صحافة إسرائيلية

القناة12: عنصرية إسرائيلية تطال يهودا من أصول عربية وشرقية

تكشف الاتهامات المتبادلة بين الأحزاب الإسرائيلية أن الانتخابات عززت من الخطاب العنصري بين اليهود- جيتي
تكشف الاتهامات المتبادلة بين الأحزاب الإسرائيلية أن الانتخابات عززت من الخطاب العنصري بين اليهود- جيتي

كلما اقترب الاستحقاق الانتخابي الإسرائيلي من يوم الأول من نوفمبر المقبل، زادت حدة الدعاية الانتخابية بين الأحزاب المتنافسة، حيث ارتفع مستوى تبادل الاتهامات بينها في مسعى واضح للحصول على مزيد من أصوات الناخبين.


وآخر هذه الصراعات الانتخابية تتمثل في ما نشرته مجلة تابعة لحزب "يسرائيل بيتنا" الذي يقوده وزير المالية أفيغدور ليبرمان، وهو حزب يمثل اليهود الروس في معظمهم، وقالت المجلة التي وزعت في الأيام الأخيرة أن حزب الليكود الذي يقود المعارضة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو هو "حزب إقطاعي آخر، وأن أصول معظم قادته من اليهود ذوي الجذور العربية"، وأن "معظم قادته لا يلتزمون بالقواعد الثقافية والنفسية لهذه الأعراق، وأنه حزب المهاجرين اليهود العرب".


وذكر مراسل الشؤون الحزبية في القناة 12، عاميت سيغال أنها "ليست المرة الأولى التي يتم اتهام فيها حزب الليكود بهذه الأوصاف العنصرية، فقد سبق لحزب "يوجد مستقبل" الذي يقوده رئيس الحكومة يائير لابيد أن نشر في دورية باللغة الروسية أن "حزب الليكود أصبح حزبًا قطاعيًا من السفارديم، وهم اليهود ذوو الأصول الشرقية، والمشكلة أن معظم قادة الليكود ليسوا من نفس الأصل، لكن لديهم رموز ثقافية ونفسية مميزة لهذه الطوائف".


وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو سارع على الفور لإدانة ما وصفه ببيان ليبرمان العنصري ضد ناخبي الليكود، زاعما أن حزب الليكود يمثل جميع مواطني إسرائيل: السفارديم والأشكناز، العرب واليهود، العلمانيين والمتدينين، وأنا فخور بكل أعضاء الليكود من اليهود القادمين من الدول العربية، في إسرائيل 2022 لا مكان لخطاب ليبرمان المثير للانقسام، وردنا على عنصريته سيأتي في صناديق الاقتراع".

 

اقرأ أيضا:  الاحتلال يتخوف من مفاجآت الفلسطينيين خلال أكتوبر الجاري

 

وأشار سيغال في تقريره إلى أن "الشهر الماضي اندلعت ضجة إثر بيان لحزب "يوجد مستقبل" موجه للجمهور الروسي على موقعه على الإنترنت، حيث زعم بأن حزب الليكود لم يعد يمثل جميع أقسام الجمهور الإسرائيلي، لأنه تخلى عن أيديولوجيته، وأصبح يمثل قطاع اليهود القادمين من إسبانيا فقط، في إشارة إلى الجذور الشرقية لليهود، مما دفع نتنياهو للمسارعة بالرد أن "عنصرية لابيد لا تعرف حدودًا".


وتكشف هذه الاتهامات المتبادلة بين الأحزاب الإسرائيلية أن تكرار جولات الانتخابات المبكرة عززت مكانة الخطاب العنصري بين اليهود أنفسهم، في ظل مخاوف جميع قادتها أنهم لن يحصلوا مرة أخرى على أغلبية في الكنيست، مما كشف بصورة مبكرة عن صراعات داخلية واتهامات غير مسبوقة تتجاوز التنافس الحزبي المشروع، لكن تحرك الساحة السياسية في إسرائيل بصورة لافتة، يفسح المجال لنشوء سيولة جديدة مختلفة عن الأنماط السابقة.


وإحدى خصائص الانتخابات المقبلة، تعزيز مفردات الاتهامات على أسس عرقية وقومية وإثنية، مما يكشف عن مستوى "منحط" من العنصرية التي باتت جزءًا لا يتجزأ من السياسة الإسرائيلية، حيث باتت تجد تعبيراتها في كراهية عميقة بين مختلف الأحزاب وقادتها، وهذا لا يؤدي فقط لتفاقم الانقسامات العميقة في المجتمع الإسرائيلي، بل يهدد بتقويض ما تبقى من ديمقراطية "إسرائيل" المزعومة بالفعل، وتمزقها إلى أشلاء، وفي النهاية تدل على انهيار ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة نفسها، وعدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة في الوقت الحاضر بسبب تعمق الاستقطاب المتصاعد.

 

التعليقات (0)