صحافة دولية

إيكونوميست: المتظاهرون في إيران يهددون بـ"باستيل جديد"

مجلة إيكونوميست قالت إن حريق سجن إيفين الإيراني أعاد للذاكرة حادثة سينما ريكس في عام 1978- جيتي
مجلة إيكونوميست قالت إن حريق سجن إيفين الإيراني أعاد للذاكرة حادثة سينما ريكس في عام 1978- جيتي

نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا عن أحداث إيران المتصاعدة، وأشارت إلى الحريق الذي اندلع في سجن إيفين بطهران، قائلة إن الرعب كان كبيرا على الذين علقوا في زنازين انفرادية.


وبدأت النيران في مشغل خياطة بأرضية السجن وانتشرت في داخل السجن الذي يزدحم بالمحتجين الذين اعتقلوا في الأشهر الأخيرة.


وأضافت أن حراس السجن قاموا بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، وأطلقوا النار على السجناء الذين صعدوا إلى سطوح السجن لتنفس الهواء الطلق ولكي يهتفوا ضد السجانين.


وأضاءت النيران المندلعة في السجن سماء المدينة بشكل أعاد الذاكرة إلى صيف عام 1978 عندما احترقت سينما ريكس وقتل فيها 470 شخصا نتيجة عمل تخريبي، كانت الشرارة التي أشعلت الثورة التي أطاحت بالشاه بعد عام واحد. واليوم أطفأت السلطات النيران وقمعت المتظاهرين وأكدت أن "مشروع الباستيل فشل"، في إشارة لمداهمة سجن الباستيل في باريس عام 1789 وكان شرارة الثورة الفرنسية. وبحسب الأرقام الرسمية فلم يقتل في النيران بإيفين سوى 8 أشخاص.


وتعلق المجلة أن الأحداث الكبرى في الشرق الأوسط تبدأ صغيرة، وبدأ الربيع العربي بحرق بائع خضروات نفسه في بلدة تونسية نائية.

 

اقرأ أيضا: إيران تعلن "السيطرة" على الاحتجاجات.. وناشطون يكذّبون

وفي الشهر الماضي أدت وفاة الفتاة مهسا أميني التي كانت في زيارة لطهران إلى احتجاجات في العاصمة ومن ثم لبقية المدن الإيرانية.


ويقول صادق زيباكلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران: "لم يتوقع أحد أي شيء سوى احتجاجات محدودة" و"لكن المعارضة لم تهدأ أبدا بل تتصاعد مثل البركان".


مقتل أميني أثار مشاعر جيل غاضب ضد القيود المفروضة على الزي. وهذه المرة، المتظاهرون مثقفون ويعرفون الأعراف الاجتماعية لنظرائهم في العالم. وسئموا من إصرار رجال الدين على الفصل بين الجنسين، فقد قامت النساء بحرق حجابهن وقصصن شعورهن أمام الناس ودخلن الكافتيرا المخصصة للرجال في الجامعات وهتفن في التجمعات "الموت للديكتاتور".


وقالت ناشطة شابة في جامعة طهران: "لا تراجع من الحكومة يعني لا تراجع من الشعب".


وانتشرت التظاهرات من المدن الكبرى إلى البلدات في المحافظات التي اعتبرها المحافظون قلب تأثيرهم. وقالت متظاهرة شابة في أردبيل، المدينة الهادئة التي تبعد 580 كيلومترا عن طهران: "لا نريد نظاما يقتل الأطفال"، وذلك بعد ضرب تلميذة عمرها 16 عاما حتى الموت لرفضها غناء أغنية مؤيدة للنظام.


وعندما جاء الرئيس إبراهيم رئيسي لزيارة جامعة الزهراء للبنات والمخصصة لتخريج الكوادر الأيديولوجية هتفن في وجهه "أغرب عن وجوهنا".


ويبدو أن النظام منقسم حول كيفية الرد على التظاهرات، فهناك مدرسة في التفكير تقول إنه كان يجب التعامل مع المحتجين بقسوة منذ البداية. أما المدرسة الثانية، فتقول لو سحقناهم لعادوا بعد أشهر وبتهديد أخطر.


ويقول زيباكلام الباحث السياسي "لا طرف يملك اليد العليا"، في وقت دعا فيه المرشد الأعلى للجمهورية، علي خامنئي لتضامن أكبر بين الشعب وقوات الأمن. لكن الكثير من المؤثرين في داخل النظام، ساسة ورجال أعمال احتفظوا بصمت حذر.


ودعا البعض بمن فيهم علي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق والمؤثر في النظام إلى التوقف عن فرض الحجاب على النساء.


وكتب جواد موغوي، صانع الأفلام الوثائقية على حسابه في إنستغرام والموالي حتى الآن للنظام: "لقد ركلوني في رأسي ووجهي، ودفعوني في شاحنة ولكموني في الوجه"، وذلك بعد محاولته وقف ضرب قوات الأمن لفتاة.

التعليقات (0)