هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تراقب
الأوساط السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية عن كثب نتائج الانتخابات الأخيرة في السويد،
وما أسفرت عنه من فوز كاسح لأحزاب اليمين، بعد سنوات عديدة من حكم اليسار، مما
يشكل فرصة لدولة الاحتلال لتجديد علاقاتها بالسويد، وتعزيزها.
مع
العلم أن السويد لا تعتبر دولة صديقة لإسرائيل، وحقيقة أنها تميل إلى اليسار
سياسيًا فيمكن تفسير ذلك بطريقة ليست سيئة، خاصة وأن السنوات الثماني الأخيرة من
حكم الاشتراكيين الديمقراطيين شكلت سجلاً سلبياً من حيث موقف السويد تجاه إسرائيل،
خاصة في عهد رئيس الوزراء السابق ستيفان لوفين ووزيرة خارجيته مارغوت والستروم، في
ضوء أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يوجد داخله لوبي مؤثر مؤيد للفلسطينيين، أدى
إلى تطرف موقف الحزب تجاه إسرائيل.
نيكولاي
تاليسنيك الكاتب في موقع ميدا، ذكر أنه "قبل الانتخابات الأخيرة في السويد،
وتحديدا عندما شغلت ماجدالينا أندرسون منصب رئيس الوزراء، قادت الطريق في تحسين
العلاقات مع دولة الاحتلال، لكنه كان متأخراً قليلاً جداً، وفي المقابل تظهر أحزاب
الكتلة اليمينية موقفاً أكثر إيجابية تجاهها، واليوم يُظهر حزب "السويديون
الديمقراطيون" تعاطفًا صريحًا مع إسرائيل، ويعتبرونها امتدادا للمنظومة
الغربية في منطقة إسلامية متطرفة، وهم أول من وقف بجانب الجالية اليهودية في السويد،
بزعم ما عانته في السنوات الأخيرة من تزايد حالات العنف المعادي للسامية".
اقرأ أيضا: الاحتلال يخشى حماس بالضفة ويستعد لمواجهة موجة عمليات خطيرة
وأضاف
في مقال ترجمته "عربي21" أنه "تجدر الإشارة إلى موقف رئيس الوزراء
الإسرائيلي يائير لابيد، الذي دعمت وزارة خارجيته في مقاربتها لمقاطعة
"السويديين الديمقراطيين"، بدعوى أن إسرائيل "الرسمية" لا
تعطي شرعية لأحزاب ذات تراث نازي جديد، مع العلم أن هذه السياسة لن تخدم إسرائيل
في علاقاتها مع السويد في السنوات الأربع المقبلة، حيث سيكون "السويديون
الديمقراطيون" الحزب الأكثر أهمية في السياسة المحلية، رغم أنهم مؤيدون واضحون
للدولة الصهيونية، ولذلك ليس لدى إسرائيل امتياز التخلي عن هذا النوع من الاتصال
مع هذا الحزب السويدي الذي حصل على هذه الأغلبية رغم تراثه النازي".
تجدر
الإشارة إلى أن العلاقات بين إسرائيل والسويد غالبا ما شهدت أزمات متواصلة، في ظل
اتهامات دولة الاحتلال للحكومة اليسارية في ستوكهولم بأنها تعدّ من أكثر الحكومات
عداء لها في الاتحاد الأوروبي، وتقف خلف العديد من المبادرات السياسية للاتحاد
لإدانة إسرائيل في أي فرصة تسنح لها، حتى أن وزيرة الخارجية السويدية السابقة
مارغوت وولستروم دأبت دائما على إشهار "البطاقة الحمراء" لتل أبيب، وفق
التوصيف الإسرائيلي، مما حدا بزعماء إسرائيليين لرفض مقابلتها.
اليوم
يبدي الإسرائيليون تفاؤلا حذرا إزاء فوز أحزاب اليمين في السويد، بزعم أن ذلك يعني
إجراء تغيير في سياستها الخارجية تجاه إسرائيل، وافتتاح عهد جديد بينهما، وسط
اعتقاد أن معظم هذه الأحزاب مؤيدة أكثر لإسرائيل، رغم أنهم لا يدعمون اليهود،
لكنهم يؤيدون إسرائيل، ومعارضة للاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، ودعوات لفرض رقابة
على المساعدات المالية المقدمة للفلسطينيين.