال الكبير، هو حيثيات الإلغاء أو التأجيل، ومسبباته، والرسالة التي تريد الجزائر توجيهها من خلال هذا البيان للمجتمع الدولي، وهل هذا تأجيل قرار جزائري تفهمته موسكو، أم قرار روسي تم دفع الجزائر للتغطية عليه بهذا البيان، أم أن الإلغاء حصل بالاتفاق بين الطرفين.

حتى الآن لم يصدر عن موسكو أي موقف رسمي بخصوص قرار تأجيل أو إلغاء هذه المناورات العسكرية المشتركة، والظاهر أن الفقرة التي حملها البيان حول اختصاص وزارة الدفاع عن الإعلان عن المناورة في حال إجرائها، يرجح أن قرار الإلغاء كان جزائريا، ولم تكن موسكو شريكة فيه، إذ غالبا ما تكون الخارجية الروسية مبادرة للإعلان، بحكم أن هذا المؤشر يقول الكثير عن قدرتها على الانفلات من الضغط الغربي، وأن العالم لم يعد محكوما بقوة وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية، وأن دولا ذات سيادة قريبة من موسكو أصبحت تتصرف بتحرر من ضغط التحالف الغربي.

العودة إلى وسائل الإعلام الغربية، وبالتحديد المضمون الذي كانت تبثه طيلة هذا الشهر عن هذه المناورات يقدم معطيات جد مهمة حول الحيثيات المفترضة لإلغاء المناورات، إذ لم يكن الحديث منصبا بدرجة أولى عن المناورات، بقدر ما كان يدور حول قيمة صفقة الأسلحة الضخمة التي ستبرمها الجزائر مع روسيا، وتوسع حجم الإنفاق العسكري في ميزانية الجزائر لهذا العام.

المعطيات الرسمية الجزائرية تشير إلى الإنفاق العسكري في موازنة هذه السنة بلغ22 مليار دولار، وهي أضخم ميزانية يحصل عليها الجيش الجزائري منذ استقلال البلاد، بما يعادل20 في المائة من مجموع الميزانية العامة للدولة، والتي بلغت 98 مليار دولار.

وما رشح من معطيات تخص العلاقات العسكرية الجزائرية مع روسيا، تتحدث عن أضخم صفقة تسلح جزائرية ستبرمها مع موسكو بقيمة 17 مليار دولار.

منذ مدة ليست بالقصيرة، والولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبا، ترسل إلى الجزائر رسائل غير مشفرة حول دورها في التمكين للنفوذ الروسي في المنطقة، وبشكل خاص في مالي والساحل جنوب الصحراء وشمال إفريقيا، وكانت في الواقع، تحذرها من مخاطر أن يصل التعاون العسكري الجزائري الروسي إلى المستوى الذي تصبح فيه الجزائر بمعنى من المعاني ممولا للحرب على أوكرانيا، أو الحرب على الغرب على الأقل كما هو التعريف الغربي.

الاختلاف الأوروبي مع الجزائر، ظهرت بعض مؤشراته الكبرى في مجال التعاون العسكري، فقد انعقد الاجتماع الرابع عشر لرؤساء أركان الجيوش المسلحة في بلدان مبادرة 5+5 بالرباط بمشاركة 8 من رؤساء أركان القوات المسلحة للبلدان الأعضاء المبادرة أي فرنسا وإيطاليا وليبيا ومالطا وموريتانيا والمغرب والبرتغال وإسبانيا، في حين تغيبت كل من الجزائر وتونس لأسباب غير مفهومة رجح البعض أن تكون بسبب مكان الانعقاد (الرباط)، وما يثيره الحضور من كسر قرار قطع العلاقات الدبلوماسية، لكن الظاهر، أن الأمر هو أكبر من ذلك، فالجزائر لا تريد أن تحضر في لقاء تعاون عسكري مع رؤساء أركان قوات مسلحة دول تصنف سلوكها العسكري ضمن جهود دعم موسكو وتمويل الحرب على أوكرانيا والغرب.

التقدير أن الجزائر، وتحت وقع من ضغوط أو رسائل مباشرة من قيادات غربية، قررت إلغاء المناورة العسكرية، وقررت في الآن ذاته توجيه رسائل إلى قادة دوله، حول عدم تصديق أي خبر يتم تداوله حول علاقاتها العسكرية مع موسكو، إذ لم يكن المقصود فقط نفي خبر إجراء المناورات، بل المقصود الأول، هو نفي عام، لأي أخبار تتداول عن علاقة الجزائر العسكرية مع روسيا، وهو ما يعني أن قصدها الأساسي هو نفي حصول تلك الصفقة الضخمة التي تزعج الدول الغربية، وتعتبرها خطا أحمر، سيترتب عن تجاوزه تداعيات كبرى تخص العلاقات الجزائرية مع كل من الولايات المتحدة ألأمريكية وأوروبا.

(القدس العربي)
التعليقات (5)
ناقد لا حاقد الى غزاوي
السبت، 11-02-2023 10:29 م
التطبيل للرنجاز العسكري اصبحت مهنة تحتكرها بكل سخافة و اصبحت اضحوكة في هذا الموقع
غزاوي
السبت، 10-12-2022 07:37 م
مجرد تساؤل. هل الجزائر خضعت أو تخضع لضغوطات أمريكا !!!؟؟ نبدأ برسالة 27، أعضاء الكونغرس التي أخذت أكثر من حقها ومن حجمها لأن فقط تعلقت بالجزائر. الجزائر تجاهلتها واعتبرتها لا حدث، لأنها تعرف من ورائها، وتركت المهمة لأصحاب القرار في أمريكا الذين يقدرون حجمها ودورها. يوم 21/09/20222 التقى لعمامرة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى السفيرة باربرا ليف، وصفته الخارجية الأمريكية بما نصه: “ الجزائر شريك قوي لواشنطن من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والقارة الإفريقية”. انتهى الاقتباس. وفي 22/09/2022، التقت نائبة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان مع لعمامرة في نيويورك وغردت بما نصه: "إن اللقاء تناول قضايا الأمن الإقليمي وحقوق الإنسان وشراكتنا الاقتصادية، وأتطلع إلى مواصلة تعميق علاقتنا القوية والمستدامة." انتهى الاقتباس بعد لقاءها وزير خارجية الجزائر يوم:05/10/2022، غردت سفيرة أمريكا بما نصه:" “من دواعي سروري لقاء الوزير لعمامرة ومناقشة العلاقة الثنائية القوية والمتنامية بين الولايات المتحدة والجزائر”. انتهى الاقتباس. على هامش القمة العربية التقى رمضان لعمامرة نائبة مساعد وزير الخارجية ياعيل لمبرت التي مثلت بلادها كضيفة شرف في القمة، صدر بيان لمكتب الشرق الأدنى بالخارجية، جاء فيه ما نصه: "تفخر الولايات المتحدة بشراكتها مع الجزائر، الرائدة الإقليمية في تعزيز الاستقرار والأمن... ولتعزيز الشراكة طويلة الأمد والعلاقات الثقافية وتوسيع التعاون في المصالح المشتركة" انتهى الاقتباس. وفي مقال ثري جدا عن العلاقات الجزائرية الأمريكية نشره موقع "oilprice.com"، بتاريخ:12/11/2022، تحت عنوان: « Why Washington Needs A Friendlier Approach To This Major Gas Producer » قال كاتبه جيمس دورسو ما نصه: « It's not in the U.S. interest to sanction an important player such as Algeria at this moment in time. » وقبل رسالة أعضاء الكونغرس بأشهر، نشرت مجلة "الدفاع العبري" بتاريخ:06/07/2022 مقالا تحت عنوان:"الكيان يدفع ثمن العلاقات مع المغرب:الجزائر تحتضن حماس"، جاء فيه ما نصه: "الكيان يبيع الأسلحة للمغرب في نزاعه الإقليمي حول منطقة الصحراء الغربية..والجزائر ترد بدعم قادة حماس في غزة...سيكون على الموساد والجيش الصهيوني بناء بنية تحتية قتالية مختلطة لإحباط دعم حماس من الجزائر وستعتمد في ذلك على المخابرات المغربية وعلى الجماعات الانفصالية في الجزائر...ولكن يصعب على الرباط التفوق دبلوماسيا على الجزائر في علاقاتهما مع الغرب بسبب اعتماد أوروبا على الغاز الجزائري. بل إن الجزائر تعتبر أكثر أهمية حتى في البيت الأبيض" انتهى الاقتباس. في تصريح للصحافة عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون يوم:06/12/2022، قال منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي، بريت ماكغورك ما نصه: "إن الشراكة بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية “قوية جدا”، ونعمل سويا من أجل تعزيزها أكثر"
غزاوي
السبت، 10-12-2022 07:37 م
مجرد تساؤل. هل الجزائر خضعت أو تخضع لضغوطات أوروبا !!!؟؟ ربما العكس هو الصحيح، الجزائر في وضع يجعلها هي من تفرض شروطها وتضغط على غيرها. والدليل أن أصبحت قبلة الأوروبيين. في مقال نشرته "رأي اليوم"، بتاريخ:17/11/2022، تحت عنوان:" فيما فشلت تونس ومصر وليبيا.. الجزائر أول دولة عربية تجبر دولا غربية مثل فرنسا وإسبانيا على إعادة أموال قام بتهريبها مسؤولون جزائريون سابقون"، جاء فيه ما نصه: " الجزائر أول دولة عربية تنجح في إقناع وإجبار الأوروبيين على تلبية طلبها عكس ما حدث مع دول مثل مصر وتونس وبالخصوص ليبيا" انتهى الاقتباس. وهي الدولة الوحيدة أيضا من دول "العالم الثالث" التي أغلقت أجوائها في وجه الطيران الحربي الفرنسي وتفرض حصارا سياسيا واقتصاديا على إسبانيا، العضوين في الإتحاد الأوربي وحلف الناتو، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، باشتراط رفع حصارها وعودة العلاقات مع اسبانيا إلى تنحي حكومة سانشيز، ولو بعد سنين. وأجبرت الإتحاد الأوربي أن يقف على مسافة في خصومتها مع اسبانيا، وكذلك فعل بعد تصريح بوريل المندد بالحصار. خلال حملته الانتخابية للرئاسيات في الجزائر خريف 2019، قبل الحرب الأوكرانية وقبل ارتفاع أسعار البترول، كل الخبراء أكدوا لجوء الرئيس المنتخب للاستدانة الخارجية، فجاء الرد المفاجئ والغير المتوقع من المرشح تبون وبعد فوزه في ماي 2020 لوسائل إعلام محليه ما نصه: "لن نذهب للمديونية, لن نذهب لا لصندوق النقد الدولي و لا للبنك الدولي لأن المديونية تمس بالسيادة الوطنية و هي تجربة عشناها بداية التسعينيات...عندما تقترض لدى بنوك أجنبية لن يمكنك التكلم لا عن فلسطين و لا عن الصحراء الغربية" انتهى الاقتباس. أفهموا يا ناس. وبالعودة لاعترافات الأجانب، جاء في مذكرات السفير الفرنسي السالف الذكر ما نصه: "Les Algériens savent faire plier leurs interlocuteurs, dont nous sommes(les français) évidemment". وينقل السفير درايانكور تصريحا لموريس جوردو مونتاني، الأمين العام للسفارة عندما كان هو في الجزائر، قال فيه ما نصه: “بالنسبة لفرنسا ودبلوماسيتها، كان هناك بلدان مهمّان بشكل خاص ولأسباب مختلفة بالطبع: ألمانيا والجزائر. لذلك يجب أن نكون منتبهين لعلاقاتنا مع هذين الشريكين الرئيسيين”. انتهى الاقتباس. وفي نفس مقال صحيفة “لوبوان” الفرنسية قال بن جلون ما نصه: "إن الجزائر لا تقدم تنازلات" انتهى الاقتباس. وفي مقال نشرته جريدة "هسبريس' الإلكترونية المغربية بتاريخ:09/11/2022، تحت عنوان:" الأزمة الصامتة تشتد بين الرباط وباريس.. رهانات المغرب تنتظر خطوات فرنسا"، جاء فيه عن لسان عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ما نصه: “زيارة ماكرون الأخيرة والشروط الجزائرية التي استجابت لها فرنسا، متسائلا عن “دور الخارجية المغربية وصمتها كأن لا شيء يقع”. انتهى الاقتباس. في حوار نشرته جريدة " algeriepatriotique" يوم:25/08/2022، قال جاكوب كوهين عن زيارة ماكرون للجزائر ما نصه: "Il (Macron) vient donc en demandeur et devra donner des gages qui iront dans l’intérêt de l’Algérie. Cela n’est pas dans sa nature, mais il devra faire preuve d’humilité." والرد على محاولة أعضاء الكونغرس الأمريكي التأثر عليها أو ردعها، تركته لسفيرة الولايات المتحدة في الجزائر أخيرا وليس آخرا، الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي دفعت 5630000 شهيد، ثمنا لحريتها، رفضا للهيمنة الفرنسية والانسلاخ عن هويتها أو التنازل عن سيادتها عكس بعض الدول التي تسولت حريتها وقايضت استقلالها بالتنازل عن سيادتها. فلا يعقل أن تلغي اليوم مناوراتها مع حليف لها لضغوطات أحد. مما اضطرها لمضاعفة ميزان دفاعها، والمبلغ زهيد جدا، نظرا لمقدراتها، لا سيما عندما يتعلق الأمر بحماية أراضيها وسيادة قراراتها، ولكي لا تُجبر على خيانة أو التخلي عن حلفائها. لتذكير القراء الكرام: - موريس جوردو مونتاني: هو دبلوماسي فرنسي مخضرم وسفير سابق لدى الصين واليابان والمملكة المتحدة وألمانيا. - جاكوب (يعقوب) كوهين: هو كاتب ومفكر مغربي من المغاربة اليهود، هاجر إلى فرنسا وحصل على جنسيتها وهو ومقيم الآن بالعاصمة الفرنسية باريس.
غزاوي
الخميس، 08-12-2022 05:10 م
مجرد تساؤل. لمن يريد الدليل على سيادة الجزائر !!!؟؟ في التعليق الثاني ذكرت غلق الأجواء على الطائرات الفرنسية وفرض الجزائر لحصار إقتصادي وسياسي علة اسبانيا. البلدين العضوين في الإتحاد الأوروبس والحلف الأطلسي. كينيدي كان من أشرس الداعمين للثورة الجزائرية، وكان أول المهنئين للجزائريين على الاستقلال. ولما زاره بن بلة في أكتوبر 1962، كرد للجميل، طلب منه كينيدي أن يلغي زيارته لكوبا ألد أعداء أمريكا، فأجبه بن بما نصه: "جئتكم وأنا رئيس دولة صديقة ولكنني أذهب أينما أريد". انتهى الاقتباس. (من مذكرات الطاهر زبيري ج2، صفحة 131)، بل أن طائرة كوبية هي التي نقلت بن بلة من واشنطن إلى هافانا. بومدين لم يتردد في قطع العلاقات مع أمريكا من 1967 إلى 1974 بسبب مساندتها للكيان الصهيوني. الشادلي بن جديد لم يتردد في احتضان المجلس الوطني الفلسطيني في نوفمبر 1988حيث تم إعلان دولة فلسطين. تبون لم يتردد في جمع الفصائل الفلسطينية التي تعتبرهم أمريكا "إرهابيين". الجزائر لم تتردد في احتضان منظمة الفهود السوداء الأمريكية. وجاء في مقال جيمس دورسو الذي نشره موقع" oilprice.com" السالف الذكر ما نصه: "ترسم الدولة (الجزائر) مسارًا مستقلاً، ولا تتدخل في الشؤون المحلية، ولها علاقات وثيقة مع روسيا والصين. الجزائر من أشد المنتقدين لإسرائيل ، وعارضت الغزو الأمريكي للعراق في 2003 و 2011 تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا، وشجبت اتفاقات إبراهيم، التي اعترفت بادعاء المغرب المجاور سيطرته على الصحراء الغربية، وتحافظ على علاقات مع حكومة الأسد في سوريا." انتهى الاقتباس فضلا أن تبون استقبل رئيسا فنزويلا وكوبا على التوالي يوم: 10/11/2022 و يوم: 17/11/2022، وهما ألد أعداء أمريكا. وتكون هكذا الجزائر أحبطت عقلية أمريكا: “إما أن تكون معنا أو مع الإرهابيين” . على فكرة أمريكا تحترم من يحترم نفسه، وتذل من له قابلية للإذلال.
غزاوي
الخميس، 08-12-2022 05:07 م
مجرد تساؤل. ما هو سبب إلغاء المناورات !!!؟؟ الظاهر أن صاحب المقال دوخه بيان وزارة الدفاع الجزائري، وتاه بين مفرداته وعبراته ولم يرصوا على رأي. وأقول له ولمن أراد أن يكتب عن الجزائر أو الجزائريين عليه أن يفك شفرتهم، بقراءة تاريخهم، ودراسة شخصيتهم. في مذاكراته المعنونة: ”اللغز الجزائري: أوراق سفارة في الجزائر"، قال كسافيي دريانكور سفير فرنسا السابق لدى الجزائر لمدة 8 سنوات على فترتين، ما نصه: "بعد ثماني سنوات من التواجد فيها، لا تزال الجزائر غامضة، على الأقل بالنسبة لي... لقد احتللنا الجزائر لمدة 132 سنة وخضنا معها حربا لمدة 7 سنوات لكن لا يوجد إلا عدد قليل من الفرنسيين الذين يقصدون الجزائر عكس تونس والمغرب وهذا يؤكد أن الفرنسيين لا يعرفون الجزائر” انتهى الاقتباس. في مقال نشوره في صحيفة “لوبوان” الفرنسية بتاريخ: 22/08/2022، تحت عنوان: " ريح باردة بين المغرب وفرنسا"، قال الطاهر بن جلون الكاتب المغربي ما نصه: " وقيامه (ماكرون) بهذه الزيارة إلى الجزائر تؤكد أنه لم يفهم آلية النظام الجزائري....” انتهى الاقتباس.