صحافة إسرائيلية

استقالة منسق شؤون الأسرى والمفقودين في حكومة الاحتلال

بلوم يغادر منصبه نهاية الشهر الجاري- يديعوت أحرنوت
بلوم يغادر منصبه نهاية الشهر الجاري- يديعوت أحرنوت

بعد خمس سنوات من توليه مهامه منسقا لشؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، أعلن يارون بلوم عن استقالته من منصبه عقب إخفاقه في تحقيق مهامه باستعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس في غزة.

 

أبلغ بلوم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، بمغادرته نهاية الشهر، معلنا أنه "شعر بالإرهاق"، بسبب تعثر المحادثات مع حماس، وعدم الاستعداد الإسرائيلي لقبول شروطها.


إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أن "بلوم ينهي مهام منصبه بعد خمس سنوات شارك خلالها في مفاوضات مع حماس حول عودة الجنود الأسرى في قطاع غزة، بعد عمل علني وسري، دون أن يحقق النتيجة المرجوة، ووفقًا للتقديرات فقد استقال بلوم بسبب تعثر المحادثات مع حماس، رغم بعض التقارب قبل عدة أشهر، لكن إسرائيل رفضت قبول شروط الحركة".


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الاستقالة جاءت عقب توترات سادت بين بلوم وعائلة الضابط الأسير هدار غولدين، التي قدمت شكوى ضده لمراقب الدولة باتهامه بأنه ليس لديه مصلحة في عودة الأسرى، ما دفع لابيد لتعيين سكرتيره العسكري آفي غيل، ليعمل مؤقتًا بديلا له حتى يتم تحديد منسق دائم".

 

من الواضح أن استقالة بلوم في نهاية خمس سنوات من العمل السري والعلني لإعادة الأسرى، جاءت نتيجة شعوره باستنفاد جميع الخيارات، ما دفعه إلى اختيار مغادرة منصبه، وقد تعرض على مر السنين لهجمات شديدة من عائلات الأسرى، رغم أنه كان على اتصال دائم بها، ورتب لهم لقاءات مع رؤساء الحكومة وكبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية والسياسية.

 

اقرأ أيضا: تخوف إسرائيلي من استمرار "كابوس" الجنود الأسرى بغزة

رون بن يشاي الخبير العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، كشف أنه "بالتزامن مع استقالة بلوم، فقد شهد الشهر الماضي مبادرة سرية أخرى بقيادته مع رؤساء المؤسسة الأمنية لإحضار ما قال إنهما جثمانا الجنديين القتيلين لدى حماس هدار غولدين وأورون شاؤول، وإطلاق سراح المخطوفين الآخرين أفراهام مانغيستو وهشام السيد، لكن حماس رفضتها تمامًا، فيما رفض كبار المسؤولين الإسرائيليين قبولها وهي تحصل في وقت قريب جدًا من الانتخابات".

 

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "المباحثات جرت بوساطة مصريين وأطراف أخرى على افتراض أن حماس الآن لها مصلحة بإنهاء قضية الأسرى لتحسين أوضاع الفلسطينيين في غزة، لكن المفاوضات التي بدت واعدة قبل ستة أسابيع، لم تنته في نهاية المطاف عن شيء، بسبب إصرار حماس على إفراج إسرائيل عن مئات الأسرى المشاركين بتنفيذ هجمات دامية، ما وضع الحكومة الإسرائيلية أمام معضلة".


وأشار إلى أن "هذه واحدة من عدة جولات من المفاوضات السرية والمبادرات السرية التي قادها بلوم، أو كان مشاركًا فيها، خلال فترة ولايته التي استمرت خمس سنوات، لكن المبادرة الأخيرة شكلت واحدة من خيبات الأمل العديدة بالنسبة له، ما دفعه إلى الطلب من لابيد إنهاء مهمته، وعدم الدخول في إجراءات قانونية لتمديد مدته، لأنه استنفد إمكانيات تحقيق الإفراج عن الأسرى، ويرغب في المغادرة، ويمكن القول إن مسيرته وراء الكواليس تعتبر فترة عمل مأساوية". 


تجدر الإشارة إلى أن بلوم ضابط كبير في جهاز الأمن العام- الشاباك، وهو أحد أعضاء فريق التفاوض لإطلاق سراح غلعاد شاليط في صفقة 2011، ورغم رفضه في البداية لإطلاق سراح أكثر من 1000 أسير من ذوي المحكوميات المؤبدة، فإن حقيقة أن شاليط كان جنديا نجا من المعركة، جعلت الدولة ملزمة بإعادته.

 

عاصر بلوم في مهمته الجديدة العديد من كبار المسؤولين مثل رؤساء الحكومات بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت ويائير لابيد، ووزير الحرب بيني غانتس ورئيسي الأركان غادي إيزنكوت وأفيف كوخافي، لكنهم جميعا أصروا على مبدأ عدم الإفراج عن أسرى فلسطينيين أيديهم ملطخة بالدماء مثل صفقة شاليط. 


في الوقت ذاته، وبينما تركزت جهوده طيلة السنوات الخمس الماضية في قنوات التفاوض مع المخابرات المصرية، لكنه عمل أيضا مع كبار مسؤولي المخابرات من ألمانيا وسويسرا ودول أخرى، وقد تعرض لهجمات متواصلة من عائلات الأسرى الإسرائيليين بزعم أنه يفتقر للقدرات والحافز، وفي نفس الوقت لأنه شخص جشع يتقاضى راتباً باهظاً دون أن يفعل أي شيء، وفي النهاية لم تكن مهمته سهلة، لأنه لم يستطع الحديث للعائلات عن كل مبادرة سرية، لأنها سوف تتشبث بكل طرف خيط.

التعليقات (0)