حقوق وحريات

شرطة بريطانيا تعتذر لتقصيرها مع امرأتين سوريتين قبل مقتلهما

أبلغت الشرطة عودة بأن عليها أن تحل مشاكلها بنفسها- شرطة ويست ميدلاند
أبلغت الشرطة عودة بأن عليها أن تحل مشاكلها بنفسها- شرطة ويست ميدلاند

اعترفت الشرطة البريطانية بتقصيرها في الاستجابة لنداءات استغاثة من امرأة سورية قبل مقتلها مع والدتها عام 2018.

وكانت رنيم عودة ووالدتها خولة سليم قد قتلتا طعنا على يد الزوج السابق للأولى في مدينة سوليهل بمقاطعة ويست ميدلاند، رغم أن عودة اتصلت أكثر من مرة بالشرطة للإبلاغ عن اعتداءات وتهديدات زوجها السابق، الأفغاني جانباز تارين. لكن كان رد الشرطة أن عليها أن تحل مشاكلها بنفسها، وفق ما جاء في أحد التسجيلات الصوتية لاتصالاتها.

وحسب عائلة المرأتين فإنهما تلقتا طعنات قاتلة بينما كانت عودة لا تزال على الهاتف في اتصالها الأخير؛ ترجو من الشرطة المسارعة لمساعدتها، بعد منتصف ليلة 27 آب/ أغسطس 2018.

وخلصت هيئة محلفين إلى أن الشرطة ارتكبت أخطاء ساهمت بشكل مباشر في مقتل المرأتين، وهو ما دفع شرطة ويست ميدلاند للاعتذار للعائلة الجمعة.

 



وكان تارين قد أدين بجريمة قتل المرأتين، وحُكم عليه في كانون الأول/ ديسمبر 2018 بالسجن لمدة 32 سنة كحد أدنى، بعدما اعترف بجريمته.

ونقلت بي بي سي عن شقيقة خولة سليم، نور نوريس، أن شرطة ويست ميدلاند كان لديها "العديد من الفرص لإنقاذ حياتهما، حتى النهاية". وقالت: "خدلان خولة ورنيم خارج التصور".

ومساء 26 آب/ أغسطس، أي في الساعات الأخيرة قبل مقتلها، أجرت عودة ستة اتصالات برقم الطوارئ بعدما قام تارين بضربها في مطعم ثم تبعها مع والدتها إلى منزلهما، بينما فشلت الشرطة في اللحاق بهما.

واستمعت هيئة التحقيق لتسجيل للمكالمة الأخيرة لعودة مع الشرطة، حيث يمكن سماعها وهي تصرخ بينما تتعرض للهجوم من زوجها السابق في وقت مبكر من 27 آب/ أغسطس.

وأُبلغت لجنة التحقيق أن الشرطة تأخرت في الاستجابة لنداء عودة بسبب الانشغال بحادثة إطلاق نار في المنطقة ذاتها، ولم ترسل أحدا إلى منزل المرأتين إلا بعد سماع صراخ عودة أثناء الاعتداء عليها خلال الاتصال الأخير.

واسترجعت الهيئة المستقلة للتحقيق في سلوك الشرطة؛ تفاصل 10 شكاوى عن اعتداءات سابقة على المرأة جرى تسجيلها بين نيسان/ أبريل وحتى آب/ أغسطس 2018.

وقال رئيس الهيئة في ويست ميدلاند ديريك كامبيل؛ إن التحقيق كشف عن أن الشرطة فشلت في إجراء تدقيق أمني بشكل مقبول خلال استجابتها للبلاغات عن العنف المنزلي بين عودة وتارين، وتعاملت مع كل حادثة على حدة"، مشيرا إلى أن الشرطة لم تأخذ في الاعتبار احتمال زيادة مستوى العنف.

واستمعت لجنة التحقيق كيف أن رنيم عودة فرّت من سوريا عام 2014 بسبب الحرب، وأنها التحقت بأمها وعائلتها في بريطانيا.

والتقت بتارين في كلية سوليهل قبل أن يتزوجا في نيسان/ أبريل 2017، لكن بحسب خالتها فإن تارين عاملها كأنها مُلكه. ثم بدأ الزواج بالانهيار بعدما اكتشفت عودة أن زوجها متزوج من أخرى في أفغانستان ولديه أطفال.

ولم يكف تارين عن ملاحقة عودة بعد انفصالهما، ورغم عدة اتصالات مع الشرطة للإبلاغ عن الاعتداء عليها لكن الشرطة لم تقم بفعل الكثير بحسب خالتها، التي أوضحت أنه بدلا من ذلك فإن زيارة من مسؤولي الرعاية الاجتماعية جعلتها تخشى من انتزاع طفلها منها.

وكشف التحقيق أن تارين رغم اتهامه بالاعتداء على عودة، إلا أنه لم يتم اعتقاله أو حتى استدعاؤه للاستجواب الطوعي.

وبناء على التحقيق فقد خلصت الهيئة المستقلة إلى أن تسعة من عناصر الشرطة في ويست ميدلاند أساؤوا التصرف ووجهت إليهم تنبيها، وأوصت بإحالة خمسة منهم لاتخاذ إجراءات إدارية بحقهم.

وقال نائب رئيس شرطة ويست ميدلاند، آندي هيل: "كان يمكن فعل المزيد لحماية رنيم من سلسلة العنف المنزلي التي عانت منها في الأشهر التي سبقت وفاتها على أيدي رجل مضى قدما حتى قتلها مع والدتها".

 

التعليقات (2)
علي
الإثنين، 21-11-2022 10:44 ص
لاافهم هؤلاء الناس! فقدت امرأتان حياتهما بسبب غباء الشرطه ثم يعتذرون!! ماذا يفيد الاعتذار؟! هل يعيد الحياه لهما؟
ناقد لا حاقد
الأحد، 20-11-2022 06:19 م
الافغاني النذل له من الله ما يستحق و الله يرحم و يغفر المراءة و امها و الله يحتسبهمن في جنة الفردوس ...شيء مؤسق و محزن و النظام البريطاني كله ضعيف في كل شيء و اعتبره مسؤولا عن ارتفاع الجرائم و زيادة حدة الخطاب العنصري مع حزب المحافظين المملوء بالاغبياء