صحافة إسرائيلية

"يديعوت": الفلسطيني الذي يجتاز الشاباك والجيش لا يمكن وقفه

تزايدت عمليات المقاومة مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين- تويتر
تزايدت عمليات المقاومة مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين- تويتر

أكدت صحيفة عبرية، أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المقبلة، برئاسة بنيامين نتنياهو، لن تستطيع إيقاف العمليات الفلسطينية التي ينفذها الأفراد الذين يجتازون الشاباك والجيش ويتمكنون من القيام بعمليات مقاومة. 
 
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في افتتاحيتها التي كتبها المعلق العسكري، يوسي يهوشع، أن "العملية القاسية التي وقعت الثلاثاء، قرب مستوطنة "أرئيل"، نفذت قبل ساعات من أداء أعضاء الكنيست اليمين القانونية، وعمليا فإن العملية استقبلت الحكومة القادمة". 
 
وقالت: "كما كان متوقعا؛ القرب بين الأمني والسياسي ولد خطابا كفاحيا على ألسنة محافل في الائتلاف المنتظر، وعليه فإن من المهم أن نقول منذ الآن للحكومة التالية، إنه لن يكون أي حل آخر، فليس للجيش الإسرائيلي مثل هذا الحل، وبموجب ذلك، فإن على أعضاء الائتلاف والوزراء الكابينت، ألا ينثروا الوعود والتصريحات". 

 

اقرأ أيضا: مقتل 3 مستوطنين بعملية طعن في سلفيت (شاهد)
 
وأفادت الصحيفة بأن منفذ عملية سلفيت الشهيد محمد مراد سامي صوف (18 عاما)، التي وقعت الثلاثاء وأدت إلى مقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين وإصابة آخرين، كان لديه تصريح عمل في المنطقة الصناعية التابعة لـ"أرئيل"، ولم تكن له أي خلفية أمنية". 
 
وأكدت الصحيفة أنه "لا يوجد سبيل لوقف منفذ فرد، اجتاز "الشاباك" والإدارة المدنية، إلا بعمل أفضل لقوات الجيش و/أو القوات الشرطية في الميدان"، منوهة إلى أن "الجيش لا يمكن له أن يصب المزيد من القوات النظامية في الضفة الغربية". 
 
وأشارت إلى أن "مستوى قوات الجيش تضررت لأنها لا تتدرب، وأحد القرارات العاجلة التي سيتعين على رئيس الأركان التالي هرتسي هليفي أن يتخذها هو، هل يستنفد القوات النظامية أم يجند الاحتياط، ما سيكلف الاقتصاد الكثير جدا في فترة أزمة اقتصادية؟". 
 
وبسب محافل عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى، "جاءت العملية بعد أسابيع هادئة نسبيا، حيث سجل هبوط في العمليات والإخطارات، خاصة بعد شهر تشرين الأول/ أكتوبر الأقصى على إسرائيل منذ بداية السنة". 

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يعيش "صدمة" بعد عملية سلفيت.. وحرب اتهامات
 
ونبّهت "يديعوت" إلى فشل التقديرات الإسرائيلية الأمنية والعسكرية في تقدير إلى أين تسير الأمور، حيث كان التوجه أن "إسرائيل أمام تغيير في الاتجاه، وقد كانوا حذرين من أن يتحدثوا عن ذلك بصوت عال"، موضحة أن "هناك في هيئة الأركان، من اعتقد بأن الموجة انكسرت، بل وخططوا لحدث إنهاء بمناسبة كسرها، مع توزيع الأوسمة والنياشين وشهادات التميز".
 
ونبّهت إلى أن "الواقع في الضفة الغربية، يفيد بأننا في وضعية مختلفة، أطول وأكثر استنزافا، وهي تشهد على اعتمال أعمق في المجتمع الفلسطيني، فهناك من يتلقى الإلهام من الشبكات الاجتماعية ويستمدون من هناك الدوافع"، مؤكدة أن "عملية كهذه، والتي نجحت أكثر بكثير مما خطط له المنفذ، من شأنها أن تصبح نموذجا للاقتداء؛ سواء من ناحية الجسارة أم من ناحية التطلع لأكبر عدد ممكن من القتلى الإسرائيليين". 
 
ولفتت الصحيفة إلى أن "الجيش وللمرة الثانية، انتقد الحراسة في "أرئيل" على خلفية مشاكل السلوك والسعي إلى الاشتباك، لكن على الضباط أن يتذكروا أن أداء قوات الجيش في أحداث عدة؛ مثل عملية شعفاط، كان إشكاليا".

 

"معاريف": العمليات ستزداد
 
في حين تحدثت صحيفة عبرية أخرى عن "معضلة" المكلف بتشكيل حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة، زعيم معسكر اليمين، بنيامين نتنياهو، مؤكدة أن الفترة المقبلة ستشهد عمليات فلسطينية أوسع وأخطر من سابقتها.  
 
وأكدت صحيفة "معاريف" العبرية في تقرير أعده الخبير تل ليف رام بعنوان "معضلة نتنياهو"، أن "عملية "أرئيل" التي وقعت الثلاثاء، هي من أقسى العمليات التي وقعت في الضفة الغربية في السنوات الأخيرة"، حيث قتل 3 مستوطنين وأصيب آخرين. 
 
وأوضحت أن "هذه العملية، هي مؤشر واضح على أن التصعيد الأمني لن يختفي من المكان"، مؤكدة أن "إحباط عمليات الأفراد التي تنفذ بمبادرة خاصة، ولم يعلم بها جهاز الأمن ولا يحتاج منفذها سوى سكين، بلطة أو سيارة، كان وسيبقى التحدي الأكثر تعقيدا لجهاز الأمن في التصدي لموجة العمليات الأخيرة في الضفة الغربية". 
 
وأضافت: "ما بدأ في آذار/ مارس بعمليتين نفذهما (فلسطينيان من الداخل) في بئر السبع والخضيرة، تبناه آخرون عملوا انطلاقا من مفهوم وطني فلسطيني في العمليات القاسية في "بني براك" و"تل أبيب" وفي "العاد"، في العمليات الخمسة هذه وحدها  قتل 17 إسرائيليا". 
 
ونبهت الصحيفة، إلى أن جهاز الأمن فشل في تشخيص تلك الخلايا في وقت مبكر، غير أن الشرارة التي أشعلت استغلت لتشجيع العمليات، حيث خرجت بعض العناصر من جنين بالأساس، وقامت بتنفيذ "عمليات قاسية في "تل أبيب" و"بني براك" و"العاد". 
  
ولفتت "معاريف"، إلى أن "مجموعة "عرين الأسود" في نابلس وتنفيذ العددي من عمليات إطلاق النار، جذبت انتباه تنظيمات جديدة حول هدف واضح"، مؤكدة أن "العمليات المركزة التي ضربت "عرين الأسود"، اتضح أنها لا تكفي". 
  
وذكرت الصحيفة، أن "مخزون منفذي العمليات الذين حتى لحظة القرار للخروج إلى العملية ولم تكن لهم مشاركة في المواجهات، ليسوا معروفين لجهاز الأمن، وهذا أمر في ارتفاع دراماتيكي، والتقدير المعقول في جهاز الأمن؛ أن الأشهر القادمة ستكون مشحونة على نحو خاص، وموجة العمليات الحالية ستكون بالسلاح الناري بدلا من السكاكين في موجة 2015". 
  
وقالت: "في موجة عمليات 2015، عندما كان نتنياهو رئيسا للوزراء، أخذ بموقف جهاز الأمن بعدم المس بمكانة السلطة الفلسطينية، والفصل قدر الإمكان بين السكان وعدم المس بأرزاقهم". 
 
ورأت "معاريف"، أنه "من السابق لأوانه، معرفة كيف سيختار نتنياهو هذه المرة، لكن واضح أن المحيط السياسي المتبلور حاليا سيشكل له تحديات مركبة، مثلا؛ رئيس المجلس الإقليمي في الضفة الغربية، يوسي داغان، الذي تمتع نتنياهو بدعمه في حملة الانتخابات الأخيرة يطالب أن تضع حكومة الجديدة  رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، هدفا أمنيا". 

التعليقات (0)