حروب دون قتال

الحروب دون قتال يقصد بها الحرب النفسية التي تهدف إلى تثبيط معنويات الخصم، وإضعاف قدراته القتالية والتأثير على جبهته الداخلية.


الحروب النفسية تهدف إلى إحياء الروح المعنوية من جهة؛ وتثبيط قدرة الخصم من جهة أخرى، وتعتمد على تكثيف الدعاية بأنواعها، وكلها ترتكز على بث المعلومات الخاطئة أو المضللة لإثارة الرأي العام، إضافة إلى بث الشائعات، وأخطرها الشائعات الغامضة والهجومية وشائعة الخوف، وفقا للمؤسسة العربية للدراسات والنشر.

وتهدف الحرب النفسية إلى تثبيط معنويات الخصم، وإضعاف قدراته القتالية والتأثير على جبهته الداخلية.

ولم يشهد العالم منذ الحرب الباردة للفترة بين 1947-1991 حربا نفسية كتلك التي يشهدها اليوم على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث استخدمت فيها كل أساليب وتقنيات التضليل أو التضخيم الإعلامي من قبل الأطراف المتقاتلة والمتحالفة معها، وأولها أسلوب الكتم أو الحجب المعلوماتي، وثانيها أسلوب التسريب والنشر والبوح المعلوماتي، وثالثها التلاعب بالحقائق والصور وكلها تهدف إلى تشويش وعي الطرف المستهدف، وتجريده من القدرة على رد الفعل المناسب، وتوجيهه لتحقيق الأهداف المرسومة طواعية، إضافة إلى افتعال الأزمات وتهويلها، وتضخيم أزمة الحبوب والمجاعات الناجمة عنها، وتهويل إستخدام الأسلحة النووية، وتضخيم استهداف السدود والجسور والكابلات البحرية والمحطات النووية، وتكثيف الدعاية حول ميزات الأسلحة المستخدمة لكلا الطرفين لتجربتها ميدانيا ولبيعها مستقبلا كلها تدخل في نطاق الحرب النفسية، بما أثار الرعب والقلق وشغل وسائل الإعلام وأربك الاقتصاد العالمي، ورفع أسعار الغذاء والنقل والطاقة.

اظهار أخبار متعلقة


ومن نماذج التضليل الإعلامي أن كلا الطرفين يتبادلان الاتهامات بشأن استهداف محطة (زاباروجيا) للطاقة النووية وخط (نورد ستريم ) لنقل الغاز واستخدام القنبلة القذرة والأسلحة المحرمة.

المركز الأوروبي لدراسات الاستخبارات فند جانبا من الدعاية الروسية المضادة، في حين أقدمت المفوضية الأوروبية في شباط/ فبراير الماضي على منع بث قناتي "RT"، و"Sputnik" وتقييد وصولهما إلى وسائل الإعلام الأوروبية، إضافة إلى إطلاق منصة "دي فاكتو" لمكافحة التضليل الإعلامي بحسب إذاعة "مونت كارلو"، ليصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في آذار/ مارس الماضي قانون "التضليل الإعلامي" الذي يفرض عقوبات وغرامات مالية على نشر المعلومات المضللة التي تضر بسمعة الجيش الروسي، وقد استهدفت روسيا بالمقابل وسائل إعلام غربية وفي مقدمتها (ديلي ميل) البريطانية، و(دير شبيغل) الألمانية، و(لو فيغارو) الفرنسية، و(لاستامبا) الإيطالية.

التعليقات (0)