هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعيش الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية في الساعات
الأخيرة ضجة كبيرة عقب تسريب محتوى الخطاب الذي سيلقيه رئيس الحكومة يائير لابيد
أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء اليوم الخميس، وسيتحدث فيه للمرة الأولى
منذ سنوات طويلة، عن حل الدولتين مع الفلسطينيين، رغم إشارته المتوقعة إلى المخاطر
التي تنطوي عليها إقامة دولة فلسطينية، وسط تقديرات إسرائيلية أننا أمام خطوة
محسوبة خلال فترة الانتخابات المقبلة.
خطاب اليوم من المتوقع أن يقول فيه لابيد إن
إسرائيل يجب أن تذهب إلى حل الدولتين لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين، وستكون هذه
المرة الأولى منذ سنوات عديدة التي يتحدث فيها رئيس وزراء إسرائيلي على منصة الأمم
المتحدة عن حل الدولتين، لكن لابيد في الوقت ذاته سيؤكد على المخاطر التي تنطوي
عليها إقامة دولة فلسطينية، ولذلك فإن إسرائيل لن تفعل أي شيء من شأنه أن يعرض
أمنها للخطر، وأن الانفصال عن الفلسطينيين يجب أن يكون جزءا من الرؤية السياسية.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت،
نقل مقتطفات من خطاب لابيد الذي سيتطرق إلى موضوعات عديدة في المنطقة والعالم،
لكنه في ما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين، فمن المتوقع أن "يؤكد على البعد
الأمني للمصالح الإسرائيلية، صحيح أننا معنيون بإيجاد شرق أوسط جديد، لكن دون أن
يكون على حساب احتياجاتنا الأمنية، نحن بحاجة لبدء مفاوضات دقيقة للغاية مع
الفلسطينيين، ما يجعل من حديثه هذا أمام الأمم المتحدة، وفي خضم الحملة
الانتخابية، خطوة محسوبة على الأرجح تهدف للاستحواذ على أصوات جمهور يسار
الوسط، رغم أنه لن يلتقي برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن
"تسريب بعض مما سيأتي في خطاب لابيد تسبب في نشوب موجة عاصفة من ردود الفعل
المتناقضة في الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية، بدأت برئيس الوزراء المناوب
نفتالي بينيت الذي ردّ بحدّة على نية لابيد التحدث عن حل الدولتين، قائلا إنه لا
مكان أو منطق لإعادة الحديث عن فكرة الدولة الفلسطينية، لأنها تشمل بالضرورة
التنازل عن الضفة الغربية، ما سيعرض بلا شك أمن إسرائيل للخطر".
ورغم المواقف اليمينية المهاجمة لخطاب لابيد المتوقع، فإن
عودة إلى الوراء في عام 2016 حين ألقى نتنياهو خطابا مشابها في الأمم المتحدة،
أعلن فيه حرفيا أنه "ملتزم برؤية سلام تقوم على دولتين لشعبين"، وقال: "أنا مستعد لبدء
مفاوضات لتحقيق السلام اليوم، وليس غدًا، وليس الأسبوع المقبل، وبدلاً من مهاجمة
إسرائيل في الأمم المتحدة، أدعو أبا مازن إلى التحدث أمام شعب إسرائيل في الكنيست
بالقدس، وسأكون سعيدًا بالحضور، والتحدث أمام البرلمان الفلسطيني في رام
الله".
اقرأ أيضا: لابيد يطرح على أردوغان قضية أسرى الاحتلال لدى حماس
موران أزولاي مراسلة الشؤون الحزبية في صحيفة يديعوت
أحرونوت، نقلت عن أعضاء في حكومة لابيد انتقاداتهم لخطابه المتوقع اليوم في الأمم
المتحدة، والذي سيتحدث فيه عن حل الدولتين مع الفلسطينيين، حتى إن وزير القضاء غدعون
ساعر زعم أن "إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية سيعرض أمن إسرائيل للخطر،
ولن تسمح غالبية الشعب الإسرائيلي بحدوث ذلك"، أما وزيرة الداخلية آييليت
شاكيد فزعمت أن لابيد ليس لديه شرعية عامة لتوريط إسرائيل بتصريحات من شأنها إلحاق
الضرر بها، فهو يمثل نفسه فقط في هذا البيان، وليس الحكومة، الدولة الفلسطينية
تشكل خطرا على إسرائيل".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن أوساط حزب
الليكود أعلنت أن "لابيد بعد أن شكّل أول حكومة إسرائيلية فلسطينية، يريد
الآن إقامة دولة فلسطينية على حدود كفار سابا وناتانيا، وتسليم الأراضي لأعدائنا،
مع أنه لسنوات طويلة، تمكن بنيامين نتنياهو من إخراج القضية الفلسطينية من الأجندة
العالمية، لكن لابيد أعادها إلى الواجهة في أقل من عام، وقد حذرنا من أن هذه الحكومة
ستعيدنا إلى مسار أوسلو".
ونقلت عن إيتمار بن غفبر الرجل الثاني في حزب
"العصبة اليهودية" أنه "في خضم الانتفاضة التي تتكشف أمام أعيننا،
فقد اختار لابيد الاستمرار في منح الجوائز لها، ويعيد إلى جدول الأعمال الفكرة
الوهمية لإقامة دولة فلسطينية في قلب إسرائيل، وردوا قائلين إن زعيم المعارضة
بنيامين نتنياهو هو الذي تحدث عن حل الدولتين في خطابه في الأمم المتحدة في عام
2016"، فيما هنأت رئيسة حزب ميرتس زهافا غالون، لابيد على خطابه المتوقع، بزعم
أن "ملايين الإسرائيليين والفلسطينيين ينتظرون أفقا سياسيا يضع حدا لدوامة
إراقة الدماء، وأدعو لابيد للذهاب خطوة أخرى، والاجتماع مع أبي مازن في الأمم
المتحدة".
الخشية من حماس
واعتبرت صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير أعده أرئيل
كهانا، أن رئيس حكومة الاحتلال "أخطأ في كل مقياس حين يعود مجددا ليطرح بكامل
القوة رؤياه لإقامة دولة فلسطينية"، وسط تخوفات من فوز حماس بأي انتخابات
مستقبلية.
وأشار إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس منذ 2006
يمنع الفلسطينيين من التوجه مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع، فيما يبرر الغرب سياسة
عباس بتخوف يشارك فيه إسرائيل من انتصار حماس في الانتخابات.
ونبه إلى أنه
"مع لابيد وبدونه، على المندوبين الإسرائيليين أن يتوقفوا عن أخذ المسؤولية
أو الاعتذار عن خلل لا صلة ولا مسؤولية لنا عنه، للفلسطينيين يوجد كيان سياسي
(السلطة) ومنذ سنوات عديدة وهو ليس ديمقراطيا".
اللافت أن خطاب لابيد متوقع اعتباره صفحة إسرائيلية
جديدة تجاه السلطة الفلسطينية، لكن لابيد لن يجتمع مع عباس في الأمم المتحدة، بزعم أن
تلميحاته الأخيرة حول المحرقة جعلت لابيد أقل رغبة في التحدث إليه، وليست هناك
حاجة عملية لمثل هذا الاجتماع في الوقت الحالي، وهو أيضًا ليس على جدول الأعمال
الإسرائيلي، مكتفيا بحديث مساعديه مع القادة الأمنيين للسلطة الفلسطينية.