الدعوة لإضرابات تشعل جبهة جديدة للاحتجاجات بإيران (شاهد)

تتواصل الاحتجاجات في إيران منذ منتصف الشهر الماضي، وسط إصرار من المتظاهرين على النزول إلى الشارع في بعض المدن، والإضراب في مدن أخرى، فيما تصر السلطات على التصدي للاحتجاجات التي تصنفها "أعمال شغب".

وبدا لافتا دخول النقابات العمالية الإيرانية إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة، من خلال الدعوة إلى إضرابات في المنشآت النفطية والمدارس والمصانع، ما يفتح جبهة أخرى من الاضطرابات داخل البلاد.

وفي آخر تطور حول الاحتجاجات، يسود إضراب عام عددا من المناطق والمدن الإيرانية منذ أمس الأحد، بدعوة من المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين، للتنديد بحملة القمع التي تمارسها السلطات ضد المتظاهرين.

 

— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) October 23, 2022

 

وامتدت الاحتجاجات إلى الجامعات وبين الأقليات العرقية على طول حدود البلاد مع العراق وباكستان، والأسبوع الماضي إلى أكبر مجمع سجون في طهران، في حين نفّذ تجار وعمّال في مدن إيرانية عدة إضراباً السبت في إطار الاحتجاجات التي اندلعت إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد توقيفها، بحسب ما أفادت به منظمات غير حكومية.

 

اقرأ أيضا: إيران تقاضي أمريكا بسبب الاحتجاجات.. وتحذر الرياض ولندن

وجرت تظاهرات جديدة الأحد في عدد من المناطق، ولكن من الصعب تحديد حجمها بسبب قيود تفرضها السلطات على الوصول إلى الإنترنت، لكن مواقع تابعة للمعارضة بثت تسجيلات فيديو لتلك التظاهرات.

 

— +۱۵۰۰تصویر (@1500tasvir) October 23, 2022

 

وتوفيت أميني عن 22 عاماً بعد ثلاثة أيام على توقيفها من جانب شرطة الأخلاق في طهران لانتهاكها قواعد اللباس.

وأدت حملة قمع الاحتجاجات، وهي الأوسع منذ الاحتجاجات التي شهدتها إيران عام 2019 على ارتفاع أسعار الوقود، إلى مقتل 122 شخصاً على الأقل بينهم أطفال، وفق منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من أوسلو مقرّاً. 

ووفق قناة "1500 تصوير"، فقد "نُفّذت إضرابات (...) في مدن، بينها سنندج وبوكان وسقز (شمال شرق البلاد)"، والأخيرة مسقط رأس أميني. 

 

— Hengaw Human Rights Organization (@HengawO) October 23, 2022

 

كذلك، أشارت منظمة "هينغاو" الحقوقية ومقرّها النرويج إلى إضراب للتجار في هذه المدن، وأيضاً في مريوان (غربا).

في أماكن أخرى في إيران، صفّق عشرات الطلاب وهتفوا خلال تظاهرة في جامعة شهيد بهشتي في طهران، بحسب ما أظهر مقطع فيديو نشرته قناة "1500 تصوير" على "تويتر" السبت.

ويُظهر مقطع فيديو آخرصوّر في جامعة العلوم الطبية في تبريز عشرات الطلاب يصفقون ويرددون شعارات معادية للسلطات الإيرانية.

وتظاهر طلّاب في جامعات عدة، بحسب ما أفادت به قناة "1500 تصوير"، هي كلية الفنون والهندسة في يزد (وسط البلاد)، وجامعة طهران، وجامعة العلامة الطباطبائي في شرق العاصمة، وجامعة الرازي في كرمنشاه (شمال غرب البلاد)، وأيضاً في همدان (غربا)، والأهواز وياسوج (جنوب غرب البلاد).

 

— +۱۵۰۰تصویر (@1500tasvir) October 23, 2022

 

واتهم ناشطون السلطات الإيرانية بشنّ حملة اعتقالات جماعية وحظر سفر، وتضمّ القائمة رياضيين وصحفيين ومحامين ومشاهير.

 

— إيران إنترناشيونال-عربي (@IranIntl_Ar) October 23, 2022

 

وتقلّل السلطات التي تعتبر أن معظم التظاهرات "أعمال شغب"، من أهميتها، وحملت مسؤوليتها لـ"أعداء" الجمهورية، مثل الولايات المتحدة.

وقال نائب وزير الداخلية مجيد مير أحمدي السبت: "ثمة تجمعات مختلفة في بعض الجامعات، وهي تتراجع يومياً، وأعمال الشغب بلغت أيامها الأخيرة"، وفق ما نقلت وكالة "إرنا" الرسمية.

 

اقرأ أيضا: طلاب إيرانيون يضربون.. وشجب رسمي متواصل للدعم الغربي

ودان المجتمع الدولي حملة قمع الاحتجاجات، فيما فرضت عدد من الدول إضافة إلى الاتحاد الأوروبي عقوبات على قيادات وكيانات إيرانية. 

من جهته، اتهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان واشنطن السبت، باستغلال الاحتجاجات لانتزاع تنازلات في المفاوضات التي استؤنفت منذ أكثر من عام لإحياء اتفاق العام 2015 حول البرنامج النووي الإيراني.

احتجاجات مساندة في الخارج

وفي برلين، تجمع نحو 80 ألف شخص حول عمود النصر التاريخي في برلين، مرددين شعارات ضد الحكومة الإيرانية، وداعين إلى تغيير النظام في البلاد.

ورفع المتظاهرون الأعلام الإيرانية ولافتات كتب عليها: "إيران حرة"، و"لا للديكتاتورية"، و"المرأة، الحياة، الحرية"، و"تسقط الثيوقراطية (الحكومة الدينية)".

وقالت وزيرة الأسرة الألمانية ليزا باوس، في تغريدة: "اليوم يُظهر الآلاف تضامنهم مع النساء الشجاعات والمحتجين في إيران بهدف تحقيق الحرية وتقرير المصير".

"ضحية التشويه" 

في المقابل، قال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني محمد مهدي إسماعيلي، إن بلاده "ضحية" للمعلومات المضللة والتشويهات والأكاذيب في وسائل الإعلام.

وأضاف إسماعيلي، أن بلاده "تعاني منذ عقود" مشكلة التضليل الإعلامي. وفي إشارة إلى الاحتجاجات الأخيرة في إيران، قال إسماعيلي: "لقد حولوا قضية طبيعية تماما إلى ذريعة لخلق مناخ إعلامي قاس ضد إيران".

 

من جهة أخرى، أعلنت السلطات الإيرانية أن طهران قررت رفع دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة، على خلفية "التدخل والتورط المباشر لواشنطن في أعمال الشغب الأخيرة" التي شهدتها البلاد.

وفي هذا الصدد، أوضح غريب آبادي، مساعد رئيس السلطة القضائية الإيرانية: "بسبب التدخل والتورط المباشر لأمريكا في أعمال الشغب الأخيرة، فإنه تقرر أن ترفع دعوى قضائية في محكمة طهران لتحديد الخسائر الواردة وإصدار أحكام لازمة ضدها".

وأشار غريب آبادي إلى "الدور المدمر لقناتي "إيران إنترناشنال" و"بي‌ بي‌ سي" الناطقتين باللغة الفارسية، في التوجيه والتحريض على أعمال الشغب".