هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إعاقة عمل المسؤولين في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، عبر تهديديهم وإبعاد بعضهم عن المسجد الأقصى المبارك، في إجراء يصب في صالح خطط المستوطنين التهويدية.
وقال أفيف تتارسكي، الباحث في جمعية "عير عميم" المتخصصة بشؤون القدس، في مقاله بـ"هآرتس"؛ إن سلطات الاحتلال "استجوبت عددا من كبار مسؤولي الأوقاف الأردنية، وصدرت أوامر طرد، استعدادا للأعياد اليهودية".
وعن حقيقة ما يجري بحق المسؤولين والعاملين في دائرة الأوقاف بالقدس، أكد عضو لجنة الدفاع عن حي البستان وسلوان والباحث المختص بشؤون القدس، فخري أبو دياب، أن "سلطات الاحتلال تعمل على بسط سيطرتها وهيمنتها على المسجد الأقصى، وتهديد كل من يحاول أو يفكر في إعاقة المستوطنين المقتحمين للأقصى".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "تهديدات الاحتلال تطال أيضا المسؤولين في الأوقاف؛ لأنها تريد أن تفقد دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس صلاحياتها، وتوصيل رسالة مفادها؛ أن الأوقاف جسم لا قيمة له، وهي صاحبة السيادة والرعاية والسيطرة على المسجد الأقصى".
ونبه أبو دياب إلى أن "ممارسة التهديد والتضيق على الأوقاف مستمرة من قبل الاحتلال، وتزداد في فترة الأعياد اليهودية، مع تشديد القبضة الاحتلالية والرقابة على الأقصى، كما أن الاحتلال يحذر المسؤولين في الأوقاف، من عدم اتخاذ أي خطوات قد تؤدي إلى عرقلة اقتحام المتطرفين وأداء طقوسهم التلمودية في باحات الأقصى".
اقرأ أيضا: الاحتلال يغلق البلدة القديمة بالقدس ويقتحم المسجد الأقصى
وأكد أن ما تقوم به سلطات الاحتلال بحق المسؤولين في الأوقاف، هو "نوع من فرض السيطرة والقبضة الاحتلالية على المسجد الأقصى، علما بأن الاحتلال يعمل على تفريغ الاتفاقيات كافة من مضمونها، إضافة إلى محاولاته سحب الصلاحيات كافة من دائرة الأوقاف، في ظل سعيه لفرض وقائع تهويدية داخل الأقصى، وتغيير الوضع القائم والقانوني".
وأفاد المختص أن "الاحتلال يقيد تحركات المسؤولين في دائرة الأوقاف بالقدس، وألغى بعض المهام الموكلة وظيفيا لبعض المسؤولين (في الأوقاف)، إضافة إلى عرقلة عملهم ومنعهم من ممارسة مهامهم الوظيفية بشكل طبيعي"، منوها إلى أن الاحتلال قام بإبعاد العديد من حراس المسجد الأقصى.
وقبل دخول فترة الأعياد اليهودية، اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مدير شؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني، وقامت بتفتيش منزله والعبث في محتوياته، والتحقيق معه لساعات قبل الإفراج عنه.
وعلمت "عربي21" من مصادر مطلعة، أن سلطات الاحتلال منعت الشيخ الكسواني من الحديث لوسائل الإعلام المختلفة؛ تمهيدا على ما يبدو لعدم إثارة الرأي العام ضد انتهاكات الاحتلال بحق المسجد الأقصى، وخاصة ضد اقتحامات المتطرفين المستمرة طوال العام وتتصاعد في فترة الأعياد اليهودية.
وبحسب الإعلام العبري، فإن عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى تضاعف في العقد الأخير لأكثر من 10 أضعاف، ما دفع كاتبا إسرائيليا إلى الادعاء أن المسجد الأقصى المبارك دخل في "عهد جديد".
وفي مؤشر على ارتياح الاحتلال من تراكم سيطرته على المسجد الأقصى، قال نداف شرغاي في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم": "لأول مرة منذ حرب 1967، يتخطى السنة، عدد المقتحمين اليهود السنوي للأقصى الـ 50 ألفا".