هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في
الوقت الذي يواصل فيه المستوطنون اليهود جرائمهم ضد الفلسطينيين، فقد شهدت الحلبة السياسية
الإسرائيلية تبادل اتهامات بين عضو كنيست ووزير الحرب حول الحماية التي يوفرها جيش
الاحتلال للمستوطنين، وهم يواصلون اعتداءاتهم على الفلسطينيين، بما في ذلك اقتحاماتهم
المستمرة للمسجد الأقصى.
عضو الكنيست عوفر كاسيف من الجبهة الديمقراطية للسلام
والمساواة- حداش، أعلن أن "الجيش الإسرائيلي أعدم أطفالا فلسطينيين، لأن الاحتلال
هو أصل الشرور، حتى إن بيني غانتس وزير الحرب هو مجرم حرب".
يهودا
شليزنغر مراسل صحيفة "إسرائيل اليوم"، نقل في تقرير ترجمته "عربي21"
عن كاسيف قوله في مؤتمر لإطلاق الحملة الانتخابية أن "الاحتلال ظلم شنيع في حد
ذاته، لقد قتل في الأسبوع الماضي 12 فلسطينيا في الأراضي المحتلة، بينهم أطفال صغار
تم إعدامهم، نشهد إراقة دماء مروعة بسبب الاحتلال الظالم"، أما أيمن عودة عضو
الكنيست فأكد أن "كل من يقتل هذه الأيام هم ضحايا هذا الاحتلال اللعين، علينا
أن ننهي الاحتلال الذي يقتل، إنه أصل الشر".
"القناة
14" التابعة للمستوطنين نقلت عن كاسيف "تهديده بالذهاب إلى المحكمة الدولية
في لاهاي، لاعتقال عضو الكنيست إيتمار بن غفير من حزب الصهيونية الدينية، لأن مكانه
ليس في الكنيست، بل في السجن، وأعلن أنه يعتزم الاتصال بالمدعي العام بشأن هذه المسألة،
وإذا لم يتم الرد على استئنافه، فسيذهب إلى لاهاي، ابن غفير يقود مليشيات مسلحة، ويجب
وقف إرهاب المستوطنين".
وأضافت
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "بن غفير سحب سلاحه في وجه المتظاهرين
الفلسطينيين المحتجين على حصار مخيم شعفاط، متهماً المستوى السياسي الإسرائيلي بأنه
يقيد أيدي الشرطة، زاعما أنه لا يمكن للفلسطينيين إلقاء الحجارة قرب مراكزها، ولا ترد
بإطلاق النار، حان الوقت لوقف هذه المشاهد، أما غانتس فردّ على كاسيف بزعمه أنه
"يتجاوز مرة أخرى خطا أحمر من التحريض".
ليست
المرة الأولى التي يتهم فيها كاسيف جيش الاحتلال بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين،
ويعطي مصداقية لأعمال المقاومة الفلسطينية، فقد أعلن مؤخرا أن "المسلحين الذين
يطلقون النار على جنود الجيش الإسرائيلي ليسوا إرهابيين، بل هم مقاتلون فدائيون على غرار
الثوار الذين قاتلوا الاحتلال النازي في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية في القرن
الماضي، لأن تعريف الفلسطيني الذي يطلق النار على جندي إسرائيلي أنه واحد من مقاتلي
حرب العصابات".
وأضاف: "إننا نعارض العنف، ونؤيد النضال السلمي ضد الاحتلال، ولا أريد أن يقتل أحد، لكن
من حق أي مسلح أن يضرّ بقوة عسكرية محتلة، بحسب التعريف المتعارف عليه دوليا وتعريف
الأمم المتحدة، التي تنص على أنه يحق لشعب محتل استخدام الوسائل المسلحة ضد الاحتلال،
ورغم أنني ضد ذلك، لكن لا يمكن تسميتهم إرهابيين، لأن الإرهاب الكبير الحقيقي هو الاحتلال
ذاته، وإن المسلحين الفلسطينيين اليوم يمكن النظر إليهم كما نظر غالبية الجمهور في
ألمانيا لمن قاتلوا الاحتلال النازي في بولندا، ووصفوهم بالثوار، ولم يسموهم إرهابيين".
وفي
وقت سابق أعلن كاسيف أن "قطاع غزة يتعرض لمجزرة بحق الأبرياء الفلسطينيين، لأن
الحكومة الإسرائيلية أنتجت شرعية لقتلهم، ما يعني تدحرج الوضع فيها لما شهدته ألمانيا
قبل ثمانين عاما، ومهد الطريق لحصول المحرقة النازية، والجنود يطلقون النار على الفلسطينيين
كما لو كانوا "كالبط في مرمى الصيد"، بفعل ما أوجدته الحكومة من أجواء تمنح
الشرعية لقتل العرب، وهي ذاتها الأجواء التي شهدتها ألمانيا قبل ثمانية عقود حين تم
التمهيد لحدوث الهولوكوست".